* مولن: كل مرة نفشل فيها في الارتقاء إلى مستوى قيمنا أو ننكث فيها بوعودنا فإننا نبدو أكثر فأكثر بوجه الأميركيين المتغطرسين
* حملات العلاقات العامة مهما كانت مكثفة لن تعيد للولايات المتحدة الأميركية مصداقيتها ما دام المسلمون ينظرون إليها على أنها متغطرسة
وجه رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية انتقادا لاذعا لجهود بلاده لتحسين صورتها في العالم الإسلامي، مؤكدا أن حملات العلاقات العامة مهما كانت مكثفة لن تعيد للولايات المتحدة الأميركية مصداقيتها ما دام المسلمون ينظرون إليها على أنها إما متغطرسة، أو غير مكترثة أو أنها تشكل مصدر أذية.
وشدد الأميرال مايك مولن في مقال له نشر الجمعة في دورية القوات المشتركة الفصلية على أن مكمن قلق واشنطن يجب أن ينصب على دلالات أفعالها أكثر من تركيزه على محاولة شرح الأسباب التي دفعت للقيام بتلك الأفعال.وعبر عن اعتقاده بأن غالبية مشاكل التواصل الإستراتيجي ليست بمشاكل تواصل على الإطلاق وإنما هي مشاكل تتعلق بالسياسة والتنفيذ, "فكل مرة نفشل فيها في الارتقاء إلى مستوى قيمنا أو ننكث فيها بوعودنا فإننا نبدو أكثر فأكثر بوجه الأميركيين المتغطرسين, أي كما يصمنا عدونا" على حد تعبيره.
رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مايك مولن
وتأتي انتقادات مولن في الوقت الذي يسود فيه الاعتقاد بأن الولايات المتحدة بدأت تخسر معركة الأفكار التي تشنها ضد "الأيديولوجيا الإسلامية المتطرفة".ويكتسي الحديث عن هذه القضية أهمية خاصة في ظل الأوامر التي أعطتها إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتكثيف الجهود من أجل التصدي لدعاية المتشددين ضمن إستراتيجية أوسع لهزيمة حركة طالبان وتنظيم القاعدة في كل من أفغانستان وباكستان.
ورغم أن أوباما حاول إبراز اختلافه عن سلفه جورج بوش في تعاطيه مع القضايا الإسلامية ورغم ما حظي به خطابه في القاهرة من ترحيب, فإن النظرة إلى أميركا بوصفها متغطرسة لم تتغير كثيرا خصوصا في العراق وأفغانستان, حيث لا تزال عملياتها القتالية مستمرة وكذا في باكستان التي تواصل شن هجمات صاروخية على بعض مناطقها متعقبة عناصر في طالبان والقاعدة.
واستعرض مولن نجاح أميركا في إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وفي احتواء المد الشيوعي, قائلا إن تلك النجاحات لم تعتمد على استطلاعات الرأي ولا على خطط التواصل الإستراتيجي, وإنما على الأفعال الملموسة.
وأضاف "علينا أن نترك أعمالنا تتحدث نيابة عنا, وأن لا نكترث بحب الناس أو بغضهم لنا, فهدفنا يجب أن يكون المصداقية, وذلك لن نحققه إلا مع مرور الزمن".وعلى الأميركيين –يقول مولن- أن يدركوا أن المهم ليس دائما "عرض قصتنا" بل قد يكون كذلك "إنصاتنا بشكل جيد".
وأقر بأن أميركا لا تفهم العالم الإسلامي بشكل جيد كما أنها لا تقوم بما يكفي لفهمه, مشيرا إلى ضرورة فهم ثقافة المسلمين واحتياجاتهم وتطلعاتهم للمستقبل للتمكن من اختيار الخطاب المناسب للتغلب على دعاية المتشددين.
وأكد مولن في مقاله أن الرسائل الأميركية الرامية إلى مواجهة الحملات الإعلامية للمتشددين تفتقد إلى المصداقية "لأننا لم نستثمر بما فيه الكفاية في بناء الثقة وعلاقات الصداقة, كما أننا لم نف دائما بوعودنا".