* في مقابلة مع موفق خوري ، نائب المدير العام لوزارة الثقافة والرياضة، مدير دائرة الثقافة العربيَّة
- "الجمعيَّات التي تحصل على دعم من دائرة الثقافة والفنون يجب أن تكون قانونيَّة وذات إدارة سليمة "
- "جائزة الإبداع في الأدب ستستعيد قيمتها وكرامتها "
- "لي حلم أن أقيم مؤسَّسة " فرسان الثقافة " لأجمع تحت سقفها المبدعين بالأدب والفن من وسطنا العربي "
أجرى المقابلة الشاعر والصحفي كمال ابراهيم
في الناصرة في مقر دائرة الثقافة العربيَّة التقينا بموفق خوري بعد عودته من إجازة وأجرينا معه هذا اللقاء :
أبو رفيق ، انك تعود من اجازة هل عملك متعب نوعا ما وهل أخذت قسطا كافيا من الراحة لاستئناف عملك في الدائرة ؟ مع تمنياتنا لك بالصحة والعافية طبعا .
في الحقيقة عدتُ من إجازة قصيرة لكنها لم تكن إجازة بل كانت سفرًا إلى بولندا وهناك كان مشروع لقاء لسبع دول ، ست دول أوروبيَّة وإسرائيل بخصوص إمكانيَّة التفاهم والتعارف بين أبناء الشبيبة باثراء ثقافي مشترك. وكان هناك 150 شابًّا وشابَّة سمعوا منـِّي محاضرات حول إيماني بأنَّ للثقافة دورًا كبيرًا في التعارف والمحبَّة وإحلال السلام بين الشعوب والأمم والأديان. وهذا العنوان هو عنوان لأطروحة الدكتوراة التي أنهيتها في السَّنة الماضية وإن شاء الله خلال أسابيع سأحصل على شهادة دكتوراة بعد أن تمَّ إقرار الأطروحة.
أنت تعمل الآن بعد أن كان قد حصل تغيير في الحكومة، ومع الوزيرة ليمور لفنات من الليكود بعد السيد غالب مجادلة من حزب العمل ، هل حصل تغيير ما في التعامل بينك وبين الوزارة ، إن كان في المجال الشخصي أو المهني ؟
التعامل في الوزارة مع كل وزير أيٍّ كان ليس بالضرورة أن يكون حسب جو الوزير أو انتمائه السِّياسي أو الإجتماعي أو الدِّيني أو القومي بل حسب أسُس تـُبْنى عليها الدَّولة خلال عشرات السِّنين من التـَّجارب ، والتجربة التي مررتُ بها مع الكثير من الوزراء والوزيرات والكثير من المدراء العامِّين ومساعديهم ومستشاريهم غنيَّة ، وكما تعلم فإنـَّنا نحنُ قيِّمون على البيت الثقافي في الوزارة وكل من يأتي حزبيًّا أو سياسيًّا حسب ما تفرزه الإنتخابات الديموقراطيَّة فنحن نرحِّب به ونرحِّب به أيضـًا عند انتهاء عمله .
قيل سابقا إن الوزير السابق غالب مجادلة قلص إلى حدٍّ ما من صلاحياتك في الدائرة ، الى أي مدى هذا الكلام صحيح ؟ .
في الحقيقة لم يقلص الوزير السابق مجادلة من صلاحيَّاتي ، وصلاحيَّاتي كنائب مدير عام لوزارة العلوم والثقافة والرياضة في فترته وكمسؤول عن الثقافة العربيَّة بقيتْ نفس الصلاحيَّات والمسؤوليَّة على المؤسَّسات الثقافيَّة التي سهرتُ مع المئات أو الآلاف من أبناء المجتمع الثقافي المنوَّع على إقامتها منذ سنة 1988 . وعندما جاء الوزير غالب مجادلة أخذ على عاتقه شخصيًّا وعلى الكادر المُساعد لمكتب الوزير بعض الهموم والأحمال كي يستطيع الكادر الذي كان في معيَّته مضعًّفـًا ثلاثة أضعاف من القوى العاملة في القسم لكي يشغلهم من خلال وظائفهم في الوزارة ولكنَّ الأمور الأساسيَّة والمسؤوليَّات عن أكثر من 150 مؤسَّسة ثقافيَّة عربيَّة بقيت وستبقى بمسؤوليَّة المسؤول عن الثقافة العربيَّة حسب قوانين الدولة ومكتب خدمات الدولة. لقد حصلت على وظائفي ليس عن طريق التعيينات السياسيَّة والحزبيَّة بل عن طريق مناقصات من مفوضيَّة خدمات الدولة ولا يمكن لأحد أن يمس بهذه الوظائف.
ما هي الميزانية التي تتعامل معها دائرة الثقافة والفنون لهذا العام وهل طرأ أي تقليص على هذه الميزانية ؟ وما هي المجالات التي ستوظفون فيها هذه الميزانية ؟
ميزانيَّة دائرة الثقافة العربيَّة لسنة 2009 هي أكثر من 25 مليون شيكل، يشمل دعم المؤسَّسات الثقافيَّة والمسارح والمكتبات العامَّة وأمور كثيرة أخرى تدعمها وزارة الثقافة في الوسط العربي ، وأنا على أمل قريب أن يكون هناك تغيير إيجابي وتقدُّم في الميزانيَّات رغم التقليصات في ميزانيَّة الدَّولة ولكن هنالك بعض النقاط التي يجب أن نحصل عليها من ميزانيَّات سابقة حسب قرارات الحكومة ، نأمل أن نحصل عليها قانونيًّا في نهاية هذا العام لنضيفها على المساعدات والدَّعم الذي تقرَّر هذه السَّنة للمؤسَّسات والمشاريع الثقافيَّة .
أية جمعيات أدبية وفنية في الوسط العربي تدعمون ؟ وما هي شروط الحصول على الدعم المادي من قبلكم ؟
أوَّلا : الجمعيَّات التي يجب أن تحصل والتي تحصل على مساعدات مادِّيَّة من قبلنا يجب أن تكون ذات إدارة سليمة حسب شروط وزارة الماليَّة ووزارة العدل عند مسجل الجمعيَّات .
ثانيًا : أن تكون أهداف هذه المؤسَّسات تشمل فعاليَّات ونشاطات ثقافيَّة في نواحي المسرح ، الأدب ، الموسيقى ، الأبحاث ، الفن التشكيلي ، الفولكلور وأمور أخرى تتعلق بمراكز النشاطات الثقافيَّة والفنيَّة .
وبالإضافة إلى الجمعيَّات التي تحصل على الدَّعم المادِّي فإنَّ الكثير من السلطات العربيَّة المحليَّة النشيطة تحصل هي الأخرى على دعم من الدائرة.
هناك بعض الجمعيات التي تدَّعي أنها لا تحصل على دعم من قبل الدائرة ربما لأسباب سياسية ، هل هذا صحيح ؟ .
أبدًا هذا ليس صحيحًا فدعني أرى أي جمعيَّة تقدَّمت بطلب وفتحنا هويَّتها أو سألناها عن انتمائها السِّياسي ، فهذا لم ولن يحصل أبدًا ما دمتُ أنا مسؤولا عن الثقافة في الدائرة ولكن نريد أن تكون المؤسَّسة تحمل إدارة سليمة ومن أهدافها الثقافة وأن تكون مجرِّبة على الأقل من ناحية التنفيذ لمدَّة سنتين على الأقل ، وأن تكون ذات إدارة سليمة مع محاسب ومستشار قضائي وأن تكون لها مراقبة وهيئة إداريَّة .
بالنسبة لجائزة الابداع في الأدب والفنون ، هذا العام تم بخطوة غير مسبوقة تقديم موعد الجائزة لعام 2009 الى بداية العام .هل يعني ذلك أنه سيتم ألاعلان عن التقدُّم للجائزة في عام 2010 في بداية العام القادم ؟ وماذا سيكون دور دائرة الثـَّقافة فيما يخص هذه الجائزة ؟ .
جائزة الإبداع سيعلن عنها في بداية سنة 2010 كما هو متـَّبع منذ عقديْن من الزَّمن. وهذه الجائزة ، جائزة التفرُّغ بدأتُ بها أنا زمن الوزير نافون بثلاث جوائز سنويَّة ، وعندما جاءت الوزيرة شولميت ألوني رفعتها إلى خمس جوائز ، وعندما جاء متان فلنائي رفعها إلى ثماني جوائز سنويَّة بما معناه 70000 شيكل لكل جائزة ونحن سنستمر في منح الجوائز للمبدعين خصوصًا في نواحي الأدب بما فيه الشعر والقصَّة القصيرة وأدب الأطفال والأمور التي تتعلق بالأدب .
المعروف أن الوزير السابق مجادلة أدخل تغييرات على المضمون والمجالات التي يتم فيها منح الجائزة . هل ستبقى هذه التغييرات قائمة أم سيحصل تعديل معين في الجائزة ؟
أعتقد بأنـَّه سيكون تعديل قانوني بدعم مكتب الوزارة ودعم مجلس الأمناء لهذه التعديلات لكي تبقى وتكون الجائزة حسب ما يحصل في كل الدول التي تمنح جوائز مثل الوسط العبري الذي يمنح منذ عشرات السنين جوائز وله مقاييس لا تتغيَّر حسب أجواء أو ميول أي وزير كان وهذا ما سأحاول تنفيذه .
ولكن بما يخص جوائز الفنون سيكون لها تخصيص ميزانيَّة خاصَّة ومجلس أمناء خاص وهذا ما سأقترحه على الوزيرة والمديرة العامَّة في الأيَّام القريبة لكي يكون الأمر واضحًا للمواطنين في الوسط العربي في البلاد.هذا يعني أنَّ جائزة الأدب ستعود لها كرامتها وقيمتها كما كان في السابق وسيكون لجوائز الفنون قيمة وكرامة وقدر كما يحصل في الوسط العبري في إسرائيل.
سؤال أخير : ما هي أهم الأهداف التي تضعها دائرة الثقافة العربيَّة للعام القادم ؟
أهم الأهداف :
أوَّلا : متابعة المسيرة الثقافيَّة في كل قرانا ومدننا العربيَّة والمدن المختلطة وتوسيعها ورفع مستواها .
ثانيًا : تقوية المؤسَّسات الثقافيَّة التي تستحق والتي أثبتت نفسها .
ثالثـًا : إقامة عشرات المؤسَّسات الثقافيَّة السنة القادمة وسنة 2011 وفي سنة 2012 في المثلث والنقب وفي كل مدينة وقرية بحاجة لمؤسَّسة ثقافيَّة . ومتابعة دعم مهرجان العود ومهرجان مسرحيد ومهرجان الخامات الشابَّة في الغناء ومتابعة تلاقي فـِرقنا الفولكلوريَّة بزيارة دول العالم.
ولي حلم أن أقيمَ مؤسَّسة " فرسان الثقافة " لأجمع تحت سقفها المبدعين بالأدب والفن من وسطنا العربي للمحافظة على حقوقهم والإهتمام بمستقبلهم وخبرتهم في تنفيذ المشاريع الثقافيَّة .