الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 08:01

ابراهيم قاسم غنايم أبو بهاء وثمرة 45 عاماً في التربية والتعليم

كتب:أمين بشير مراسل
نُشر: 28/10/09 11:15,  حُتلن: 14:56

* المهمة أمام المعلمين باتت  في هذا العصر بالغة التعقيد والصعوبة

* ليس العِبرةُ أن نولد ونمشي في هذه الحياة،فالعِبرَةُ بالأثر الذي نتركه خلفنا

* كان احترام المعلم وحتى الخوف منه تقليداً سائداً ومفروضاً في العقود السابقة

* المربي ابراهيم قاسم غنايم ينظر الى الشباب بنظرة تفائل ولا يرغب في تحميلهم ما لا يستطيعوا تحمله

المدرسة تعتبر البيت الثاني لأي طالب بحيث يقضي من الوقت فيها، ربما يفوق ما يقضيه في بيته ومع عائلته، لهذا فهي تعتبر المعمل الأساسي لتخريج وتأهيل أجيال المستقبل ،ومن غير السهل على مُعلّم اليوم أن يحظى برضى الطلاب ومحبتهم وتعاونهم، بحيث باتت المهمة أمام المعلمين في هذا العصر بالغة التعقيد والصعوبة، مما يحتاج من المعلمين مؤهلات ومواهب تُحسِن من خلالها التواصل، مع طلابٍ اختلفوا كثيراً عن طلاب الأجيال السابقة، حيث كان احترام المعلم وحتى الخوف منه تقليداً سائداً ومفروضاً في العقود السابقة خاصة في مدارسنا ومجتمعاتنا العربية، إذ سادت حينذاك قيم الاحترام الإلزامية وتربية القبول والخضوع دون مناقشة سواء في البيت أو المدرسة. المربي ابراهيم قاسم غنايم (ابو بهاء) حين زرته في بيته ، كان أكثر ما يُلفت النظر غرفة مكتبه التي تحوي مكتبة عامرة بمختلف الكتب التاريخية والسياسية والاجتماعية وغيرها،فالمربي ابراهيم غنايم قارئٌ نهِم في مختلف أنواع الثقافة وصنوفها، لهذا فوقته مملوء حتى آخره، كالكأس التي ضاقت مياهها فيها ففاضت عن جناباتها.

 

فقال غنايم انه بدأ مشواره في مجال التدريس يوم الاربعاء 16-11-1955 كمعلم في مدرسة سخنين وهي مدرسة وحيدة حينئذ وعملت مدرساً مدة اربع سنوات وانتقلت الى قرية شعب وتقلدت مهام ادارة المدرسة في عام 1959 وعملت هناك حتى عام 1965 واعتبرت قرية شعب في ذلك الوقت كقريتي وأهلها كأهلي وربطتني بجميع مواطنيها علاقة حب واحترام علماً أن قرية شعب هي خليط من عائلات تم ايوائها م القرى المهجرة عام 1948 من الرويس والدامون وميعار والبروة وبدو الحولة وحالة المواطنين كانت صعبة للغاية الامر الذي استدعى منا زيادة في البذل والعطاء هذا وقد استمر عمله في مدرسة سخنين حتى عام 2000 ومن ثم الخروج للتقاعد بعد خمسة وأربعة عاماً من العمل في مجال التربية والتعليم وقد لزمني وراودني خلال تلك الفترة بمواكبة كل ما يتعلق بالتربية والتعليم ومتابعة كل ما هو جديد والمشاركة في الايام الدراسية وحلقات علمية في أرجاء البلاد بهدف البقاء على مواكبة العصر وجلب كل ما هو جديد في هذا المدمار وبالرغم من كبر السن وعدد السنوات التي قضيتها في التربية والتعليم الا انني واكبت كل ما هو جديد وبامكانه أن يدفع عجلة التربية والتعليم للأمام ولم انتظر ان يسمعني احد ان هذا المدير كبير في السن وماذا يفعل وقد قطعت على نفسي عهداً بأنني في الوقت الذي لا يمكنني ان اخدم فيه المدرسة عندها اتنحى عن ادارة المدرسة وفسح المجال امام الشبان وقد تغيبت عن المدرسة خلال خمسة واربعين عام مشواري في التربية والتعليم فقط شهر ونصف من الايام وقد المت بي وعكة في العام 2000 وعندها لم انتظر من احد ان ينبهني فقمت بتقديم اوراقي وبطلب خروجي للتقاعد المبكر ولم اكن بعد قد وصلت الى سن الـ 65.



وقد راودتني افكار : بماذا سأشغل نفسي في فترة التقاعد وفي البداية كانت التساؤلات عديدة كون ان زوجتي ايضاً مربية متقاعدة الا انه سرعان ما تحول الامر الى الانشغال بأمور حياتية اخرى وسافرنا الى اوروبا ومن ثم اسبانيا والبرتغال وال الأردن مرتين وتركيا أيضاً للترويح عن النفس وبعد سلسلة الرحلات ومحاولة تغيير الاجواء عدت مرة اخرى لتساؤلات حول كيفية استغلال الفراغ الا انه ومن طبيعتي فوجدت نفسي عطش ومتلهف للمطالعة وبحكم عمل ابني البكر بهاء في مجال الحاسوب في شركة انتل فقد استطعت الحصول على الكتب الجديدة والحديثة في اللغة الانجليزية واستطعت ان اعيد ذكريات جداً رائعة باللغة الانجليزية كوني اعتبر ان المطالعة في اللغة الانجليزية ممتعة ومن خلال هذه اللغة يستطيع المرء منا ان يعرف مع من يتعامل ومن بين مطالعاتي في خلال الفترة الماضية مجموعة قصص وروايات لغادة السمان أديبة السورية المعروفة ومجموعة حنا مينا وجبران خليل جبران ووجدت من المناسب ان اطالع في القرآن وقراءة التفسير الخاص به من المفسر ابن كثير وام متابع بشكل يومي لتفسير ابن كثير بعد تلاوة كل سورة وادعو الله بشكل يومي بدعوة (اللهم انر لي قلبي بنور القرآن الكريم).



وينظر المربي ابراهيم قاسم غنايم الى الشباب بنظرة تفائل ولا يرغب في تحميلهم ما لا يستطيعوا تحمله كون اننا لو كنا في هذه المرحلة شباباً لتصرفنا بنفس الروح وبنفس التصرفات ولا يمكن لنا ان نكيل لهم الاتهامات بالرغم مما يعاني منه مجتمعنا العربي والعالم بالنسبة لجيل الشباب اليوم هو عالم مفتوح ووسائل الاعلام بجميع انواعها لها أثر كبير على تصرفات الشباب والمقلق هو الامور السلبية التي يعاني منها مجتمعنا ازدياد العنف وهذا يعود لعوامل عدة أهمها عدم قدرة الاهل على ردع الشباب كما كانت حياتنا قبل عشرات السنوات.
ويخلص المربي غنايم بالقول ان الشعوب تفتخر بثروتها الوطنية الزراعية او بثروتها الوطنية الصناعية ونحن في المجتمع العربي ليس لدينا لا هذا ولا ذاك وثروتنا الوطنية هي ابناءنا وشبابنا الذين نقوم على تربيتهم وانشاءهم في ظل انعدام الصناعة والتجارة ومن حقهم علينا ان نكون لهم اوفياء ونعدهم لمستقبل نحن بأمس الحاجة فيه لهم.
وحسبُنا أن نكون قد أوفينا الرجلان بعض حقّهما وما انتقصنا منهما، أو أننا بالغنا في شيء مما ذكرنا وتبقى الشهادة الأيقن والأهم هي آراء طلاّبه، ومن زامله ورافقه وصادقه من معلمين وأفراد في هذا المجتمع، فهي الحَكَمُ والفيصل،فليس العِبرةُ أن نولد ونمشي في هذه الحياة،فالعِبرَةُ بالأثر الذي نتركه خلفنا.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
295460.25
BTC
0.52
CNY
.