رفض قاضي محكمة الصلح في القدس مساء الأحد طلب الشرطة الاسرائيلية إبعاد الشيخ حسام أبو ليل – من قيادات الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – عن المسجد الأقصى المبارك ، بحجة أنه أخلّ بالنظام وعرض سلامة الجمهور للخطر، وذلك على إثر إلقاء الشيخ حسام درساً في أحد ساحات المسجد الأقصى بالقرب من باب المغاربة، عقبه اعتقال للشيخ حسام منذ ساعات الصباح الباكرة وحتى مغيب الشمس، في حين أكد الشيخ حسام أبو ليل انه والمسلمين عامة سيواصلون جهودهم في الحفاظ على المسجد الأقصى رباطاً وتوعية وصيانة وإحياء ، وأن كل أساليب الترهيب الاسرائيلية لن تزيد المسلمين إلا تجذراً وحباً للمسجد الأقصى المبارك .
صورة من الارشيف للشيخ حسام أبو ليل وهو يلقي موعظة في القدس وبحسب الشيخ حسام أبو ليل وعدد من شهود العيان فإن الشيخ حسام أبو ليل قام صباح الاحد بإلقاء درس ديني أمام عشرات المصلين في ساحة أبو بكر الصديق بالقرب من باب المغاربة داخل باحات المسجد الأقصى ، وعلى التو بدأت قوات من الشرطة الاسرائيلية بتكثيف تواجدها حول موقع الدرس ، وما أن أنهى الشيخ حسام درسه حتى قامت عناصر الشرطة الاسرائيلية باعتقاله واقتادته الى نقطة الشرطة بجانب باب السلسلة وحققت معه حول قيامه بإلقاء الدرس ، ووجهت له تهمة الإخلال بالنظام وتعريض الجمهور للخطر ، وانه قام بإلقاء الدرس دون تنسيق مع الأوقاف الاسلامية والشرطة الاسرائيلية ، من جهته رفض الشيخ حسام ابو ليل ونفى الاتهامات الموجهة إليه مؤكداً انه كان يلقي درساً دينياً عاديا بتنسيق كامل مع هيئة الأوقاف في القدس ، وان ساحات المسجد الأقصى المبارك هي جزء من المسجد الأقصى المبارك ، وان من حق المسلمين إعطاء وإلقاء هذه الدروس ، وانه منذ سنوات طويلة وهو يلقي دروساً مماثلة في رحاب المسجد الأقصى المبارك .
هذا وقامت الشرطة بعد ذلك بنقل الشيخ حسام ابو ليل الى مركز شرطة القشلة القريب من باب الخليل في البلدة القديمة وعاودت التحقيق معه وتوجيه نفس التهم ، واستمر التحقيق لمدة ساعتين ، تخلله اسئلة وجمل استفزازية مثل: اذهب واعط دروسا في وادي الجوز عند الشيخ رائد صلاح ، بالاضافة الى المعاملة السيئة من قبل عناصر الشرطة الاسرائيلية ، وبعد انتهاء التحقيق أصدر ضابط مركز الشرطة أمراً يمنع الشيخ حسام ابو ليل من الدخول الى المسجد الأقصى لمدة اسبوعين ، وطلب من الشيخ التوقيع على الأمر ، بدوره رفض الشيخ حسام ابو ليل التوقيع ، فتمّ توجيهه الى محكمة الصلح بالقدس وهناك طلبت الشرطة إبعاد الشيخ حسام عن المسجد الأقصى لمدة شهرين ، وخلال حديثها امام القاضي زادت الشرطة من كذبها خلال ادعاءاتها قائلة أن ما قام به الشيخ حسام يعد تحريضا وقد تسبب بالاعتداء على السياح اليهود الذين يدخلون الاقصى مدعية أن ما قام به الشيخ حسام يعد تغييرا للأمر الواقع وبأن الساحات هي من حق السياح واليهود .
وفي تعقيب للشيخ حسام ابو ليل على احداث الأمس قال :" واضح جداً أن القضية ليست قضية دينية او اعطاء درس داخل الأقصى انما هي قضية سياسية ، اذ تحاول المؤسسة الاسرائيلية بالأساليب التي ذكرت تخويف الناس وابعادهم عن التواجد في ساحات المسجد الأقصى خاصة في ساعات الصباح الباكرة ، وتعتبر هذا التواجد مزعجاً لها ، ومؤثراً على مخططاتها بفرض سياسية الأمر الواقع ، كما أنه بات واضحاً جدا أن المؤسسة الاسرائيلية منـزعجة جداً من نشاطات مؤسسة الأقصى والحركة الاسلامية الساعية الى الحفاظ والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك " ، وأضاف الشيخ حسام أبو ليل :" ونؤكد هنا أننا جميعاً سنواصل جهودنا في التوعية وتبيان حقيقة المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك ، وسنواصل رباطنا وتواجدنا في المسجد الأقصى بكل ساحاته ، ولن ترهبنا سياسات المؤسسة الاسرائيلية ولن تزحزحنا عن حقنا بالمسجد الأقصى قيد أنملة ، بل العكس فإن مثل هذه الاستفزازات ستزيدنا والمسلمين جميعاً رباطاً وحباً ودفاعاً عن مسرى رسولنا الحبيب محمد ، ولن نتوقف عن أداء واجبنا في الرباط وإلقاء دروس العلم كل رحاب المسجد الأقصى في رحاب المسجد الأقصى لنا " .