-والد الطفل المصاب:
* المولود, الذي اخترت له اسم حسن, لم تظهر عليه أعراض الفيروس القاتل طيلة الأيام الماضية، ورفاقه في القضية باتت لديهم رغبة كبيرة في الزواج
* كنت أخشى على طفلي الأول من إهمال المستشفيات الحكومية بليبيا، مستشفيات بنغازي تعاني نقصا في التجهيزات والتعقيم حتى بات إجراء العملية في تونس"قرارا حتميا"
* الأطباء طلبوا مني عدم الاستعجال بالزواج، في حين دعم بعض الأطباء الليبيين الفكرة. وأجريت للأم عملية قيصرية في تونس بتاريخ 30 يوليو/ تموز الماضي بعد تعثر إنجابها بإحدى الدول الأوروبية
* المحاكم الليبية تداولت لأكثر من خمسين جلسة قضية الأطفال المحقونين بالإيدز، انتهت فيها إلى إصدار أحكام بالإعدام ضد الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين اتهموا بحقن الأطفال بالإيدز
أثبت تحليل صادر عن أحد المختبرات الفرنسية عدم ظهور علامات الإصابة بمرض الإيدز على أول مولود لأب وأم ليبيين مصابين بالفيروس القاتل. وجاءت نتائج التحليل بعد مضي شهر على ولادة الطفل الذي كان أبواه قد أصيبا في طفولتهما بفيروس (إتش آي في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (إيدز) ضمن 460 طفلا آخرين توفي منهم 57 وأم واحدة عام 1998 فيما عرف حينها بقضية أطفال الإيدز بمستشفى الأطفال ببنغازي التي اتهمت فيها خمس ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني. واستقبل والد الطفل أرحومة حسن الخبر بفرحة عارمة, قائلا إنه بعد إنجاب طفل طبيعي بات الأمل كبيرا في أن يعيش حياة طبيعية. وقال الأب إن المولود, الذي اختار له اسم حسن, لم تظهر عليه أعراض الفيروس القاتل طيلة الأيام الماضية، مشيراً إلى أن رفاقه في القضية باتت لديهم رغبة كبيرة في الزواج. وأضاف أن أحد الأطباء طلب منه عدم الاستعجال بالزواج، في حين دعم بعض الأطباء الليبيين الفكرة. وأجريت للأم عملية قيصرية في تونس بتاريخ 30 يوليو/ تموز الماضي بعد تعثر إنجابها بإحدى الدول الأوروبية.
ويعلق أرحومة قائلاً "كنت أخشى على طفلي الأول من إهمال المستشفيات الحكومية بليبيا" مؤكداً أن مستشفيات بنغازي تعاني نقصا في التجهيزات والتعقيم حتى بات إجراء العملية في تونس"قرارا حتميا". وانتقد بالمناسبة ما سماه "وهم الاتفاقيات" بين ليبيا ودول الإتحاد الأوروبي, مشيرا في هذا الصدد إلى ما عاناه أثناء تردده على السفارة الفرنسية بالعاصمة طرابلس والتي حالت دون حصوله على تأشيرة سفر. وتساءل "لمصلحة من هذه الاتفاقيات" إذا لم يستفد منها أصحاب الشأن، مؤكداً أن الطرف الليبي ليس لديه أدنى اهتمام بالقضية التي راح ضحيتها عشرات المئات من الأطفال. وقال أرحومة إنه عاش لحظات عصيبة بعد ولادة طفله البكر، وإنه لم يذق "طعم النوم" يومين، مشيراً إلى أن الأطباء في تونس أكدوا له أن الأجسام المضادة التي كان يفرزها المولود طبيعية ولا تدعو للقلق. من جانبه وصف الدكتور علي بن أجليل, الأخصائي بمركز الأمراض السارية والمناعة بمدينة بنغازي, زواج المصابين بالإيدز بأنه "خطوة جريئة". وأوضح في تصريح أن التحاليل سوف تستمر لمدة عام ونصف العام وفق النظام المتبع، متوقعاً أن يكون مولوده الأول محفزا للمصابين على الانتظام في استعمال العلاج. كما توقع إقبال الأغلبية الساحقة من المصابين على الزواج، مؤكداً أن المرض بالإمكان علاجه مع تطور العلم. يذكر أن المحاكم الليبية تداولت لأكثر من خمسين جلسة قضية الأطفال المحقونين بالإيدز، انتهت فيها إلى إصدار أحكام بالإعدام ضد الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين اتهموا بحقن الأطفال بالإيدز. وقد صادقت المحكمة العليا على حكم الإعدام في يوليو/ تموز 2007، لكن تسوية أبرمت بين ليبيا وبلغاريا أسفرت عن الإفراج عن المتهمين في القضية بنفس الشهر.