* الحاجة تغريد جزماوي:" جيل اليوم فهو يختلف عن جيلنا كثيرا في عاداته وطباعه، ولعل الوضع الاقتصادي الصعب هو سبب من أسباب انطواء الناس على أنفسهم وسعيهم الدؤوب وراء تحصيل لقمة عيشهم"
لكل شعب ذكريات نقشت في وجدان أفراده، إذ أنها الوقود الذي يجدد طاقة الإنسان، وفي شهر رمضان المبارك تحديدا تزداد الذكريات جمالا وتستمر مع الإنسان إلى أن يغادر هذه الدار إلى الدار الآخرة، فما هي ذكريات الشعب والمجتمع الاسلامي مع رمضان، وكيف يقضي الصائم يومه وليلته؟ للإجابة على هذه الأسئلة وغيرها كان لنا هذا التقرير على شرف شهر رمضان شهر الخيرات والبركات.
توفيق ضعيف من قرية عارة يقول :"كلما اقترب شهر المحبة . . جال بخاطري همس الأحبة ونادى لساني داعياً لهم في مودة,اللهم بلغهم شهرك بعظيم غفرانك والعتق من نيرانك وسخر لهم الطيبين من خلقك . . واشرح صدورهم بذكرك,اللهم آمين . . . وكـل عـام وأنـتـم طـيـبـيـن
رمضان جانا وهل هلالك يا رمضان.
نحن نتحدث عن شهر عظيم شهر الصلاة والعبادة وصلة الرحم شهر يتميز بالعطاء والتضحية والزكاة والبركات في كل شهر , هذا الشهر العظيم حل علينا ونحتضنه على مدار شهر نريده كسنة يوم علينا كيوم وهذا يدل على التشوق لهذا الشهر الفضيل الذي يمتعنا بايامه ولياليه ونهاره وصلاته وتسوقه وزيارته يا اهلا وسهلا بك يا شهر الخيرات والبركات.
التكافل في رمضان
كان لقاؤنا الأول بالحاجة تغريد جزماوي من قرية عرعرة والتي بدأت حديثها فقد هنأت ابناء المجتمع العربي والأمة الإسلامية والعربية عامة بحلول شهر رمضان المبارك، متمنية من الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذا الشهر الفضيل وقد حقق كل واحد منا اهدافه، وقالت "لقد كان لشهر رمضان معالم خاصة تختلف عن اليوم، ولأن العائلات قديما كانت تسكن بجانب بعضها البعض فقد كانوا يتجمعون في ديوان العائلة في منظر جميل لنتناول طعام الإفطار، بعد أن نكون قد صلينا المغرب في جماعة، ومن ثم نجلس في جلسة عائلية كبيرة نتسامر إلى أن يحين موعد أذان العشاء، فنذهب جميعا إلى المسجد لأداء صلاة العشاء ومن ثم صلاة التراويح".
وأضافت الحاجة تغريد لقد كانت الراحة النفسية سائدة في قرانا , وتابعت قائلة: "هذا ما تعودنا عليه في السابق، أما جيل اليوم فهو يختلف عن جيلنا كثيرا في عاداته وطباعه، ولعل الوضع الاقتصادي الصعب هو سبب من أسباب انطواء الناس على أنفسهم وسعيهم الدؤوب وراء تحصيل لقمة عيشهم، والتي بالكاد يستطيعون توفيرها في ظل الظروف الخانقة على الناس.
لكن وبالرغم من كل هذه الظروف الصعبة الخانقة الا اننا ما زلنا نلمس ونشعر الاهتمام من قبل العائلات في سبيل ان تزين بيتها ومائدتها في رمضان بكل ما طيب من الماكولات الرمضانية الخاصة من اكلات وسلطات وايضا مخللات ,وبالاضافة الى ذلك تناول وجبات الافطار سوية نرى ان العائلات تتقارب وتلتقي اكثر في هذا الشهر الفضيل من خلال صلة الرحم فهذه الصلة تمنحنا اللقاء المشترك وهذه الجمعة واللمة الخاصة لجميع افراد العائلة لا تتوفر الا في شهر الخيرات والبركات في رمضان من هنا انا اؤكد ان اجمل ما في رمضان هو الجمعة العائلية الخاصة في اجواء دينية اجتماعية خاصة ومتميزة.
تزداد الأواصر الأسرية
وقال الحاج عمر زعرور من قرية كفرمندا والذي التقيناه يتسوق في سوق برطعة الشعبي , قال :"إن شهر رمضان كله خير وبركه ففيه تزداد أواصر العلاقات الاجتماعية والأسرية بين الأسرة الواحدة وبين العشيرة، وتبرز صور التكافل الاجتماعي بما يحقق متعة ونلمس تفرد هذا الشهر بخصوصية عن باقي الشهور العامة سواء في السلوك أو في العلاقات أو السحور بفعل انتهاج آداب رمضان.
وأضاف الحاج عمر زعرور لشهر رمضان في فلسطين مذاق خاص ليس له مثيل ربما في العديد من بقاع الأرض فرغم الضنك والمعاناة والجراح والآلام تجد الناس في تواصل وتواد وتراحم، وتمتد الأيدي الرحيمة لتمسح دموع الأيتام وتقوم جماعات من الناس بعيادة المرضى في المشافي وتقديم هدايا رمزية، وتزداد صلة الأرحام، كما تنتشر الولائم والافطارت الجماعية في المساجد.
وقال إن أجمل شيء في رمضان هو امتلاء المساجد بعمارها من الأشبال والشباب والشيوخ، حتى النساء تحضر لصلاة التراويح، كما أن ما يثلج الصدر هو الإنابة إلى الله حيث تتجدد لدى الناس روح الجماعة والانتماء وتلهج السنة الجميع بذكر الله والاستغفار والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
من جانبه قال جهاد سليمان من قرية عرابة :"إن من أجمل عادات بلدي الرمضانية هي التسوق قبل الشهر المبارك بمدة. وتجد عند حلول هذا الشهر جميع الناس فرحة، تتبادل الأطباق فيما بينها إضافة إلى البرامج التي تقوم بزيارة الناس الفقراء والجمعيات الخيرية لتقدم لهم الفطور، وهناك أيضاً البرامج التي تقوم بتقديم الجوائز للناس. أما أجمل شيء في رمضان فهو صوت المساجد وهي تذكر اسم الله والسحور أجمل فقرة في رمضان فحقاً هذا الشهر مميز اتمه الله عليكم بالصحة والعافية.
وأضاف:" علينا أن نحتفل برمضان المبارك ونصوم وندعي ربنا الواحد الأحد, حيث ان شهر رمضان كريم على الجميع. إن عرب الداخل حضارة عريقة وبلد قديم وجميل حتى في عصر الصحابة ولديه عاداته وتقاليده الذي نفتخر فيه جميعاً. ولدينا أكلات طيبة، في ساعات السحور يصحون الناس ويشغلون القرآن العظيم بأصوات عالية , وعن اقتراب ساعات المساء والافطار ما بعد ساعات العصر يخرجون الصائمين إلى السوق والشوارع لشراء المستلزمات وتصبح الشوارع مزدحمة بالناس أثناء نهار رمضان،حيث تكون الأسواق مزدحمة بالناس وفي أوقات الإفطار يجتمعون الأقرباء جميعاً ويحضرون أكلات شهية وبفرح والضحك".
بدورها رابعة اغبارية من مدينة ام الفحم تحدثت معنا بصراحة قائلة , والله الناس ينتظرون حلقة باب الحارة اكثر من رمضان نفسه وانا لا ابالغ ابدا , حيث ان أحلى شي في هذا الشهر الفضيل بعد الصلاة والصوم والعبادة متابعة المسلسلات بشكل جماعي حيث نرى انه بعد الافطار والاستراحة وقيام صلاة التراويح نرى العائلات قد اجتمعت سوية من خلال زيارات الرحم والاقرباء والاصدقاء يتابعون سوية البرامج الرمضانية المسلية من خلال الحقلات الاجتماعية والتربوية والترفيهية , حتى في ساعات نهار رمضان نرى ان هنالك مسلسلات اجتماعية ومسابقات قد جمعت جميع افراد الئعالة , من هنا ما من شك وهذه حقيقة ان رمضان يتميز في كل عام بمسلسل وحلقة اجتماعية خاصة على راسها مسلسل باب الحارة الذي اكتسح واحتل كل بين من بيوتنا لما يحملها من هموم ورسالة اجتماعية لمجتمعنا العربية محليا وعلى الصعيد العالم العربي.
اضافية الى ما سردته باكيد ان رمضان ايضا يتميز بالعادات والتقاليد التي ورثناها عن اجدادنا واجداد اجدانا حيث ان مائدة الافضطار تتميز بالماكولات العربية التقليدية والسلطات اليت تيزن المائدة اضافة الى الحليوات الكنافة والقطايف وكل الماكولات الرمضانية الخاصة التي لا بد عنها والتي تعتبر زينة المائدة العربية والاسلامية في رمضان".
اسماء حجار من قرية سولم والتي التقيناها هي وزوجها وبناتها الاثنتين منهمكين في تحضير مستلزمات شهر رمضان يتسوقون في سوق برطعة هذا الاسبوع , وقالت اسماء حجار ما من شك ان فرحة الابناء مثلما ترى بهذا الشهر الفضيل اكثر منا نحن الكبار ويتمتعون في التسوق اكثر منا من هنا هذه الاجواء التسويقية الخاصة مثلما ترى اجمل في شهر الفضيل شهر الخير المستلزمات تكثر السلة تتطور وتسع اكثر والمال يزيداد هذا كله بسبب الشهر الفضيل شهر رمضانالمباراة , حقيقة لا احد منا يحب ازملة السير وازمة المتسوقين لكن هذه الازمة وكثرة الناس مطلوبة فش هر رمضان المباراك فعند اقتراب ساعات الافطار نرى العائلة قد خرجت تفتش عن الحمس والفول السخن! والفلافل والخبز العربية التقليدي والكننافة والقطايف والحلويات الخاصة في رمضان في سبيل ان تزين مائدتها فهذا التوجه يزيدا من كثرة الناس في السوق والتبضع مما يزيد من شدة ازدحام حركة السير والمتسوقين من هنا جمال وروعة هذا الشهر الذي تزداد فيه العبادة ايضا والصلاة اذ اننا نرى ان جميع المساجد اولا تزين بالمصلين والعابدين ايضا تزيد من الاضواء والزينة الرمضانية الخاصة وايضا اصوات الصلاوات تكون مميزة التي تنقل على مسامع اهالي البلد عبر مكبرات الصوت خصوصا صلاة التراويح والفجر من هنا هذه الاجواء جميعا تجتمع في هذا الشهر الفضيل مما تزيد من الاجواء الدينية التقليدينة الخالصة في شهر الخريات والبركات شهر العبادة والصوم .
نور الدين كبها صاحب محلات النور للمواد التموينية في سوق برطعة الشعبي قال :" ان العين ترى والكلمات تبث حال سوق برطعة الشعبي الذي يمتلىء في كل ساعة بالمتسوقين والزائرين من كافة ابناء هذا الوطن وهذا التزايد والحج الى السوق وجميع الاسواق في وسطنا العربي والمراكز التجارية يزداد من يوم يوم الى يوم مع اقتراب شهر رمضان الفضيل , الذي يحمل معه الخيرات والبركات , اذ اننى انتعاش للاسواق والمحلات التجارية في وسطنا العربي في الملاحم ومواد التموين واسواق الخضار والفواكه وكل المحلات حيث يحمل هذا الشهر الفضيل من عاداته وتقاليده التسوق وزيارة المحلات التجارية اذ اننى نرى ان المحلات التجارية قد زينت محالاتها بالمواد والزينة الرمضانية الخاصة اضافة الى ذلك زينة الاسعار والحملات والتخفيضات , مما يساهم في تنشيط حركة الاسواق والتسوق والزوار.
اضافة الى ذلك نرى ان جميع العائلة الكبير والصغير الاب والابن حتى الجد يهتمون في هذا الشهر في التوسق في سبيل اولا عيش الحركة التجارية واجواء رمضان وايضا في سبيل تمرير الوقت وعدم الشعور بمعاناة الصيام .
من جهة اخرى نرى الحمص والفول والفلافل والمشاوي والحلويات قد زينت روائح وحالة الجو في الاسواق والمحلات التجارية وشوارع بلداتنا العربية التي تتزين في هذا الشهر الفضيل.