اكدت الوزيرة السابقة شولميت الوني في حديث لـ"العرب" ان اسرائيل عرقلت ولا تزال الرئيس محمود عباس وتقترف جرائم حرب بـ"الاغتيالات" وشددت على ان اسرائيل كانت ستتمسك بزعم " غياب الشريك" حتى في حال خسارة حماس، لافتة الى ان الجيش في اسرائيل بمثابة " الله" وانه الحاكم الفعلي فيها. وقد وجهت الوني انتقادات شديدة لمطلقي القسام واصفة اياها ب" الخراطيش الاستراتيجية" ودعت الفلسطينيين الى التصرف بذكاء سياسي كما انها تتوقع من عمير بيرتس تعديل مواقفه.
واستهلت الوني المحامية في مهنتها الاولى والمحاضرة في قسم الحقوق في جامعة تل ابيب اليوم بتعريف اسرائيل فقالت: " لسنا دولة ديموقراطية وفي احسن الاحوال هي ديموقراطية لليهود فقط. هناك من يبرر غمط حقوق المواطنين العرب بواسطة الطعن بولائهم للدولة وهذه مجرد خدعة كاذبة فانظر للمواطنين الدروز الذين خدموا في الجيش وبينهم وبين اليهود " حلف دم" يعانون من التمييز العنصري كسائر المواطنين العرب وقرية بيت جن التي فقدت 50 من ابنائها الجنود في الجيش الاسرائيلي حالها كمخيم بلاطة من ناحية البنى التحتية.
سجنوا من حاول انقاذ مدحت يوسف
وكشفت الوني ان جيش الاحتلال منع جنوده اليهود من التدخل لانقاذ الجندي الدرزي مدحت يوسف فظل ينزف حتى مات في نابلس عام2002 لافتة الى ان جنديا يهوديا يعمل سائق تاكسي اليوم وانها تحتفظ باسمه قد التقاها مطلع الشهر وابلغها بانه كان شاهد عيان على ما جرى واضافت " ابلغني انه وزملاء له كان بوسعهم انقاذ مدحت يوسف.. الجيش سجنه ولما احتج الجنود على الفضيحة وتناقش مع قائده اعتقل ل28 يوما. وهذا يعني ان اسرائيل تحولت الى طائفة دينية بل الى ملة من العهد العثماني لليهود فقط تقرر مؤسسة الحاخامية من هو المواطن فيها.
خراطيش استراتيجية
واعتبرت الوني ان مطلقي صواريخ القسام هم "جهلة " لانهم يمدون الجيش الاسرائيلي بالذرائع لمواصلة زرع الموت والخراب في غزة، والجيش بطبيعة الحال غير ملجم ويميل للعنف ولا يهمه كم ومن يقتل في الجانب الفلسطيني. واضافت "لاحظ ان الاسرائيليين يتحدثون عن عدد الضحايا اليهود فقط خلال الانتفاضة وهم يهدمون منازل الفلسطينيين ويقتلعون اشجارهم ويضيقون عليهم حيز الحياة دون اطلاع الجمهور في اسرائيل على ذلك وهذا بدوره ايضا لا يريد ان يعرف ليقول لاحقا " لم نعلم" وعدا بعض الصحافيين فان الصحافة الاسرائيلية تتبنى رواية الجيش وتبرر افعاله".
واوضحت الوني انها بالآونة الاخيرة فقدت كل ثقتها بالجيش وانها لا تصدقهم واضافت" ثم لا بد من تعريف ما يسمى ب" التصفيات" فهي عمليات قتل ينتابني شعور صعب ازاء ما يجري ويؤسفني ان الفلسطينيين يتصرفون بدون حكمة اليوم، فالاسرائيليون يريدون الارض وجميع الحكومات الاسرائيلية مدت يد العون للمستوطنين وغررت بالكنيست من اجل تحويل المليارات من اجل دعم المستوطنات وربط النقاط الاستيطانية بالماء والكهرباء فيما يقومون بردم آبار مياه الشرب للفلسطينيين."
واشارت انه في مثل هذه الاجواء يتبجح اليهود بحق اليهود بالحياة والبقاء وينحون باللائمة على مطلقي القسام مشددة على ان الحكمة تتطلب ان يوقف الفلسطينيون هذه " الخراطيش الاستراتيجية" المسماة بالقسام ويقولوا للعالم: نحن نريد التفاوض واضافت "عندها سنرى من من بين الاسرائيليين سيمد اياديه للمفاوضات..بذلك تنجلي صورة الواقع ويضع الفلسطينيون الكرة في ملعب اسرائيل والمجتمع الدولي كي يضطلع بمهامه والتزاماته لاقامة دولة فلسطينية تشمل القدس والربط بين القطاع والضفة."
واوضحت الوني ان كل صاروخ قسام او عملية انتحارية داخل اسرائيل تصب الماء على طاحونة الكذب الاسرائيلية وتمنح المؤسسة الحاكمة الوقود لحملة " غياب الشريك" في الجانب الفلسطيني وعليهم المبادرة والتحلي بالذكاء بدلا من الاقتتال الداخلي الدائر اليوم.
واكدت الوني ان اسرائيل كانت ستتمسك بموقف غياب الشريك حتى لو خسرت حماس في الانتخابات لافتة الى ان هذا ما حصل خلال وبعد وفاة الرئيس عرفات واضافت" بالعكس هم عرقلوا ابو مازن وكلما لاحت فرصة للتقدم سارع الجيش الى اغتيال ناشط او قائد ولماذا يدخل هو اصلا لقصبة نابلس ولجنين ويقتل المدنيين انتقاما من الفلسطينيين وكانهم فئران لا بشر. "