الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 05:02

الشابة نسب تفتتح متحفا لذكرى والدها

سهيل كيوان
نُشر: 06/06/06 10:28

في مركز قرية الرامة وحيّها الأقدم، وفي بناء عربي أصيل يبلغ عمره مئات السنين، افتتح مساء السبت الأخير متحفا على اسم الدكتور المرحوم فريد أديب حسين، المتحف هو نفسه البيت الذي يعتبر تحفة فنية، إذ نجد فيه كلَّ فنون البناء القديم

فهو مؤلف من عقود متداخلة، كذلك نجد الإسطبل داخل البيت والسدّة والسلّم الخشبي وشبّاك السّر المفضي الى البيت الملاصق والثغرات الخاصة بالجرار والمؤونة، وأدوات المنزل والفلاحة والداخون وغيرها، وقد حضر الإفتتاح المئات من أهالي القرية ومن المدعوين من القرى القريبة

افتتح الإحتفال الدكتور نبيه القاسم شقيق الراحل ثم تحدثت ابنة الراحل والتي ستدير المتحف الشابة نسب فريد حسين بكلمة مؤثرة، بعدها تحدث ابن صفه وزميله في الدراسة الياس ناصر حنا، ثم تحدث أسعد أسعد قريب العائلة من بيت جن، وبعدها تحدث الخوري نقولا خوري طائفة الأرثوذكس في الرامة، وقد شارك الفنانان البير مرعب وسالم درويش بعزفهما وغنائهما المتميز الذي ملأ فضاء العقد والبيت بهجة واضفى على الإحتفال خصوصية

ابنة الراحل: "حققتُ حلم والدي" 
تقول نسب أديب حسين ابنة الثمانية عشر ربيعا "كنت في السادسة عندما رحل والدي، وبعد سنوات نشأت فكرة الإستمرار في المشروع الذي كان قد بدأه وهو المتحف الذي بدأ المرحوم بإعداده من خلال ترميم البيت لإعادته الى سابق عهده، إلاّ أن القدر لم يمهله فقد أصيب خلال نشاطه هذا بجلطة قلبية توفي على إثرها تاركا لنا أمانة الإستمرار في إقامة هذا المتحف"

وتضيف نسب "لقد بقيت فكرة إقامة المتحف في رأسي، فأقمنا لجنة لمتابعة الموضوع وأحضرنا مهنيين بالتعاون مع عمي نبيه القاسم، واستمرينا بما بدأ به والدي، وهكذا وبعد أن أتممنا العمل قررنا الإفتتاح


وقد حوى المتحف أيضا معرضا لرسومات بريشة المرحوم وصورا فوتوغرافية من تصويره

 وكان فريد أديب حسين قد ولد عام 1929 في قرية الرامة ودرس حتى الصف السابع في ابتدائيتها، وبعد السابع ترك المدرسة ليعمل في الأرض، ثم انتقل مع أسرته الى مدينة حيفا حيث عمل ساعي بريد، وإبّان أحداث النكبة عاد الى الرامة، بعدها قرّر أن يتمم تعليمه فسافر الى يافا وتلقى دراسته الثانوية في التيراسنطة ومدرسة (داعت) في القدس ونجح في (البجروت) ثم درس تقني أسنان ثم التحق بكليّة طب الأسنان في القدس وكان هو وابنا عميه كمال وقاسم حسين أول ثلاثة طلاب عرب يلتحقون في الجامعة العبرية في القدس، بعد حصوله على الدكتوراة في طب الأسنان التحق ببعثة علمية فسافر إلى أمريكا للإختصاص بجراحة الأسنان وبعد عودته سافر الى سويسرا ليعمل هناك حتى عام 1979 وفي اثناء اقامته تزوج من إحدى قريباته المقيمات في لبنان، ثم عاد الى البلاد وافتتح عيادة طب للأسنان في عكا

نشاطات ثقافية متشعّبة الى جانب المهنة
الى جانب مهنة طب الأسنان كان الراحل نشيطاً في مجالات أُخرى، فقد عمل على إعادة كتابة تاريخ الرامة، فجمع المعلومات والوثائق والصور الفوتوغرافية، وعُرف بعشقه للكاميرا والرسم، فقد تلقّى دورة في الرسم أثناء إقامته في سويسرا وله لوحات عدة في المتحف، وعمل على إعادة طباعة كتاب المرحوم كمال جنبلاط (هذه وصيتي) بالتعاون مع دار الأسوار في عكا، وجمع مذكرات سلطان باشا الأطرش عن الثورة العربية ضد المستعمرالفرنسي والتي نقّحها وعمل على طباعتها شقيقه الدكتور نبيه القاسم في جزأين، وقبل رحيله قرر تحويل بيت ذويه في الرامة الى متحف ولكنه توفي أثناء العمل في ترميم البيت عام 1993 مخلفاً زوجة وابنتين هما نسب وجنان فريد حسين

نسب ابنته البكر في الصف الثاني عشر وهي موهوبة فقد ألّفت رواية ونشرتها قبل عدة أشهر وأقامت موقعاََ لقريتها الرامة على شبكة المعلومات (الإنترنيت) أما ماذا تنوي نسب أن تدرس! فقد قالت "لا أريدُ أن أعلنَ عن هذا الآن"!

 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
3.96
EUR
4.76
GBP
337603.11
BTC
0.52
CNY
.