الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 05:02

من ينقذ الميدان؟َ!بقلم: فؤاد عوض


نُشر: 08/07/09 17:09

نشرت وسائل الإعلام المكتوبة والمواقع الالكترونية منذ فترة قصيرة، مقالا للسيد نايف خوري تحت عنوان مسرح الميدان على شفا الهاوية ، والمقال جاء بعد جلسة عمل او لقاء عمل تم بين الصحفي الاعلامي المذكور مع مدير مسرح الميدان الفنان سليم ضو ، وفي سياق هذا اللقاء فهم الاعلامي ان المشكلة الاساسية للميدان هي اساسا مالية وهي نتيجة سياسة وموقف الوزارة من الاقلية العربية  اولا وثانيا ان المسرح هو انعكاس لحضارات الشعوب واهميته بالنسبة للمجتمع العربي، ولا نختلف مع هذا الجانب بقدر ما اثار الموضوع الاول – ميزانيات الوسط العربي - من ردود فعل متباينة


الراية المثقوبة
اثار هذا المقال حفيظة ادارة مسرح الميدان، خاصة انه يعطي انطباعا للقارىء بان السفينة قد غرقت بسبب قلة الميزانيات ولهذا سارعت الادارة للاتصال بادارة الافق للاعلام، التي كما  بدا لهم في الميدان مآرب اعقبت بخبر توضيحي مفاده  ان الميدان بخير ، وان ادارة الميدان طموح ولن تستسلم ولن ترفع الراية

وفي الحالتين فان الخبرين المتهم والمدافع، يكشفان عن ازمة حقيقية لهذه الادارة التي تتفق فيما بينها على اخفاء الكثير من الامور عن عين الجمهور،  فأزمة هذه الإدارة أولا بالوعود الكبيرة القريبة من حدود الكذب التي وعد فيها المدير العام الادارة التمثيلية والمجلس العام وحتى الجمهور الواسع،  بأنه يستطيع تجنيد الاموال بسهولة وهذه امور يقدر عليها سيادة المدير، فهو نجم لامع فبحركة مسرحية يرفع فيها حاجبيه، تذهل الرجل الممول ورجل الاعمال وينبهر من بهلوانيات الادارة ويحرر شيكا على بياض، هذا الفعل لم يجلب  نتيجة، وإلا لماذا دخل المسرح في عجز وازمة مالية، وحول رد الفعل اجاب احد اعضاء الادارة عن موضوع الوعود والشعارات الرنانة فقال انه ممثل جيد لدرجة انه خدع الإدارة، وكل ما في الامر طق حنك


مهما يكن فان الامور تعطي أجوبة، فهل استطاعت الادارة تجنيد الاموال؟  كما يظهر لا

حتى الادارة ورئيس الهيئة الادارية وهي ضالعة بالتجربة الوطنية العريقة لم تستطع تجنيد اموال بما يكفي


في المقالين يتحدثون عن وعود من هذا الموظف وذلك الوزير الذي طقع لهم بعدما كانت زيارات للبيوت ومادبة غذاء هنا وجلسة في مطعم على اساس طعمى التم  بتستحي العين ،  لكن لا هذا جاب ولا ذاك فهل هكذا تدار الأمور يا سيادة رئيس الهيئة الادارية المحترم، وهل الادارة هي تبهير كلام وتنميق خطابات ؟، طبعا لا


ليس دفاع عن الوزارة بل توضيحا للحقيقة
وثمة امر لا بد من توضيحه في هذا السياق - سياق الميزانيات وتوزيعها -  خاصة للمسارح المهنية


ان الميزانيات التي توزعها الدائرة الثقافية التابعة للوزارة، تأتي وفق مقاييس ومعايير العمل وهي تترجم بحسب حجم الاعمال ونوعيتها وكميتها وعدد العروض، هكذا هو الحال ايضا مع المسارح المهنية العبرية، فهل ضاعفت الإدارة الحالية عدد العروض الى الضعف عما سبق وقدمته الادارة السابقة، وأين هي حدود السماء التي تحدثوا عنها ولم تسافر عروض الميدان خارج البلاد كما صرحوا وتحدثوا ؟! ان المعادلة بالنسبة للوزارة واضحة وهي ان على المسرح ان يضاعف عروضه، وان ينتج اكثر وان يعمل اكثر، لكن كيف الحال وهو ملبط يراوح في مكانه لا بل بتراجع الى الوراء


فلماذا تذرون الرماد في العيون وتلعبون على وتر الوطنية وكأن الوزارة تقلص الميزانيات لانكم عرب


علما بان المشكلة لم تكن بالميزانية منذ قام المدير الحالي ورئيس الادارة بانقلاب على الادارة السابقة ، وقد تركت الادارة السابقة فائضا ماليا ، ومنذ ذلك الوقت والمسرح ينتقل من أزمة إلى أخرى، مرة أزمة ثقة مع الجمهور ومرة ازمة ثقة داخل الادارة ومرة ازمة جمهور وعروض، وأمام كل هذه الازمات تتصرف الادارة الحالية كمن يطمر راسه ودماغه بالرمل

واليوم وصلت الازمة التنظيمية الى قمتها، بتقديم استقالتين متتاليتين – الاولى قدمتها سكرتيرة المسرح، والاستقالة الثانية التي لا نعلم حقيقة اهدافها لكنها جاءت من حيث لا تتوقع الإدارة، من الزنبرك الذي يتولى مسؤولية الإنتاج، حبيب خشيبون وقد تبع الاستقالة نقاش حاد ، فهم منه ولب الموضوع ، اشارة خشيبون للمدير العام بامرين:
- الامر الاول : حول التضارب المهني بين وظيفته كمدير إنتاج، فكل منهم يستطيع ان يقوم بالعمل ولا حاجة لوظيفتين لادارة وتصريف الاعمال كاملة، إن هذا الوضع يكلف المسرح ماديا في الوقت الذي يمر فيه المسرح بازمة مالية صعبة، وهذا امر في غاية الاهمية اذ يوضح للادارة ان هناك عملية تبذير اموال وهي في الواقع تاتي من اموال دافع الضرائب


- الامر الثاني: ان العروض المسرحية التي يقدمها الميدان ليست بجودة متفوقة عن ما تقدمه المسارح الأخرى، بل إن المسارح الأخرى تقدم جودة تفوق انتاج مسرح الميدان

 
وشهد شاهد من اهله، وعمى الالوان

 
لا يمكن المرور مر الكرام على رسالة الاستقالة، وكأن الأمر لا يعني الجمهور العام، ويملأ رئيس الهيئة الادارية فمه بالماء وهو يعتبر نفسه ممن يقدمون النصائح للمؤسسات المنهارة، الم يتحدث في كراس المسرحية الاخيرة عن تجربته في انقاذ راديو 2000 ونفيه للطريقة التي كانت تدار


ما هذا

! ينقذ مؤسسات اخرى ولا يستطيع ان ينقذ مؤسسة هو مسؤول عن ادارتها مباشرة


في السابق كان يدعي أن الإدارة المهنية السابقة فاشلة ولم تتجاوب مع تطلعاته، وجاءت عملية التغيير واوصل من  يريد ان يكونوا في الإدارة، فلماذا الأمور منهارة اليوم وبعد تجربة اكثر من سنتين؟  يبدو ان المشكلة فيهم هم (الادارة الحالية – بشقيها المهني والتمثيلي) على اساس انهم لا يرون الامور بشكل صحيح، فإنهم يركضون وراء وهم اللون الاحمر، كما يركض الثور الاسباني وراء قطعة القماش الحمراء، هذا ما تعلمناه قبل فترة طويلة لكن الحقائق اليوم تذهلنا، ولنذهل جميعا بان الثور لديه عمى الوان – وانما هو يركض لسبب اخر

هذه الحقيقة التي يخفونها لغاية في نفوس ادارتهم الفاسدة، فإنهم يتلاعبون بأموال دافع الضرائب، ويوظفون الموظفين دون حاجة لهم وانما ارضاء لهم، وخاوة لما بذلوه من جهد في تجنيد الاصوات ضد الادارة السابقة

كل واحد يحصد ما زرع، هذا ما زرعتموه ، واليوم تحصدون،  أزمتكم ليست فقط مادية وانما تنظيمية وادارية وبدون رؤيا واضحة، إضافة إلى توجهكم في اختيار الاعمال التي لا تأتي في سياق مهني بقدر ما هي مراضاة للشللية التي عملتم معها والتناقضات في تصريحاتكم، فمرة هي ضد المسرحية المحلية (عودة الى الغاء مهرجان الميدان للمسرحية المحلية وتحويله وسحب طابع المحلية عنه) ومرة انتم مع ومرة انتم ضد، تماما كما هو موضوع شغل عرب، فمرة انتم مع الجمهور ضد المؤسسة والسلطة ومرة انتم مع السلطة ضد الجمهور

ان ثمرة شغل عرب لم تسقط بعيدا عنكم، أفلم تهضموا الأمور بعد؟!
ثورة في فنجان !
ياتيكم خبر عاجل فتعقدون الامال في انقاذ وضع المسرح على عمل مسرحي هنا وعمل مسرحي هناك، وعلى فنانين هنا او هناك، لهم انتماءاتهم الحزبية والسياسية ويقحمون مواقف احزابهم في اعمالهم المسرحية وعلى كتاب اولياء صالحين هم مستشارون لمستشارين لدى وزيرة ليكودية سابقة - كتاب تدعي القومية وترفض الاخر وتزاود، علما بان انتاجهم لا يسقط بعيدا عن الاعمال التلفزيونية لبرنامج ארץ נהדרת بل هي وجهتهم ومع هذا يدعون الريادة في هذا المجال والثورة على الشكل


هذا الاستعلاء من الفنانين ومن ادارة المسرح على الجماهير العربية، فمن نقد لاذع للتمثيل البرلماني او لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية! 
 يا اخوان لن ينقذ المسرح هذا التوجه ولا هذه الثورية الزائفة من مؤلف يلغي الاخرين ممن سبقوه في العمل الابداعي، واذا كانت حقا ثورة فهي مستنسخة وهي تقليد للساطيرا  التلفزيونية السطحية التي تعتمد على النكتة والمفارقة الضاحكة للبرنامج الساطيري ארץ נהדרת وكما جاء في كراس المسرحية فهي ثورة الشكل التي تدور في راس المؤلف ليس الا وهي ثورة في فنجان نسكافي، ليس أكثر، فقد سبقه الى هذا النوع من الكباريه السياسي، كتاب محليون اخرون مثل مسعود حمدان، ومسرح النقاب في عسفيا، ولكن بسبب مركزيته الاستعلائية ينفي الآخرين، وهذا هو حال الادارة الحالية، فهذه الإدارة لا ترى ما يدور حولها، أو أنها ترى لكنها لا تستطيع ان تحرك شيئا، فهذه الشللية ثبتت نفسها اكثر واكثر داخل المسرح ولن يستطيع ان يقلعها احد لانها ترى في نفسها الاحق بالادارة والعمل، وقد حاربت في السابق حتى وصلت لهذه النتيجة، فمن ذا الذي يجرؤ على تغيير الحال؟!

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
3.96
EUR
4.76
GBP
337603.11
BTC
0.52
CNY
.