تتجه انظار العرب اليوم إلى قمة تونس والسعودية ضمن منافسات المجموعة الثامنة لمونديال ألمانيا، حيث تتعدد القراءات الفنية للمباراة، وتتنوع التقديرات، على اعتبار ان المواجهة بين الطرفين تدخل في خانة الديربي، حتى لا نقول بانها اختبار لمستوى الكرة العربية في عرس المونديال
فبعد 12 عاما على المواجهة العربية الاولى بين السعودية والمغرب، اوقعت القرعة السعودية بالذات مع تونس في مجموعة واحدة الى جانب اسبانيا واوكرانيا
هل تعاود السعودية أمجاد مونديال الولايات المتحدة عام 1994؟
ويختلف المشهد تماما بالنسبة الى السعودية، فمشاركتها في مونديال الولايات المتحدة عام 1994 كانت الاولى لها في هذا المحفل العالمي، فخاضت غماره بحماسة كبيرة ونجحت في تحقيق فوزين على بلجيكا بهدف شهير لسعيد العويران ثم على المغرب 2-1، فيما خسرت امام هولندا 1-2، لكنها حجزت بطاقتها الى الدور الثاني قبل ان تخسر امام السويد 1-3
وسجل المهاجم المخضرم سامي الجابر هدفا في مرمى المغرب من ركلة جزاء في المباراة المذكورة، وقد يشارك غدا ضد تونس ايضا وهو في الخامسة والثلاثين من عمره
ويحق للسعوديين اعتبار المواجهة العربية مع تونس فأل خير عليهم قياسا على ما حققوه امام المغرب، لكن ذكريات مباراتهم الافتتاحية ضد المانيا باهدافها الثمانية في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ما تزال امامهم، لذلك فان التفاؤل يشوبه الحذر الشديد
واعتبر مدرب المنتخب السعودي، باكيتا، ان غياب هداف المنتخب التونسي سيلفا دوس سانتوس بسبب الاصابة "لن يؤثر على خطته للمباراة الاولى"، مشيرا الى انه "فكر بجميع الاحتمالات وان تشكيلته لمواجهة تونس واضحة مع احتفاظه ببعض الاوراق السرية لاستخداهما في الوقت المناسب"
وبدا واضحا اعتماد باكيتا على تشكيلة شبه ثابتة في المباريات الودية الاخيرة نواتها محمد الدعيع او مبروك زايد في حراسة المرمى، احمد الدوخي ورضا تكر وحمد المنتشري وعبد العزيز الخثران (حسين عبد الغني) في الوسط، وسعود كريري ومحمد نور وخالد عزيز وعمر الغامدي (محمد الشلهوب) ونواف التمياط في الوسط، وياسر القحطاني (سامي الجابر) في الهجوم
مدرب السعودية، البرازيلي ماركوس باكيتا، حصل على ثقة الاتحاد السعودي الذي حسم امره اواخر ايار الماضي بتمديد عقده لعامين اضافيين
ويؤخذ على السعودية تغييرها الدائم للمدربين في البطولات الكبيرة، لكنها اكدت بقاء باكيتا الذي اعرب بدوره عن ارتياحه لقرار الاتحاد السعودي "الذي سيمنحني مزيدا من الثقة للعمل مع المنتخب"
المنتخب السعودي أثناء التدريبات
تونس تبحث عن انجاز
قد يكون المنتخب التونسي بطل افريقيا على ارضه عام 2004 افتقد احد اخطر لاعبيه باصابة سيلفا دوس سانتوس، لكنه يملك من اللاعبين ما يجعله قادرا على تقديم مباراة كبيرة يستهل بها مشواره في النهائيات حيث يسعى ايضا الى الفوز املا في خطف احدى بطاقتي المجموعة الى الدور الثاني
وتتأهل تونس الى المونديال للمرة الرابعة ايضا كما هي حال السعودية، لكنها المشاركة الثالثة على التوالي، فيما كانت مشاركتها الاولى عام 1978، ولم تتمكن من تخطي الدور الاول حتى الان
وكان سانتوس قد تعرض للاصابة في ركبته خلال مباراة اعدادية لتونس ضد فريق محلي في مدينة شفاينفورت الالمانية ضم في صفوفه لاعبين بافاريين، حيث اضطر سانتوس الى مغادرة الملعب في الدقيقة 30 بعدما شعر بالام في ركبته لم يتعافى منها قبل المواجهة المرتقبة مع السعودية
كما تلقى المنتخب التونسي ضربة ثانية باصابة مدافع تولوز الفرنسي مهدي مرياح الذي سيغيب عن البطولة نهائيا لاصابته في ساقه اليسرى حيث تم استبداله بمهاجم ستراسبورغ الفرنسي هيكل قمامدية حسب ما اكد الاتحاد الدولي (فيفا)
المنتخب التونسي أثناء تدريباته
الفريقان قادران على أن يقدموا للعالم عرضاً رفيع المستوى خاصة وأنهما يمتلكان مجموعة من أللاعبين الرائعين، ولن نعيش في الوهم ونقول أن المباراة يجب أن تخرج في شكل ودي بل على العكس كل ما نتمناه أن تكون المباراة مليئة بالكفاح الرائع من الفريقين وليفوز من يفوز لأن في النهاية وقبل أن تبدأ المباراة فزنا جميعا بوجود النسور والأخضر في مباراة واحدة يشهدها العالم كله في يوم تاريخي للكرة العربية