* الفقر هو ظاهرة نسبية، يجب تقييمها نسبة لمستوى المعيشة في المجتمع
* العائلة تعتبر فقيرة ليس عندما لا يكون بمقدورها شراء سلة منتجات أساسية التي تمكنها أن تحافظ على بقائها، إنما عندما تكون ظروف معيشتها متدنية نسبة إلى الظروف المعيشية السائدة في المجتمع
هل أنا فقير؟
كلنا بالطبع سمع عن تقرير الفقر في الأسبوع الماضي، مادة "رائعة" وجذابة للنشر في وسائل الأعلام، ومثيرة للجدل في أروقة السياسة، وخصبة للتحليل في أطروحات الباحثين والمختصين. 19.9% من العائلات في إسرائيل تحت خط الفقر، حيث أن 15.3% فقط من العائلات اليهودية تحت خط الفقر مقابل 49.4% عند العائلات العربية. ومما لا شك فيه أن المواطن العادي والبسيط، مثلي ومثلك أيها القارئ العزيز، يعنيه أن يعرف إن كان هو فقيرا؟ وان كان! فماذا يترتب على ذلك؟ وهذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذه المقالة.
هنالك ثلاثة توجهات لقياس درجة الفقر؛ أولا، التوجه النسبي. حسب هذا التوجه (والمعتمد في إسرائيل) فان الفقر هو ظاهرة نسبية، يجب تقييمها نسبة لمستوى المعيشة في المجتمع، العائلة تعتبر فقيرة ليس عندما لا يكون بمقدورها شراء سلة منتجات أساسية التي تمكنها أن تحافظ على بقائها، إنما عندما تكون ظروف معيشتها متدنية نسبة إلى الظروف المعيشية السائدة في المجتمع . ثانيا، التوجه المطلق. حسب هذا التوجه فان العائلة تعتبر فقيرة إذا لم يكن بمقدورها أن تشتري سلة منتجات أساسية التي تمكنها أن تحافظ على بقائها. ثالثا، التوجه الذاتي. حسب هذا التوجه فان الأسرة تقييم بنفسها قدرتها على العيش في مستوى معيشة مقبول وتحدد إذا ما كانت فقيرة.
إذا فحسب التوجه النسبي والمعتمد في إسرائيل فإن خط الفقر مقياس اجتماعي اقتصادي يتطرق إلى دخل الفرد أو الأسرة وهو بمثابة مؤشر لمن دخلهم يكفي لمعيشة لائقة وبين أولائك الذين دخلهم لا يكفي لذلك. لذلك فان خط الفقر حسب التوجه النسبي لا يحدد الفقر المطلق وليس بالضرورة أن الأشخاص والعائلات الذين يتواجدون أدنى من خط الفقر توجد لديهم أزمة حقيقية في القدرة على التزود بالمنتجات والخدمات الأساسية كالملبس والمأكل والمشرب والمسكن. إنما خط الفقر هو نسبي لمستوي المعيشة العامة في الدولة. لذلك نجد أن عائلة تحصل على دخل شهري 1000$ من الممكن أن تصنف على أنها "فقيرة" في دولة غنية وعلى أنها "غنية" في دولة فقيرة. خط الفقر بالضرورة هو مؤشر لواضعي السياسات على أن هنالك خلل في توزيع الموارد يؤدي إلى فوارق وتفاوت في مستوى المعيشة بين المجموعات المختلفة في الدولة وانه يجب العمل على إزالة هذه الفوارق.
ولكي تعرف عزيزي القارئ إذا ما كانت عائلتك تعيش تحت خط الفقر فعليك أولا أن تقوم بحسبة الدخل (الشهري) الصافي للأسرة والذي تتم حسبته عن طريق جمع مدخولات العائلة من العمل والاستثمارات والعقارات والمخصصات الحكومية وبعد ذلك يتم طرح الضرائب المباشرة من المجموع. ثانيا عليك أن تحدد عدد الأفراد المعياريين في أسرتك حسب القائمة التالية، مثلا إذا أفراد أسرتك 5 فان عدد الأفراد المعياريين في أسرتك حسب القائمة 3.75.
عدد الأفراد في الأسرة
|
عدد الأفراد المعياريين
|
1
|
1.25
|
2
|
2.00
|
3
|
2.65
|
4
|
3.20
|
5
|
3.75
|
6
|
4.25
|
7
|
4.75
|
8
|
5.20
|
9
|
5.60
|
كل فرد إضافي
|
0.4
|
ثالثا، عليك أن تقسم الدخل الصافي لأسرتك بعدد الأفراد المعياريين في أسرتك. إذا كان الرقم الذي توصلت إليه أقل من 1680 شيكل فهذا يعني انك عزيزي القارئ "فقير" والحمد لله. لكي نوضح الصورة أكثر نضرب لك مثلا. نفترض أن الدخل (الشهري) الصافي لأسرتك بلغ 7000 شيكل وعدد أفراد أسرتك 6، حسب القائمة فإن عدد الأفراد المعياريين في أسرتك 4.25 ، نقسم 7000 ب 4.25 الحاصل 1647 وهو بالطبع أقل من 1680 إذا أنت "فقير".
إذا عزيزي القارئ أن تعيش في أسرة صنفت على أنها تحت خط الفقر ليس بالضرورة أن تكون أن لا تملك قوت يومك، وبالرغم من ذلك فالفقر مسؤولية جماعية وفردية علينا أن نسعى جاهدين كأفراد وكأقلية عربية إلى تقليل نسبة العائلات التي تعيش تحت خط الفقر، كيف؟ هذا ما سنجيب عليه في المقال القادم بأذن الله.
ملاحظة: يأتي هذا المقال ضمن مشروع تحليل ميزانية الدولة من وجهة نظر قومية وجندرية الممول من الاتحاد الأوروبي والذي ينفذ من قبل ركاز- بنك المعلومات الخاص بالمجتمع الفلسطيني في إسرائيل.