الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 22:02

هكذا قال الببغاء


نُشر: 23/05/07 12:02

الله أكبر الله أكبر قالها الببغاء،هذه التكبيرات لم ينشرح لها صدر صاحب المنزل ولا زوجته، أولا لأنهما ليس لأجل هذا اقتنيا الببغاء، وثانيا لأن التوقيت لم يناسبهما فهو ينطق بها كل يوم قبل دلوك الشمس، وثالثا لأنهما يهوديان متدينان ولا يطيقان سماع "الله أكبر" بالعربية حتى وهي بعيدة عنهما فما بالك عندما تصل الى صالون البيت! ولهذا حاولا إقناع الببغاء أن يصلي بالعبرية

ولكن الببغاء "أبى واستكبر" وتمسك بموقفه مقررا الاستشهاد دون قناعته، حينها قررا إعادته من حيث اقتنياه بنصف السعر، وبعد التحقيق تبين أن الببغاء عاش فترة العلم بالصغر التي هي كالنقش بالحجر  في قرية كفر قاسم!
قصة الببغاء حصلت في الأسبوع الذي قام فيه يهودي من أصل فرنسي تائب الى الله باستدعاء سيارة أجرة لنقله من القدس الى تل أبيب وأصر أن يكون السائق عربيا، وعندما وصلا تل أبيب قام اليهودي التائب باستدراج العربي الباحث عن رزقه الى شقته وهناك  ذبحه على الأرجح احتفاء بتوبته وبمرور أربعين عاما على توحيد القدس الذي صادف في الأسبوع نفسه!
لم يهتف اليهودي كالببغاء "الله اكبر" وهو يذبح إنسانا بل اكتفى بالهتاف بحبور وفرح وكأنه يقرأ مزمورا "ذبحت عربيا"وكي لا يتهمه أحد بالاحتيال على القانون أو محاولة التملص من طائلته فقد سلم نفسه لأول شرطيين صادفاه في الشارع وهو في غاية الرضى!
بعد الحادثة كان طبيعيا أن نتوقع إعلان الشرطة بأن الرجل غير طبيعي ويعاني من مشاكل نفسية بل وقد تكون جذورها وأسبابها العرب أنفسهم كما حصل في حالات مشابهة سابقة، ويكفي القاتل للحصول على هذه الشهادة أن يمد لسانه أمام الكاميرات وأن يتمرقح في المحكمة ثم أن يبتدع قصة عن عرب اعتدوا عليه في طفولته ،ويفضل أن يكون الاعتداء جنسيا كي يتوافق مع الفكرة السائدة عن العرب الجائعين للجنس،حينئذ يبدأ التعاطف معه، ثم يُنقل للفحص وبين إثبات وشك بخلله النفسي يخفف الحكم عليه، فالفلسطينيون والعرب لا يقتلون منذ عام النكبة حتي اليوم إلا بأخطاء فنية أو بسبب امراض نفسية طارئة تهاجم قاتليهم، أو أنهم يقومون بمهمة قتل أنفسهم بأيديهم دون تدخل ذراع سلاح الجو والمدرعات الإسرائيلي، ولولا الأخطاء والأمراض والانتحار لتحققت أمنية شمعون بيرس بالتعايش السلمي بين اسرائيل وجاراتها وأكلوا الحمص والفول الطازج على طبق واحد في الشرق الأوسط الجديد!
مسؤولو حرس الحدود ووزارة الدفاع يزعلون عندما يأخذ أحد المواطنين المبادرة ليديه ويقتل عربا، لأنه يضمر بتصرفه هذا اتهاما مبطنا لهم بالتقصير بالقيام بواجب قتل الفلسطينيين، ثم ان القتل بدون استشارة مهنية يضطر السلطة لمحاكمته تطبــيقا لمبادئ الديمقراطية، علما بأنه لو أخذ استشارة لما كلفه قتـــــــــــل تسعة وأربعين فلسطينيا سوى دفع قرش واحد كما حـدث في كفر قـــــــــــاسم بلد الببغاء المذكور عام 1956


بين حين وآخر يتوب أحدهم وخير ما يفتتح به عودته الي الله هو ارتكاب جريمة بحق العرب، هكذا فعل عامي بوبر في مجزرة ريشون ليتسيون (عين قارة) عام 1989 الذي ما لبث أن صار يطلق سراحه في إجازات طويلة ومتقاربة حتى تحطم في حادث طرق قبل شهرين ليتضح أنه يعيش خارج السجن أكثر مما يعيش داخله، وهو الذي قتل سبعة عمال فلسطينيين فقط لا غير! المسؤولون يزاودون تحريضا على العرب ليلا نهارا وعندما يقوم أحدهم بترجمة القول الي فعل ينسبونه الى المختلين نفسيا!وكما نعرف فليس على المريض حرج!
على كل حال هذا درس حفظــناه عن ظـــــــهر قلب، ولكن أي عذر ممكن التماسه لمن يتذابحون في غزة وكلهم مرشح للذبح جوا وبرّا وبحرا بيد الاحتلال!
وإذا كنا نتفهم صرخات الببغاء، فكيف نتفهم هذين الطرفين عندما تصيح جموعهم الله أكبر الله أكبر وهم يطلقون النار على بعضهم ثم أثناء تشييع قتلاهم وقتلى شركائهم في الهم والمصير!

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.74
USD
3.94
EUR
4.74
GBP
329862.19
BTC
0.52
CNY
.