* بعد انتشار الظاهرة وظهور تداعياتها
* أنتج العدوان مئات الأرامل في أقل من شهر واحد
* الشيخ ناصر المعروف نائب رئيس الجمعية إن الفكرة جاءت بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي خلف مئات الأرامل
تثير عملية تزويج أرامل قتلى الحرب في قطاع غزة التي تقوم بها بعض الجمعيات الخيرية، لغطاً وجدلاً كبيراً في الشارع الفلسطيني ما بين مؤيد ومعارض، في ظل انتشار الظاهرة وظهور تداعياتها على كل المستويات الحياتية في قطاع غزة
المؤيدون لعمليات التزويج يؤكدون أنهم يحمون بذلك المجتمع الفلسطيني ويعيدون له استقراره متسلحين بأدلة شرعية واجتماعية تسهل عمليات تزويج الأرامل، فيما يعتقد المعارضون أن تزويج الأرامل من شأنه أن يدمر أطفال الأرملة لأن ثقافة المجتمع لا تقبل أن يربي رجل غريب أبناء زوجته ما يعني حرمان الأطفال من آبائهم وأمهاتهم في آن واحد
كما يرى معارضو هذا المشروع أن بعض العاطلين عن العمل يتقدمون للزواج من أرامل القتلى طمعاً في رواتب ومكافآت تدفعها المؤسسات الخيرية والسلطات المحلية للأرامل، كما أنها أخذت منحى بعيداً عن الرغبة في استقرار المجتمع والحفاظ على هيئته
وكان للعدوان الأخير الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في 27-12-2008 واستمر لمدة 22 يوماً متتالية دور كبير في بروز ظاهرة "تزويج أرامل القتلى"، حيث أنتج العدوان مئات الأرامل في أقل من شهر واحد، يضاف إلى ذلك آلاف القتلى الذين سقطوا منذ أسر الجندي الإسرائيلي في قطاع غزة جلعاد شاليط في الخامس والعشرين من شهر يونيو/حزيران 2006 وما صاحب عملية الأسر من تصعيد إسرائيلي تسبب في مقتل وجرح الآلاف
شروط محددة للزواج
وتعد "جمعية الفلاح الخيرية" في غزة واحدة من الجمعيات التي تعتزم تزويج أرامل القتلى ضمن المرحلة الثانية لمشروع التزويج الذي بدأته عام 2006
ويقول الشيخ ناصر المعروف نائب رئيس الجمعية إن الفكرة جاءت بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة الذي خلف مئات الأرامل
وأضاف أن الفكرة هي استكمال للمرحلة الأولى التي بدأتها الجمعية عام 2006
وأوضح أن المرحلة الأولى كانت تقتصر على تزويج العوانس وبعض الأرامل أما المرحلة الحالية عام 2009 فتقتصر على تزويج أرامل قتلى العدوان الإسرائيلي الأخير فقط، بشرط أن يكون المتقدم للزواج عازباً ولم يسبق له الزواج
ويؤكد المعروف أن الفكرة أصبحت قائمة الآن وقمنا فعلياً بتزويج 5 أرامل بعد العدوان على غزة، ولكن عملية الزواج تمت بشكل فردي وليس جماعي كما تم بالسابق"، موضحاً أن الحالات الخمس التي تم تزويجها كانت لبعض الأرامل اللاتي سقط أزواجهن قتلى، فيما يوجد للزوج القتيل إخوة شباب
وتابع "قمنا بإقناع أحد الإخوة بالزواج من أرملة أخيه حفاظاً عليها وعلى أبنائها مقابل تحملنا نحن مسؤولية تكاليف الزواج وشراء طقم نوم وعفش وكل مستلزمات الزواج، إضافة إلى دفع مبلغ يزيد على 3000 دولار أمريكي للرجل الذي يوافق على الارتباط بأرملة"
وأشار إلى أن الأرملة كانت ترفض في البداية فكرة الزواج من آخر ولم يكن لديها قبول، مرجعاً ذلك إلى حداثة الفكرة، وبسبب الجرح الذي لايزال ينزف حسب قوله، ولكن بعد فترة من الزمن وعندما أصبحت تشعر الأرملة بأنها غريبة في بيت أهلها أو أهل زوجها، اضطرت للقبول بالزواج من أجل التخلص من الأمر الواقع الذي تعيش فيه
وشدد المعروف على أن الجمعية تتكفل في المرحلة الحالية بتزويج الرجال العازبين الذين لم يسبق لهم الزواج، موضحا أنهم في جمعية الفلاح الخيرية تجنبوا تزويج الرجال مرة ثانية حتى لا يكون في ذلك ظلم للمرأة أو استسهال للرجل المتزوج بأنه يمكن له الزواج من أخرى دون تحمل أي تكاليف
وأوضح "لكن المرحلة الأولى التي قمنا بها في السابق، قمنا بتزويج رجال سبق لهم الزواج مرة ثانية ولكن كنا نشترط أن يحضر الزوج كتاباً خطياً من زوجته الأولى
مضيفاً "أما تزويج الأرامل بعد العدوان على غزة فكنا نشترط فيه أن لا يكون المتقدم للزواج متزوجاً من أخرى"