*بين المشاركين أعضاء الكنيست الجبهويين محمد بركة ودوف حنين وعفو إغبارية
*مظاهرة اليوم الجمعة ضد جدار الفصل العنصري كانت أيضا إحياء للذكرى الخامسة لرحيل القائد ياسر عرفات، وتضامنا مع النائب محمد بركة، ضد تقديم لائحة اتهام ضده تعلق بمظاهرة بلعين
*جيش الاحتلال كعادته يواجه المظاهرة السلمية بوابل من قنابل الغاز، بينها دفعة واحدة أطلق فيها 30 قنبلة غازية وحالات اختناق عديدة طالت العشرات
شارك حوالي مئة ناشط من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الجمعة، في مظاهرة قرية بلعين المحتلة الأسبوعية ضد جدار الفصل العنصري، وكان من بين المشاركين، أعضاء الكنيست الجبهويين محمد بركة ود. دوف حنين ود. عفو إغبارية، ورئيس مجلس عمال الطيبة النقابي الجبهوي جميل أبو راس، وسكرتير الجبهة أيمن عودة، وعددا من قيادات المناطق والفروع.
وكما في كل مظاهرة منذ أكثر من أربع سنوات، شارك العشرات من نشيطي السلام الإسرائيليين والأجانب، بينهم رافضي خدمة في الجيش الإسرائيلي وشبان أميركان رافضي الخدمة في الجيش الأميركي في العراق وافغانستان، إلى جانب أهالي القرية وحشد كبير من حزب الشعب الفلسطيني وسائر قوى منظمة التحرير الفلسطينية.
وقد جرت مظاهرة اليوم، إضافة إلى هدفها المركزي، إحياء للذكرى الخامسة لرحيل القائد ياسر عرفات، وتضامنا مع النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ضد لائحة الاتهام المقدمة ضده، إذ أن أحد بنود اللائحة يدعي أن النائب بركة وخلال مشاركته في المظاهرة في شهر أيار من العام 2005 أمسك بعنق أحد جنود وبذلك فقد فسح المجال أمام شاب فلسطيني معتقل في قبضة جنود الاحتلال من الإفلات.
وقد سبق المسيرة إلقاء كلمات من ناشطين أجانب وإسرائيليين، أكدوا على دأبهم للمشاركة في مظاهرة بلعين الأسبوعية، رمز النضال الشعبي ضد جدار الفصل العنصري وممارسات الاحتلال، وأكدوا في كلماتهم على التاريخ الثوري المشرف لقائد الثورة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.
كما عبر المتكلمون الاجانب والإسرائيليون عن تضامنهم الكامل مع النائب بركة مؤكدين أن هذه ملاحقة سياسية ضد منتخب جمهور وقيادي.
والقى النائب الجبهوي د. عفو اغبارية كلمة قال فيها، إننا لا نأتي متضامنين إلى بلعين، لأن الانسان لا يتضامن مع ذاته، فهذه القضية قضيتنا، وهي واحدة من مآسي شعبنا، ونحن نعتبر انفسنا شركاء في هذا النضال الشعبي الذي بات رمزا لمقاومة الاحتلال ويحظى بانتباه عالمي كبير.
وحيا اغبارية وفود قوى السلام الإسرائيلية والأجنبية، التي دأبت على المشاركة الأسبوعية في هذه المسيرة النضالية الطويلة، ولكن لا بد لها أن تنتصر، كما أكد اغبارية، أن الرئيس عرفات الذي رحل شهيدا قبل خمس سنوات، ترك ارثا ثوريا، وشعلة ثورية متوهجة، وستبقى متوهجة حتى احقاق الحقوق المشروعة لشعبنا.
وقال اغبارية، إننا جئنا اليوم من الجبهة الديمقراطية، وهذا ليس الحضور الأول لنا هنا، فقد رافقنا هذا النضال منذ ايامه الأولى، ولكن حضورنا اليوم له ميزة خاصة، إذ اخترنا أن يكون ردنا على لائحة الاتهام المشرفة ضد النائب بركة، بأن نأتي إلى نفس المحاكم الذي يريدون محاكمته بسببه.
وفي كلمته، قال النائب الجبهوي د. دوف حنين، لقد جئت إلى هنا مرارا لأشارك في هذا النضال الشعبي، ولا أخفي عليكم، أنه في كل مّرة أتي إلى هناك، تثار المشاعر وأنا أرى مناضلون من قوى سلام إسرائيلية وأجنبية دأبوا على المشاركة طيلة السنوات الماضية وهم بيننا اليوم.
وتابع حنين قائلا، إن بلعين باتت رمزا للنضال الشعبي، والاحتلال يخاف كثيرا من هذا النضال، وهذا السبب الذي دفع النيابة الإسرائيلية تقدم لائحة اتهام ضد النائب بركة، وهذا سبب القمع الوحشي الذي يمارسه جنود الاحتلال اسبوعيا ضد المتظاهرين، ولكن هذا لن ينفعهم، فهم يخافون لأنهم يدركون الحقيقة، وهي أن بلعين والنضال الفلسطيني سينتصر باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وكانت الكلمة للنائب بركة، الذي استقبل بهتافات وتحيات، وقال، إن بلعين تسطر اسطورة نضالية، فهذه القرية الفلسطينية الصغيرة، وبسبب نضالها العنيد دون كلل ولا ملل، والى جانب قوى السلام الحقيقية من إسرائيل وسائر أنحاء العالم، نجحت في استقطاب العالم بأسره، وباتت اسماً شائعا من الأسماء التي تلازم المسيرة النضالية لشعبنا الفلسطيني.
وتابع بركة قائلا، إن هذا النضال الشعبي متجذر وقوي لأنه عادل، وهو ضد جدار عنصري ظالم، وضد احتلال شرس، ولهذا فهو الأقوى والمحتل هو الأضعف، وليس أمامنا أي إمكانية للتراجع عنه.
وقال بركة، إن كل أساليب الترهيب والردع التي يتبعونها لم تجد ولن تجدي، يحالون جباية ثمن من كل متظاهر ومقاوم للاحتلال، وهم يعرفون أن المحكمة التي يعدونها لي لن تكون رادعا، وإن تطلب الأمر دفع ثمن بالسجن فأنا جاهز، لأن هذا هو حالنا كشعب يناضل ضد الاحتلال، ولكن هم يعلمون أن شيئا من هذا لا يكسر شوكة النضال.
هذا وسارت مسير حاشدة انطلقت من وسط القرية، وحتى نقطة مركزية في جدار الفصل العنصري، وهتفت الهاتفات الوطنية، ضد الاحتلال، ومن بينها "معنى السلام انسحاب بالتمام"، و"ما في حل ما في حل إلا بتقليع المحتل" و"بركة قالها بالتحديد إحنا ما نهاب التهديد"، كما تقدم المسيرة شعار كبير، يتضمن صورة اعتداء جنود احتلال على النائب بركة.
هذا ومع صول المتظاهرين عند الجدار، أطلق جنود الاحتلال التهديدات بعدم الاقتراب، ولحق هذا وابل كبير من قنابل الغاز المسيل للدموع، وكما تم إطلاق دفعة واحدة من القنابل شملت 30 قنبلة غازية تم اطلاقها عبر فوهة مدفعية، وقد وقعت حالات اختناق كثيرة، مما اضطر النائب الطبيب عفو اغبارية لاسعاف أحد الشبان الذي سقط ارضا بسبب حالة الاختناق الشديدة.