إن وجدوا الجمجمة فسوف يحتفلون بها!
الشعوب ذاكرتها ضعيفة. فهي لا تذكر العظماء الذين ماتوا إلا متأخرين جداً. هل هي صحوة الضمير.. هل الشعوب لا تحب الثمار إلا إذا جفت وسقطت. فالشاعر الألماني العظيم فريدريش شيلر قد توفي من قرنين وسنتين عن 44 عاماً! وفجأة أحس بعض المؤرخين بأن هذا الفنان لم يلق ما يستحقه من حفاوة اللهم إلا تمثالا له ولصديقه الشاعر العظيم جيته في مدينة فرانكفورت على نهر الماين.. وقرروا نقل رفاته إلى مقبرة أفخم، فوجدوا مشكلة لا يعرفون لها حلا. فالشاعر شيلر لم يدفنوه إلا بعد أيام من وفاته بعد أن تحلل جثمانه تماماً. ولما دفنوه كان في مقبرة جماعية.. ولم يكن في استطاعة العلم في ذلك الوقت أن يعرف أين جمجمته بين العشرات..
ومنذ شهور حاول الفرنسيون الحفاوة ببطلتهم جان دارك (1412 ـ 1431) عذراء اللورين التي أحرقها الإنجليز بتهمة الشعوذة، مع أنها كانت تقود حركة مقاومة ضد الاحتلال البريطاني لبلادها.. ولما فتحوا المقبرة وحللوا رفاتها وجدوها مومياء فرعونية ومعها بقايا فأر؟!
كما أثبتت التحاليل الوراثية أن المومياء الفرعونية كانت للملكة حتشبسوت.. ولم نكن نعرف ذلك..
وتربطني بالشاعر الألماني ذكرى عزيزة غريبة، فأول كتاب مترجم قرأته في حياتي كانت رواية اسمها «الحب والدسيسة». ولا أدعي أنني فهمتها في ذلك الوقت. فأنا لم أكن أعرف معنى الرواية ولا الفرق بينها وبين القصة.. قرأت ولم أستوعب.. أعجبتني عبارتان، واحدة تقول: إذا باض الشيطان بيضة أفرخت بنتاً جميلة.. والثانية تقول: إن الشاب الذي يطلب مني أن أقنع ابنتي بالزواج منه لا يلهمني الثقة به..
ما الذي أعجبني؟ لماذا لا أزال أحفظها؟ ولم تكن لي تجارب لا في الحب ولا في الزواج ولا حتى كنت قد عرفت فتاة في حياتي..
أما الحل فهو أنهم سيفتحون مقبرة ابن الشاعر، ومن معرفة الأحماض الوراثية سوف يهتدون إلى جمجمته، ويومها يحتفلون بالشاعر العظيم مع قليل من الخجل والعار.. إنه انتصار العلم على التاريخ!
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد:
مجموعة تلجرام >>
t.me/alarabemergency
للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >>
bit.ly/3AG8ibK
تابع كل العرب عبر انستجرام >>
t.me/alarabemergency