الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 21 / سبتمبر 00:02

عمر رزوق من أبو سنان يعايدكم بالفطر السعيد: كل عام وأنتم بخير

كل العرب
نُشر: 14/09/09 07:36,  حُتلن: 07:38


* ها قد عدتَ أيها العيد السعيد , لترسم أمامنا معاني قويمة لحياة جميلة , وتقول لكل المكابرين , أن التواضع تاج مرصّع بالياقوت فوق رؤوس الشرفاء

ها قد عدتَ أيها العيد السعيد , لتملأ قلوبنا ونفوسنا نفحات من فرح اللقاء وسعادة القدوم , وقد ظمئت إليها منا العروق


ها قد عدتَ أيها العيد السعيد , لتهزّ في أعماقنا المشاعر المقتولة والإحساس النافق , تجاه ذلك الكهل الوقور وتلك الأرملة الباكية وذلك الطفل اليتيم , وقد طغى الشحوب على قسمات وتجاعيد الوجه الذي سمّرته أشعة الشمس ونَصَب الدنيا , على بسمة الدنيا الملعونة , ملعون ما فيها , تُضحك البعض , وتُبكي الآخرين


ها قد عدت أيها العيد السعيد , لتخبرنا أن الحجر الصغير , قد تحوّل في يد الطفل النظير, ما يُرهب به الأعداء , ويقضّ مضجع السفهاء , وأن العقيدة الراسخة والإيمان الصادق يُسعّرا حمما بوجه قتلة الأنبياء, الذين في مقدساتنا يعيثون الفساد


ها قد عدتَ أيها العيد السعيد لتقول لنا أن الكراهية والحقد قد تغلغل داخل النفوس المريضة الضعيفة , وأن الجفاء يباعد بين القلوب , وأن الحسد يقتل المروءة , تؤكد لنا أيها العيد , أن العقوق خِسّة , وأن الغرور عيب , وأن التعالي نقيصة


ها قد عدتَ أيها العيد السعيد , لترسم أمامنا معاني قويمة لحياة جميلة , وتقول لكل المكابرين , أن التواضع تاج مرصّع بالياقوت فوق رؤوس الشرفاء , وأن الخُلُق الحسن طوق يزيّن أعناق العباد , وأن التسامح والمسامحة والمغفرة , وسام شرف وفخر


ها قد عدتَ أيها العيد السعيد , لأراك في براءة عيون الأطفال , وفي الدمع الهتون للمسنين الأخيار , صدىً حاكيا عن سنين العمر العامرة بالشقاء , المليئة بالكدّ والعناء , الفيّاضة بالعرق والدماء

وعدتَ أيها العيد , لتغسل عن قلوبنا صدأ أحقادنا , وتجلي من نفوسنا البغضاء والضغينة , وتمسح من خواطرنا وباء الجفاء


ها قد عدتَ أيها العيد السعيد, ثوبا ناصع البياض , بالحب مشرقا وبهيّا , وبالتسامح معطّرا , وبالمودّة مزهرا , عدتَ , ومعك ننسى ونتخطّى كل أحزاننا وآلامنا , معك نترحّم على من فقدنا , معك نواسي مَنْ يتجرّعون الألم والمرض , معك نمسح غصّة طفل , ودموع ثكلى , معك نصبّر من يصرخون ويألمون الوجع والأنين


ها قد عدتَ أيها العيد السعيد , لتعلمنا أن في أموال الموسرين , حقا معلوم , للسائل والمحروم , وأن الصدقة الجارية , لا ينقطع أجرها وثوابها عن صاحبها إلى يوم يبعثون , تعلمنا أن جناح الذلّ ينخفض من الرحمة للوالدين , عدتَ , تحثّنا على الخير وفعله , وتدافع بنا للإحسان , لكل المحرومين البائسين والضعفاء المساكين , نفكّ دَيْنا , ونحلّ عُسرا , ونزيل فاقة , ونقضي عَوَزَا , ونعين حاجة , ونخفف فقرا

 

مقالات متعلقة

.