* نحن لا نخشى على أنفسنا من ( شيفتان ) وأمثاله حتى لو وصلوا إلى أعلى المناصب التنفيذية في الدولة
* وبقي الإسلام شامخا يحمله أحفادُ الأنبياء والأولياء والصالحين من المهاجرين والأنصار والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين
يحق لنا أن نغضب حينما نسمع يهوديا يتحدث بعنصرية ضد العرب والفلسطينيين
هذا أمر طبيعي
كما يحق لنا أن نقيم الأرض ولا نقعدها على رأس من يتجرأ على المس بكرامتنا ، والتطاول على شخصيتنا الدينية والقومية والوطنية ، والانتقاص – حقدا وزورا – من مساهماتنا الحضارية في بناء المجتمع الإنساني عبر التاريخ ، وإن كان حالنا اليوم لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا
هذا حق إنساني مشروع تكفله القوانين والأعراف
لكننا يجب ألا نذهب بعيدا مع هذه القصة كما لو كانت الأولى في تاريخ العلاقة بين إسرائيل ومواطنيها العرب ، وبينها وبين المحيط الفلسطيني والعربي الكبير ، أو كأنها فريدة نوعها في الفضاء الإسرائيلي / اليهودي المأزوم الذي تتنفس هواءَه الأغلبيةُ اليهوديةُ – حتى ننصف العقلاء منهم – في داخل إسرائيل وحول العالم
الدكتور ( دان شيفتان ) ليس شاذا في سياق الحرب على الإسلام والمسلمين والعرب والفلسطينيين
إنه يمثل ظاهرة اكتسحت المجتمع الإسرائيلي طولا وعرضا ، واستغرقته بكل ألوانه وأطيافه وشرائحه المجتمعية من أعلاها – النخب وصناع الرأي – حتى أدناها – عامة الناس ودهماؤهم - ، فلم ينج من عفنها وكدرها إلا قليل
نحن لا نخشى على أنفسنا من ( شيفتان ) وأمثاله حتى لو وصلوا إلى أعلى المناصب التنفيذية في الدولة ، ولن تهتز فينا شعرة حتى لو ملأوا الأرض ظلما وجورا وزرعوها بغيا وفجورا ، فقد واجهت أمتنا في تاريخها أعداء أعتا قوة وأكثر نفيرا ، أعملوا معاولهم في ميراث الأنبياء يريدون قلبه النابض ليطفئوا نوره المبين وَيَهُدُّوا بنيانه المتين ، وفي أرض المسلمين وأوطانهم يعيثون فيها الفساد ويهلكون الحرث والنسل
فما هي إلا سنين حتى بعث الله عبادا له أولي بأس شديد ، ( فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا )
فأصبح هؤلاء المعتدون نسيا منسيا
وبقي الإسلام شامخا يحمله أحفادُ الأنبياء والأولياء والصالحين من المهاجرين والأنصار والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين
وصدق الله إذ يقول : " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا
إن أحسنتم ، أحسنتم لأنفسكم ، وإن أسأتم فلها ، فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة ، وليتبروا ما علوا تتبيرا
عسى ربكم أن يرحمكم ، وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا
" ( الإسراء 6 - 8 )
هكذا رسم ربنا في قرآنه خط الصراع
حاسمٌ وحادٌ كطرفي صارم ، لكنه ينضح بالحنان والشفقة على مَنْ غَلَبَتْ عليهم شِقْوَتُهُمْ ، مِنْ مآل يصنعونه بأيديهم لهم ولذرياتهم
نحن مطمئنون إلى أن مصير الدكتور ( دان شيفتان ) مدير ( مركز دراسات الأمن القومي ) في جامعة حيفا ، والمحاضر في جامعة تل أبيب ، والمرجعية الفكرية لأجهزة الأمن في الدولة والمُلْهِمُ لقياداتها ، والمستشار الأعلى لحكومة إسرائيل ، وأمثاله من ( سحرة ) القرن الواحد والعشرين ، لن يكون إلا في مزابل التاريخ
أما أولئك البعض من اليهود الذين يحرصون على الإصغاء للغة التاريخ ، ويحسنون استخلاص العبر من تجاربه ، فقد وضع الله السلم لتامين نزولهم من فوق المنحدر السحيق ، وضمن لهم الحياة السعيدة الآمنة ، من خلال السياسة التي تَحْمِلُهَا كلماتُه سبحانه ( عسى ربكم أن يرحمكم ، وإن عدتم عدنا
) ، والتي تضع قاعدة الرحمة بدل القسوة والوحشية ، وقاعدة المسامحة بدل الغدر والعدوان ، وقاعدة العدل بدل الظلم والطغيان ، أساسا يحكم العلاقة بين الأطراف
فأين ( شيفتان ) وأمثاله من هذه المعاني ، وكيف لِمَنْ يحملها أن ينهزم أمام ظلاميتهم وأحقادهم
( ألا ساء ما يحكمون )