-النائب محمد بركة:
* لا يمكن بدء الكلام دون التطرق لموجة العنف التي اجتاحت مدينة الناصرة في الأيام الأخيرة وآخرها ليلة أمس، وهي الموجة المتصاعدة في بلداتنا العربية، ومن المؤلم أن نفقد شابا يافعا في شجار مؤسف ومحزن
* جماهيرنا العربية تواجه أخطر سياسة تمييز عنصري تهدد وجودنا وحياتنا الطبيعية بكرامة على أرض الآباء والأجداد، وبدلا من أن نوظف طاقاتنا كلها لمواجهة هذه السياسة، فإننا نرى موجة عنف تستحوذ على الكثير من طاقاتنا
* إسرائيل احتلت المرتبة الثانية في العالم في نسبة القاصرين الذين يشربون الكحول حتى الثمالة، والحديث يجري عن 11% من القاصرين، وحقا أن النسبة الأكبر هي بين القاصرين من المهاجرين الجدد، ولكن هذا لا يعني أن الجمهور العربي بعيد عن هذه الظاهرة
* النائب زعبي: المعاناة ليس فقط للمدمن ذاته بل لزوجته وعائلته، ودعت إلى اقامة مراكز لرعاية زوجات المدمنين لمساعدتهن على مواجهة الحالة الاجتماعية التي يعيشونها
* جرايسي: معالجة مدمن من الكحول والقمار هو علاج وانقاذ لعائلته ومحيطه والعالم من حوله، لأن الاسباب الكارثية لهذه الظاهرة لا توقف على المدمن وحده
جرى يوم الخميس في مدينة الناصرة تدشين المقر الجديد لمركز معالجة الإدمان على الكحول والقمار، الذي أقيم في المدينة منذ العام 1995، بالتعاون مع بلدية الناصرة وقسم الرفاه والخدمات الاجتماعية في البلدية، وهو تابع لجمعية "إفشار"، بحضور رئيس بلدية الناصرة، ورئيس اللجنة البرلمانية لمكافحة المخدرات والإدمان على الكحول النائب محمد بركة، والنائب حنين زعبي، والشيخ صلاح العفيفي ومسؤولين من وزارة الرفاه وجمعية "إفشار"، وعدد من الذين تمت معالجتهم في المركز. وافتتحت الحفل، مدير المركز منذ إقامته سامية يحيى أبو ليل، التي تكلمت عن أهمية المركز وتطوره برعاية بلدية الناصرة، على مدى أكثر من 14 عاما، وقالت إن المركز عالج عدد كبير من المدمنين من الناصرة والمنطقة. وكانت الكلمة الأولى للنائب محمد بركة (الجبهة الديمقراطية)، رئيس اللجنة البرلمانية لمكافحة المخدرات والإدمان على الكحول، وقال إنه لا يمكن بدء الكلام دون التطرق لموجة العنف التي اجتاحت مدينة الناصرة في الأيام الأخيرة وآخرها ليلة أمس، وهي الموجة المتصاعدة في بلداتنا العربية، ومن المؤلم أن نفقد شابا يافعا في شجار مؤسف ومحزن، كما أن الاعتداء على بلدية الناصرة هو مؤشر خطير.
وتابع بركة قائلا، إن جماهيرنا العربية تواجه أخطر سياسة تمييز عنصري تهدد وجودنا وحياتنا الطبيعية بكرامة على أرض الآباء والأجداد، وبدلا من أن نوظف طاقاتنا كلها لمواجهة هذه السياسة، فإننا نرى موجة عنف تستحوذ على الكثير من طاقاتنا. وقال بركة، ما من شك أن موجة العنف هي إفراز للحالة السياسية التي نعيشها، ولكن هذا لا يعني إطلاقا أن نغض الطرف عن دور المجتمع في تغذية أو مواجهة هذا العنف القاتل بالمعنيين الحرفي والمجازي. وأضاف بركة قائلا، نحن اليوم في حفل تدشين مقر جديد لمركز معالجة الإدمان على الكحول والقمار، لربما ان هذه مناسبة سعيدة، ولكنها في نفس الوقت مقلقة، إذ أن حاجة المركز للانتقال إلى مقر أوسع، هذا يعني أيضا اتساع الظاهرة، ففي البلاد اليوم وحسب تقديرات شبه رسمية هناك نصف مليون شخص يتعاطون الكحول بكثرة، ولكن لا توجد معطيات دقيقة لعدد المدمنين.
وتابع بركة قائلا، إن إسرائيل احتلت المرتبة الثانية في العالم في نسبة القاصرين الذين يشربون الكحول حتى الثمالة، والحديث يجري عن 11% من القاصرين، وحقا أن النسبة الأكبر هي بين القاصرين من المهاجرين الجدد، ولكن هذا لا يعني أن الجمهور العربي بعيد عن هذه الظاهرة، وكل التقارير تشير إلى النسبة بين العرب شبيهة بالنسبة القائمة بين اليهود من دون المهاجرين الجدد. وقال بركة، إن كل التقارير التي قدمت للجنة مكافحة المخدرات والإدمان على الكحول البرلمانية في الأشهر الأخيرة أشارت إلى استهتار حكومي واضح في رصد الميزانيات لهذه الظاهرة. وفي كلمتها تحدثت النائب حنين زعبي (تجمع) عن معاناة المرأة زوجة المدمن، إذ أن المعاناة ليس فقط للمدمن ذاته بل لزوجته وعائلته، ودعت إلى اقامة مراكز لرعاية زوجات المدمنين لمساعدتهن على مواجهة الحالة الاجتماعية التي يعيشونها. وتحدثت زعبي أيضا عن موجة العنف، وركزت في كلمتها على سياسة السلطة التي تغذي موجة العنف، وقالت إن مواجهة العنف هو أيضا من واجب الأحزاب السياسية التي عليها رفع مستوى الوعي بين الجمهور.
والقى المسؤول في وزارة الرفاه في منطقة الشمال ناجي مطانس كلمة تحدث فيها عن انتشار ظاهرة الادمان وعن انتشار مراكز العلاج في منطقة الشمال، وشكر ممثل جمعية "إفشار" الحضور على مشاركتهم في الحفل. وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس بلدية المدينة المضيفة المهندس رامز جرايسي، الذي قال إن معالجة مدمن من الكحول والقمار هو علاج وانقاذ لعائلته ومحيطه والعالم من حوله، لأن الاسباب الكارثية لهذه الظاهرة لا توقف على المدمن وحده. وحيا جرايسي الذين تمت معالجتهم سابقة في المركز وشاركوا في الحفل، وقال، إنكم خير مثال على أنه من الممكن الاشفاء من هذا الادمان، وأنتم النموذج الأفضل من أي انسان آخر، لتشجيع غيركم للتوجه إلى العلاج. وتوقف جرايسي عند موجة العنف التي اجتاحت المدينة في الأيام الأخيرة، وقال عندما سئلت عن رأيي في ما يحدث، قلت إنني شعرت بالخجل من أن يرتبط اسم مدينة الناصرة بهذا العنف الدائر، فالغالبية الساحقة جدا جدا من أبناء مدينتنا الطيبة، هم ناس طيبون، لا علاقة لهم بالعنف، والعنف يقتصر على نفر قليل، والقضية ترتبط بشخص كل واحد منهم، ولا يمكن ربطها بأي مجموعة أو أي فئة كانت، لأن في هذا تجني على الحقيقة وظلم غير محتمل للآخرين، فالتعميم خطير وهذا ما يجب ان لا يكون. وتابع جرايسي قائلا، إن الأحداث الشاذة في المجتمع قليلة جدا، ولكن بمقدور الحادث الوحيد أن يطغى على مئات الأحداث الخيرة والجيدة التي تجري في المجتمع. وقال جرايسي، إن كل انسان بإمكانه أن يقول ما يشاء، وخاصة من يرى بنفسه أنه يحمل مسؤولية على مستوى المجتمع، ولكن على المسؤول أن يوحد خطابه في مجال العنف أيضا، وما يقوله على المستوى العام وبين الجمهور العام، يجب ان يقوله أيضا على المستوى الخاص، مهما كانت الظروف، ولكل واحد منا دور خاص في الإصلاح في المجتمع. هذا وفي نهاية الحفل قدمت الفنانة سناء لهب تمثيلية تتعلق بمتاعب المرأة في محيط المدمن.