عائلة المرحوم عاطف حسن علي تتهم مستشفى "رمبام" بالاهمال الطبي الذي تسبب بوفاته
في تاريخ 25
5
2005 فقدت قرية دير حنا المرحوم عاطف حسن علي عن عمر يناهز 52 عاما، واعتبر اهالي القرية الوفاة المفاجئة على أنها قضاء الله وقدره، فيما كان امل، نجل المرحوم على يقين بان والده توفي نتيجة اهمال طبي كما قال لـ "كل العرب" وتابع سرد تسلسل الاحداث: "قبل وفاة والدي بتسعة ايام سرح من مستشفى رمبام بعد ان خضع هناك للعلاج نتيجة اصابته بانتفاخ في رجله اليمنى حيث عانى من وجود كتلة دم ادت الى حدوث الورم في رجله
مكث والدي في المستشفى مدة ثلاثة ايام وفي اليوم الاخير من فترة العلاج قرر الاطباء تسريحه من المستشفى واستفسرت من الطواقم الطبية عن صحة والدي واكدوا لي بان الامور تسير على ما يرام ولا ضرر من تسريحه من المستشفى وقالوا بان كتلة الدم قد اختفت، ولم يدون الاطباء في كتاب تسريحه انه يتوجب على والدي اخذ أي نوع من الدواء"
وتابع امل سرد تفاصيل قصته التراجيدية وقال: "بعد تسعة ايام من عودة والدي الى البيت تردت صحته بسرعة وانهار بشكل مفاجىء وفارق الحياة
لم اع كيف مرت مراسيم تشييع الجثمان وايام العزاء، وبعد فترة قصيرة طلبت من ادارة مستشفى رمبام عقد اجتماع مع الاطباء للتباحث في اسباب وظروف الوفاة خصوصا ان الاطباء اكدوا بان صحة والدي جيدة ولا خطورة من تسريحه، وخلال الجلسة طرحت علي مجموعة من الاسئلة بضمنها استفسارات حول تناول والدي دواءه الخاص بانتظام، هذا السؤال كان مفاجئا لي لانه عند تسريحه لم يقل الاطباء بانه يتوجب على والدي اخذ دواء معين، لكنني حافظت على هدوء اعصابي وتصرفت بحكمة وسألتهم عن اسم الدواء كي يدون في سجل الجلسة وبعد ان ضمنت توثيق هذه الامور توجهت الى القسم الذي عولج والدي فيه وقلت لهم بانهم المسؤولون عن موت والدي بعد ان تأكدت مرة اخرى بانهم نسوا اخبارنا عن الدواء"
واردف امل في حديثه: "من خلال متابعتي للقضية فهمت بان الاطباء ارادوا تجربة نوع دواء محسن لكنهم نسوا اخبارنا بالامر ولم يدونوا هذا الامر في كتاب التسريح، فحملتهم المسؤولية وطالبت باقامة لجنة تحقيق، وبعد اطلاعي على بعض الاوراق والملفات اتضح وجود مكاتبات داخلية بين الاطباء انفسهم مع ادارة المستشفى حول ما حدث حيث طلب نائب مدير المستشفى تزويده بالمعلومات اللازمة حول كيفية اعطاء الادوية للمرضى، وكيفية تسريحهم من المستشفى وطلب اجابات سريعة"
وتابع امل حديثه عن النتائج التي توصل اليها الاطباء بعد فحص الموضوع وقال: "توصلت لجنة التحقيق التي ترأسها مدراء اقسام من المستشفى ان والدي لم ياخذ الدواء اللازم الذي يمنع تخثر الدم وبعد فحص الامر بشكل ادق تبين ان الدواء الذي خصص له كان موجودا في خزانة الادوية في المستشفى لكن والدي تناول منه اربع حبات فقط وذلك خلال فترة مكوثه في المستشفى
من ناحية ثانية بعثت برسالة الى وزارة الصحة اطالبها بتشكيل لجنة تحقيق خارجية ووصل رد الوزارة في الاسبوع الماضي في رسالة جاء فيها بانه لا توجد حاجة لتشكيل لجنة تحقيق خارجية لان اهمال المستشفى وتقصيره واضحان"
اما بالنسبة للخطوات المستقبلية التي سيتخذها امل فقال:"هدفي ليس الحصول على تعويض مادي لان مال الدنيا باكمله لن يعوضني عن والدي، وانا اريد ان اعرف من هو المسؤول عن الاهمال الذي حصل وادى الى وفاة والدي، ففي هذه الحالة تمكنت من متابعة القضية واثبات اهمال المستشفى وتقصيره لكنني متاكد بان هنالك العديد من حالات الوفاة التي تنجم عن اهمال المستشفى لكن لا يتم اثباتها
ننوي الاستمرار في متابعة القضية على المسار القضائي بواسطة المحامي اسد اشقر لمعاقبة المسؤولين وساقدم شكوى جنائية في الشرطة ضد مدير المستشفى كونه المسؤول عن وضع القوانين وحتى اليوم لم تصلني من المستشفى اية رسالة اعتذار"
بعد توجه "كل العرب"، د
تسفي بن يشاي، الناطق بلسان مستشفى رمبام عقب في رسالة لـ "كل العرب" جاء فيها: "لا يمكن اضافة اية تفاصيل جديدة على التفاصيل التي اعطيت لعائلة المرحوم من قبل وزارة الصحة
بالفعل فان الحديث يدور عن دواء خاص وتجريبي كان من المفروض ان يعطى للمرحوم بعد تسريحه من المستشفى وبسبب وقوع خطأ لم يعط الدواء له قبل مغادرته
ادارة مستشفى رمبام تشاطر العائلة مصابها الاليم ونقدم لهم تعازينا ونؤكد بان المستشفى اتخذ الخطوات اللازمة التي تمنع تكرار الخطأ الذي وقع في المستقبل"