* الكاتب : القاعدة في العراق لم تعد بنفس القوة التي كانت عليها في عام 2007 الا انها ليست بحاجة الى الكثير من القوة لتثير اللغط والفوضى في العراق
كتب مراسل الاندبندنت, باتريك كوكبيرن, صباح اليوم مقالة صدرت على صفحات الرأي تناول من خلالها الوضع الامني المتدهور في العراق. يقول باتريك في افتتاحية مقالته ان التفجيرات العنيفة في عقر العاصمة البغدادية انما تؤكد على ان انتهاء العنف في العراق ما يزال بعيد المنال. واشار الى ان حكومة نور المالكي تظهر ضعفها كلما ادعت ان الوضع الامني في العراق في تحسن مستمر. ويردف الكاتب قائلا لربما العراق اكثر امنا مما كان عليه قبل ثلاثة اعوام الا انه لا يزال من اخطر الاماكن واقلها امنا في العالم.
ويتابع الكاتب قائلا انه يخطئ من يظن ان التفجيرات في شارع حيفا التي وقعت بالامس كانت بسبب انسحاب القوات الامريكية من المدن المركزية في العراق.فمع وجود القوات الامريكية او غيابها كان المفجرون على قدرة من الوصول الى شتى المناطق في بغداد وذلك منذ دمروا مقر الامم المتحدة في عام 2003. كما واكد كوكبيرن ان وقف عمليات العنف التفجيرية والتي تعتمد تفجير سيارات مفخخة خصوصا لامر في غاية الصعوبة.
يقول الكاتب ان التفجيرات التي استهدفت مقر الخارجية في 19 اوغسطس اضطرت وزير الخارجية هوشيار زيباري الى القول ان المنفذون كانوا قد تلقوا دعما من متواطئين في الجيش والشرطة العراقية بالاخص على نقاط التفتيش.
يعلق الكاتب على هذه الاقوال مشيرا الى ان هذا ممكنا الا ان رجال الشرطة لا يسعهم ان يفتشوا كل سيارة خصوصا وفان المفجرون سيعملون على التأكد من سلامة اوراقهم تجنبا لاي شكوكا قد تثار حولهم.
ان حالة عدم الاستقرار في العراق لا تقف عند الاعمال التفجيرية فثمة ما يقارب 1.6 مليون نازح لا يسعهم العودة الى بيوتهم وذلك للاوضاع العصيبة التي يمرون بها من بطالة وتهجير وقلة في الماء والكهرباء كما جاء في احدى الدراسات التي اجرتها مؤسسة الهجرة الدولية على اوضاع النارحين العراقيين.
كما واشار التقرير باصبع الاتهام الى خلية تنتمي الى تنظيم القاعدة بالوقوف وراء هذه الاعمال التفجيرية, علما ان القاعدة في العراق لم تعد بنفس القوة التي كانت عليها في عام 2007 الا انها ليست بحاجة الى الكثير من القوة لتثير اللغط والفوضى في العراق على حد قول الكاتب.
من جانب اخر تحدث الكاتب عن عامل ثالث يعمل على تعميق حالة عدم الاستقرار السائدة في العراق, وهو عدم التوصل الى اتفاقية تفاهم سلمية بين كبرى الفئات والمجموعات في العراق وهي السنة والشيعة والاكراد.
فيبقى الحال الى الان ان ينحصر رؤية كل فئة على عيوب ونقاط ضعف الفئة الاخرى.
من المثير ان العراقيين يظنون ان استمرا اعمال العنف نتيجة محاولات جيرانهم التصدي لاعادة اعمار عراق قوي في المنطقة. فان ايران مع رغبنها ان تكون هنالك دولة شيعة ثانية في الخليج الا انها لا تتمنى ان تتكون حكومة شيعية اقوى منها في بغداد. في حين ينتاب السعودية الذعر من ان تكون العراق اول دولة عربية شيعية.
اما الكويت فما تزال تمتص النفط العراق الذين هم بامس الحاجة اليه الان كتعويضات على تسببه العراق من فقدان لوقودها في حرب الخليج الاولى.
ان المشلكة الاخيرة التي تطرق اليها كوكبيرن في مقالته تعنى بالازمات السياسية والاقتصادية التي لم ينجح العراق في الخروج منها لغاية الحين. فعلى مدار 30 عاما مر العراق عديد من الحروبات والتأزم والعقوبات الاقتصادية, الامر الذي يجعل العراق بلدا مدمرا. ومع ورود انباء جيدة حول ارتفاع اسعار النفط الا ان الحكومة في العراق تفشل من رأب جروح الماضي التي لا يزال العراق يشكو منها.