الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 07:01

أبو سيف ورحلة العقود الاربعة في التربية والتعليم: احترام المعلم قد عدى وولى

كتب:أمين بشير مراسل
نُشر: 23/10/09 13:35,  حُتلن: 10:08


- المربي ابو سيف:

* التغيير في التعليم خلال السنوات الاخيرة حدث بكل ما يتعلق بالاهالي وعلاقتهم بالتربية والتعليم والمدرسة والهيئة التدريسية

* اليوم اغلبية الاهالي الآباء منهم والامهات على مستوى علمي اكبر مما كان عليه في السابق ولهذا الامر انعكاسات ايجابية على التربية والتعليم

*  باتت المهمة أمام المعلمين في هذا العصر بالغة التعقيد والصعوبة، مما يحتاج من المعلمين مؤهلات ومواهب تُحسِن من خلالها التواصل مع الطلاب

*  احترام المعلم وحتى الخوف منه كان تقليداً سائداً ومفروضاً في العقود السابقة خاصة في مدارسنا ومجتمعاتنا العربية، إذ سادت حينذاك قيم الاحترام الإلزامية وتربية القبول والخضوع دون مناقشة سواء في البيت أو المدرسة

لا يَخفى على أي مُتبصّرٍ في الأمور، مدى التطورات التي حدثت في العالم، أدّت إلى تغيير العديد من المفاهيم والقيم السائدة سالفاً، تماشياً مع مُجمل ما توصلت إليه الحضارة الحديثة في مختلف المجالات، وانبثاق نظريات عديدة في الـ " الأنثروبيولوجيا " وعلم النفس والسلوك والاجتماع، وطبعاً في مسألة التربية والتعليم.

إذ أن المدرسة تعتبر البيت الثاني لأي طالب بحيث يقضي من الوقت فيها، ربما يفوق ما يقضيه في بيته ومع عائلته، لهذا فهي تعتبر المعمل الأساسي لتخريج وتأهيل أجيال المستقبل ،ومن غير السهل على مُعلّم اليوم أن يحظى برضى الطلاب ومحبتهم وتعاونهم، بحيث باتت المهمة أمام المعلمين في هذا العصر بالغة التعقيد والصعوبة، مما يحتاج من المعلمين مؤهلات ومواهب تُحسِن من خلالها التواصل، مع طلابٍ اختلفوا كثيراً عن طلاب الأجيال السابقة، حيث كان احترام المعلم وحتى الخوف منه تقليداً سائداً ومفروضاً في العقود السابقة خاصة في مدارسنا ومجتمعاتنا العربية، إذ سادت حينذاك قيم الاحترام الإلزامية وتربية القبول والخضوع دون مناقشة سواء في البيت أو المدرسة.
ثلاثة واربعون عاماً قضاها المربي غازي محمد سعيد ابو صالح ابن سخنين في سلك التربية والتعليم منها سنة واحدة كمعلم و42 منها كمدير لمدرسة ابتدائية ليخرج للتقاعد بغياب 7 أيام على مدار تلك السنوات.

انعكاسات ايجابية على التربية
ويقول المربي المتقاعد غازي ابو صالح(أبو سيف) ان التغيير في التعليم خلال السنوات الاخيرة حدث بكل ما يتعلق بالاهالي وعلاقتهم بالتربية والتعليم والمدرسة والهيئة التدريسية فاليوم اغلبية الاهالي الآباء منهم والامهات على مستوى علمي اكبر مما كان عليه في السابق ولهذا الامر انعكاسات ايجابية على التربية والتعليم ففي السابق كانت اغلب الامهات غير متعلمات والقليل جداً من الآباء هم متعلمون واليوم نشهد ظاهرة جداً رائعة بوجود المتعلمين وذلك يكون ايجابي على تحصيل الطلاب في المدارس وعلى تربية الطلاب ولديهم القدرة في مساعدة الطلاب ونشهد أيضاً تغيير في منهاج التعليم وصدور كتب حديثة مواكبة للعصر ومتطلباته مما يلزم الاهالي بالتعلم دورة خاصة من اجل مساعدة ابناءهم في المواضيع عامة والعلمية خاصة.
وما نشهده اليوم من تصرفات للشباب في المجتمع انما ينم عن التربية في البيت ايجابياً أو سلبياً وفي ظل العولمة الحديثة والتي اصبح من خلالها كل طالب يحمل ويستخدم الاجهزة الالكترونية من البلفونات الخليوية أو الحواسيب النقالة وغيرها ينعكس بشكل سلبي سلوك الطلاب ولم نكن نشهد ذلك سابقاً ونلاحظ أن الطلاب حتى في الصفوف الابتدائية يحملون الخليوي ويجري اتصالات مع شباب من ابناء جيله او اكثر لاهداف منها الامر الذي قد يعود بالفائدة عليهم والاغلبية يعود عليهم بشكل سلبي ويشعر انه مستقل عن اهله وله عالمه الخاص به وكذلك الامر ابحاره في مواقع الانترنت التي بأغلبيتها المواقع الاباحية التي لا تعود بالفائدة عليهم بل تعود عليهم بالضرر والمسؤولية تقع اولاً على العائلة والوالدين خاصة ومطالبون بالمراقبة للتصرفات والى المواقع التي يبحر بها الابناء لانها ستكون مدمرة لهم اذا لم يتم ردعهم بالرغم انني لا انكر ان لهذه الاجهزة ايضاً الوجه المشرق والايجابيات الكثيرة من وراء استخدامها وخاصة في مجالات الابحاث العلمية والمعلومات والتوثيق وغيرها من المواضيع التي هي بحاجة الى الانترنت.

العنف في دالة تصاعدية
وان اليوم الحاجة ملحة بالتشديد بالتوعية والتربية في المنازل ومن الأهمية ايضاً ان تكون المدرسة على دراية بما يحدث خارج جدرانها وان ما يشهده الوسط العربي من اعمال عنف وعنف مضاد وحوادث القتل واطلاق الرصاص وضرب بالسكاكين والشجارات داخل المدارس وخارجها هو مؤشر لا يبشر بخير وعلى الهيئات التدريسية ان تأخذ دورها التربوي الى جانب الدور التعليمي والى جانب ذلك يجب ان تتظافر جهود جميع الجهات المعنية من البلديات والمؤسسة التعليمية والاهالي على بناء خطط وبرامج في كيفية استقطاب الطلاب تربوياً وتوعيتهم بعيداً عن المخاطر المحدقة بهم.




ويضيف المربي المتقاعد غازي ابو صالح ان حضوره على مدار عشرات السنوات في مجال التربية والتعليم كان لذلك الاثر الكبير على ابنائه الذين اخذوا المنحة التعليمي وما لمسه هو تخصص ابناءه في دراسات وعلوم عليا في الجامعات فبناته قد درسوا في كليات التربية وتخرجوا كمعلمات فيما حصل الابن الكبير سيف عل منصب مدير المدرسة التكنولوجية في سخنين وأكمل مشواره الدراسي وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة تل ابيب وايضاً ابنيه احمد وابراهيم درسا في المانيا ويعملان اليوم في مجال الحاسوب وعلم النفس والابن يوسف الذي انهى دراسة الطب وعلاء يدرس الطب في السنة الثالثة.
وخلال الفترة الماضية كنت المعيل الوحيد للعائلة وهذا يعكس امور ايجابية بحيث كانت زوجتي سيدة تدير العائلة بشكل جيد جداً الأمر الذي مكننا من تعليم جميع الابناء بشكل لائق.
وبالنسبة لقضاء الاوقات بعد خروجه للتقاعد قال في بداية الامر كان الامر يراوده بأن يستريح قليلاً الا انه سرعان ما اندمج في الحياة وهمومها وصادفه الامر الاول بالسفر الى رومانيا هو وزوته لحضور حفل تخرج ابنه يوسف كما وسافر الاردن ومصر وأدى فريضة الحج ومن ثم سنة العمرة واليوم هو يعتبر المجاملات وزيارة الجيران والمعارف في افراحهم واتراحهم هو امر حيوي وضروري ويؤدي الصلوات بشكل دائم في المسجد كما ويخصص الوقت الكثير لمطالعة الكتب الجديدة.
 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
295290.30
BTC
0.52
CNY
.