* الطفلة تعكس نبذة صغيرة عن الواقع المرير الذي خلفه العدوان الغاشم على حياة الأطفال متسببا بشتات وتمزق في أرواح وعائلات لا عد لها
* سمر فقدت معهما ساقيها, اللاتي شللن جراء إصابتها برصاصتين في ظهرها أثناء إجراء جنود إسرائيليين تفتيش في منزل العائلة
تعرفوا على سمر
سمر الغزية التي فقدت أختيها في العدوان الإسرائيلي على القطاع أوائل العام الجاري
لاحق مراسل البي بي سي تداعيات قصة الصغيرة سمر لتعكس نبذة صغيرة عن الواقع المرير الذي خلفه العدوان الغاشم على حياة الأطفال متسببا بشتات وتمزق في أرواح وعائلات لا عد لها
لا تقف محنة سمر على مجرد فقدانها لشقيقتيها, فقد فقدت معهما ساقيها, اللاتي شللن جراء إصابتها برصاصتين في ظهرها أثناء إجراء جنود إسرائيليين تفتيش في منزل العائلة عن مسلحي ومقاتلي حماس
يقول الأطباء أن سمر التي خضعت لعلاج طبيعي لاستعادة قدرتها على المشي أنها تبدي شجاعة غير مسبوقة لطفلة في عمرها
وانها تبدي تحسنا كبيرا فهي الآن تتدرب على الوقوف وحدها والحفاظ على توازن جسمها
غير أن الأطباء في بلجيكا (حيثما تعالج سمر بصحبة أمها) عجزوا عن فعل أي شيء لإنقاذ ظهرها المكسور
يقول الأطباء أن الرصاصتين عميقتين جدا وان إحداهما لا تزال عالقة في الحبل الشوكي وان خضوع سمر إلى عمليتين لم تجد نفعا في استئصال الرصاصات من جسمها
تقول عائلة سمر أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار من مكان قريب أثناء اصطفاف الأسرة خارج المنزل في حين رفعت الجدة علما ابيض
خرجت الأسرة بحثا عن والد سمر في جباليا شمالي القطاع ليبشر لهم مقتل أختي سمر, سعاد 7 سنوات وأمل سنتين, وذلك حينما اطلعوا والد سمر على فقدان ابنته الثالثة المقدرة على المشي وإصابتها بالشلل
ان العائلة المشتتة تواجه قرار عصيبا حول عودة سمر إلى غزة بعد استكمالها العلاج في بروكسيل (على نفقة الحكومة البلجيكية)
فدمار البيوت في غزة مع استمرار الحصار الخانق ونقصان الاسمنت والحديد يقف عقبة في وجه عودة سمر في ظرف كالذي هي فيه
إن حالتها تتطلب رعاية شديدة ومناخ غير الذي عليه غزة من دمار لاستكمال عافيتها الجسدية والنفسية على التمام
ترفض الوالدة العودة إلى غزة خشية أن تفقد سمر "عقلها بعد أن فقدت ساقيها", على حد تعبيرها, وحتى لو عني ذلك تشتت وتمزق العائلة
أما الرد الإسرائيلي حيال التهم التي وجهتها عائلة سمر إلى الجيش الإسرائيلي, فتلخص بان التحقيق الذي اجري في ملابسات هذه الحادثة آل إلى انه لا دليل ملموس لمزاعم العائلة وأكد على أخلاقيات جنوده وعدم تعرضهم للمدنيين خلال الحملة على غزة, علما أن جنود إسرائيليين شاركوا في العدوان بينوا في شهادات واعترافات لمنظمة "كسر الصمت" التي أصدرت تقريرا بهذه الشهادات, تبين حقيقة أخرى غير التي يمضغها ويجترها الجيش الإسرائيلي
فند جيش الدفاع اعترافات الجنود الذين شهدوا بان قادة الكتائب أمروا بعدم التمييز بين المدنيين في غزة والمقاتلين, واعتبرها مجرد أقاويل لا ترتكز على دلائل وإثباتات