استضافت قاعة المدرسة الثانوية الشاملة في مدينة ام الفحم , يوم أمس الاثنين لقاء تأبينيا لذكرى المربي الراحل أحمد طه اغبارية, والذي شغل منصب سكرتير نقابة المعلمين في المدارس فوق الابتدائية في منطقة المثلث ومناطق أخرى من الوسط العربي لمدة تزيد على 15 عاما , إلى أن وافته المنية قبل نحو 8 أشهر اثر مرض عضال
وقد شارك في اللقاء الذي دعت إليه منظمة المعلمين فوق الابتدائيين , العشرات من العاملين فيها عربا ويهودا, ورئيسها ران ايرز, وأعضاء لجان المعلمين من المدارس الإعدادية والثانوية في الوسط العربي , كما حضره رئيس بلدية أم الفحم الشيخ هاشم عبد الرحمن ونائبه المحامي مصطفى سهيل والسيد محمود جميل مدير المعارف , بالإضافة إلى مشاركة واسعة لزملاء المرحوم في السلك التعليمي وأصدقائه وأقربائه
تولى عرافة اللقاء التأبيني , صديق الراحل زميله,المربي زاهي سلامة من قرية المغار, واستهله بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد لذكرى المرحوم , ثم تحدث عن العلاقة التي جمعته بالمربي أحمد طه , مستذكرا الأيام الأخيرة من حياته :" تعامل معنا وصافحنا وكأنه يودعنا "
الشيخ هاشم عبد الرحمن قال في مستهل كلمته :" أتوجه الى عائلة الفقيد واقربائه ونقول لكم , لقد افتقدنا أخا وصديقا وشريكا في مسيرة التعليم في أم الفحم خاصة , والوسط العربي على وجه الخصوص ", وطلب رئيس بلدية ام الفحم من الحضور قراءة الفاتحة لروح المرحوم
وشكر الشيخ هاشم منظمة المعلمين على تقديرها لدور الراحل وعرفانها له من خلال ما بادرت إليه من تخليد لذكراه وإصدار كتاب تأبيني وإطلاق أسمه ,على جائزة التربية التي توزعها سنويا
كما تطرق الشيخ هاشم إلى محطات في علاقته مع المرحوم :" عرفته منذ أيام الدراسة هو وأخاه المربي محمد طه , وأثر كل منهما علينا لا زال في قلوبنا , ومنذ كنت قائما بأعمال رئيس البلدية عرفت المربي أحمد طه, النقابي ورئيس لجنة المعلمين الذي لم يتنازل أبدا عن أي مطالب للمعلمين "
وقام رئيس البلدية فور كلمته بتقديم درع بلدية أم الفحم, حفرت فيها كلمات التقدير والعرفان للراحل من قبل البلدية ,على دوره في نهضة ومسيرة التعليم في مدينة أم الفحم , وتسلم الدرع نيابة عن العائلة الأستاذ محمد طه شقيق الراحل
الكلمة التالية كانت لمدير المدرسة الثانوية الشاملة , الأستاذ أحمد رشيد , والذي أعرب عن تأثره من الموقف وهو يتحدث عن أستاذه وزميله الراحل , وأضاف :" لقد كان المرحوم قدوة ونموذجا للنقابي المناضل من أجل حقوق زملائه , فرغم رحيله ستبقى بصماته خالدة على مر الأجيال "
صديق وزميل المرحوم النقابي خالد دراوشة قال في كلمته :" اليوم مرّ اكثر من 8 أشهر منذ فارقنا أحمد , لكن الحزن لم يفارقنا إلى الآن , عرفته منذ 17 عاما , كان مثال الانسان المخلص لعمله , كان رجل التحديات والمهمات الصعبة "
" أحمد , أفتقد جلساتك ودعمك ومؤازرتك لي , ولعائلته أقول: يجب أن تعتزوا بأحمد وتفتخروا بمسيرته التي ستبقى خالدة "
عضوة ادارة منظمة المعلمين , براخا متسأيل , تحدثت بدورها عن الراحل وإخلاصه في عمله وعلاقته مع زملائه في المنظمة
أما المحامي رشدي خازكية صديق المرحوم , فأشار الى صعوبة الحديث عن رفيقه بلغة الماضي , :" التقيته قبل 20 عاما عندما كان رئيسا للجنة المعلمين في هذه الثانوية , وكانت تعاني الشاملة في حينه من أزمة كبيرة تمثلت بإضرابات طويلة , ووقف أحمد وزملاؤه بحزم من أجل حل المشكلة ,لم يتنازل, وبقي يقود النضال حتى انتزع حقوق زملائه "
ران إيرز- رئيس منظمة المعلمين فوق الابتدائيين – أشار في كلمته إلى علاقة الراحل بزملائه في المنظمة ومعه شخصيا , وكيف انه كان جسرا يربط بين مختلف الأعضاء عربا ويهودا , الأمر الذي أكسبه احترام ومحبة الجميع
الكلمة الختامية في هذا اللقاء, كانت للأستاذ محمد طه, شقيق الراحل , حيث رحب بالحضور وقال :" قبل أكثر من ثمانية أشهر, رحل عنا المرحوم أخي ابو هلال , بعد معاناة استمرت عاما كاملا , وقد أصر أن يضرب لنا قبل الرحيل مثلا طيبا في الصبر والثبات , وفي القبول بقضاء الله عز وجل , حامدا شاكرا , لا تغادر وجهه الابتسامة , مستحضرا دائما قول الله تعالى :" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعليه فليتوكل المؤمنون "
وأضاف :" لم ينس المرحوم أن الوفاء بالعهد والتفاني في العمل , هما عنوان بارز من عناوين الانسانية , وركن هام من أركان الايمان حيث" أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " , ولست أنسى ذلك اليوم حين كنّا عائدين من المستشفى , وبعد ان تصفح يومياته التفت إلي وقال :" ألا ترى يا أخي ان الله يحبني , فإن أيا من مواعيد علاجي لا يتعارض مع مواعيد عملي "
" هكذا كان ابو هلال , وهكذا عرفناه جميعا , فالوفاء والإخلاص والايثار والإستقامة وحدّة المواقف , كل ذلك كان بعضا من سماته المميزة , , وبفضل هذه السمات ترك لنا بعده إرثا غاليا من السمعة الحسنة والذكر الطيب , وبفضل تلك المزايا استطاع المرحوم ان يخلف لنا كنزا ثمينا من الأصدقاء الذين نعتز بإخوتهم وصداقتهم "
وتوجه الاستاذ محمد الى الحضور :" اسمحوا لي ان اعبر باسمي وباسم أبناء العائلة الصغيرة عن جزيل شكرنا وعظيم امتناننا لكم جميعا , ولكل أبناء العائلة الكبيرة – عائلة منظمة المعلمين فوق الابتدائيين , الذين ضربوا أروع الأمثلة في الصدق والوفاء والإخلاص , واسمحوا لي أن اخص بالشكر رئيس منظمة المعلمين السيد ران ايرز والسادة أعضاء الادارة وأعضاء مجلس المنظمة وسكرتيري الفروع وكافة العاملين , الذين لم يدخروا جهدا في سبيل التخفيف من مصاب العائلة , وفي العمل على تخليد ذكر المرحوم بشتى الوسائل , وفي مقدمتها تسمية جائزة التربية التي تقدمها المنظمة كل سنة باسم المرحوم , وكذلك الجلسات التأبينية التي بادرت المنظمة الى تنظيمها وتمويلها , وليس هذا اللقاء سوى واحد منها "
وختم الأستاذ محمد :" واخيرا أتوجه بجزيل الشكر لإدارة المدرسة الثانوية الشاملة ولكافة المعلمين والعاملين فيها على استضافتهم هذا اللقاء , وعلى الجهود التي بذلوها من اجل انجاحه , كما أتوجه بشكري الخاص لرئيس البلدية الشيخ هاشم عبد الرحمن , الذي أصر على المشاركة في هذا اللقاء رغم المرض , متمنيا له الشفاء التام والعاجل أن شاء الله "
هذا وفي ختام كلمته تسلّم الأستاذ محمد طه درعا تقديرية لذكرى المرحوم من الاستاذ عبد اللطيف اغبارية بإسم معلمي الشاملة تقديرا لدور الراحل وبصماته في مسيرة الشاملة ونضاله النقابي فيها تحصيلا لحقوق زملائه , كما قدّم الاستاذ محمد طه باسم عائلة الفقيد درعا تقديرية للسيد ران ايرز رئيس منظمة المعلمين فوق الابتدائيين تقديرا بدورهم في إحياء ذكرى المرحوم وتكريمه