- المطران عطالله حنا:
* للعروبة جناحان - المسيحية والاسلام
* الاسلام من مكونات الثقافة العربية للمسيحي العربي، كذلك هي المسيحية من المكونات الثقافية للعربي المسلم
- سميح غنادري:
* لا يحمي الوطن وأهله الا الوحدة القومية الوطنية لابنائه
* نحن في شرقنا, مسيحيون ومسلمون, بأمس الحاجة لمن يحمينا من الغرب الاستعماري الذي احتل اوطاننا وجزأها لمصلحته
* الحرب الأهلية الطائفية في لبنان والمذبحة بحق المسيحيين فيها عام 1860, على مرآى خمس دول غربية كبرى ادعت كل منها انها تحمي طائفة مسيحية ما
"كتاب "المهد العربي" للكاتب سميح غنادري كتاب غير مسبوق بموضوع بحثه وبتبيان جذور المسيحية العربية ودورها الحضاري والعلاقة مع الاسلام, ومن منطلق عروبي. هذا كتاب يشكل اضافة نوعية للمكتبة العربية والعالمية طالما انتظرناه. وأنصح كل بيت عربي, بغض النظر عن انتمائه الديني, اقتناء هذا الكتاب واعتماده لتثقيف اجيالنا الطالعة"- هذا ما قاله سيادة المطران عطالله حنا في الكلمة التي القاها في ندوة الرامة الجماهيرية يوم الجمعة الماضي في مركز حنا مويس الثقافي, بدعوة من الشباب العربي الارثودكسي ومؤسسات الطائفة.
وقد افتتح الندوة الشاب يوسف سمعان. ثم تلاه كاهن البلدة الاب جورج حنا الذي قال: "الكتاب علمي وموثق وغني بالمعلومات عن المسيحية المشرقية العربية وعن علاقة الاسلام بها وموقفه منها". ونوَه الاب جورج الى اسلوب الكتابة ولغتها السلسة مما جعله كتابا واضحا وشيقا ومفهوما للقارئ العادي, رغم كمية المعلومات العلمية الكبيرة فيه وجدية البحث الاكاديمي.
وأكد غنادري في محاضرته على أن للسيد المسيح وللمسيحية جغرافيا وتاريخ وأن فلسطين وبلاد الشام عموما مهدها. وأن المسيحية المشرقية نبتة اصيلة وأصلانية في هذا الشرق العربي منذ ولادة المسيحية, وليست زرعا غريبا ولا نتاج تصدير غربي لنا, بل "نحن الذين "صدَرناها" للغرب, والوجود العربي المسيحي ليس بعابر أو دخيل أو "اقلياتي" في الشرق العربي. وكان هدفي من هذا الكتاب نفي التغريب عن المسيحية العربية واشعار اتباعها بالغربة ونفي فرية عنف وعنصرية الاسلام بحق المسيحية".
سيادة المطران عطالله حنا
وتطرق غنادري باسهاب الى التسامح والوحدة التي ميزت اسلام النص والدين ازاء المسيحية وكيف ساهم اتباع الديانتين معا, وبوحدة وطنية وقومية, في بناء حضارة هذا الشرق. وأضاف: "عموما لم يعرف شرقنا العربي العنصرية الطائفية, وحين نُكب شرقنا بهجمة غربية اتخذت المسيحية والصليب, زورا, ستارا لها, تصدى لها مسيحيوا ومسلموا الشرق معا وسموها "حملات الفرنجة" وحاربوا معا لطرد هذا الاجنبي – الفرنجي الذي اتى لاحتلال بلادهم المشتركة. وكانت لاحفاد هؤلاء المسيحيين العرب مساهمة كبرى في بناء نهضة وثقافة وحضارة هذا الشرق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبداية القرن العشرين. وفعلوا هذا ليس على قاعدة انتمائهم الديني الانعزالي وانما على قاعدة ومن منطلق الوحدة القومية العربية والوطنية لشعبهم, بديانتيه المسيحية والاسلام.
سميح غنادري من اليمين
ثم سخر غنادري من مواقف تدعو الغرب "المسيحي" لحماية مسيحيي الشرق, قائلا: "نحن في شرقنا, مسيحيون ومسلمون, بامس الحاجة لمن يحمينا من الغرب الاستعماري الذي احتل اوطاننا وجزأها لمصلحته. ودرس الحرب الأهلية الطائفية في لبنان والمذبحة بحق المسيحيين فيها عام 1860, على مراى خمس دول غربية كبرى ادعت كل منها انها تحمي طائفة مسيحية ما, خير اثبات ان الغرب لم يقصد الا حماية مصالحه, وأنه لا يحمي الوطن واهله الا الوحدة الوطنية لابنائه".
سميح غنادري في الوسط
وتطرق لهذا الموضوع سيادة المطران عطالله حنا في معرض تعقيبه على الندوة وتلخيصها قائلا: "للعروبة جناحان, والمسيحية والاسلام جناحاها. وكل من يحاول تهميش البعد المسيحي للشرق العربي عموما وللقدس أيضا, يسئ للمسيحيين والمسلمين وللعرب عموما. فأتباع الديانتين بنوا معا هذا الشرق وحضارته, وكما ان الاسلام من مكونات الثقافة العربية للمسيحي العربي, كذلك هي المسيحية من المكونات الثقافية للعربي المسلم. وهذا الامر واضح وبارز وباسلوب شيق في الكتاب الرائع- "المهد العربي", الذي يستحق مؤلفه كل التقدير على هذا الجهد الجبار في البحث والكتابة, وشجاعة اعتماد الحقيقة فقط ومن منطلق وطني ووحدوي".
ويذكر انه حضر الندوة اكثر من 250 شخصا. وعلق منظموا الندوة ان هذا حضور جماهيري لم تشهده الرامة من قبل في اية ندوة ثقافية سابقة. اما المؤلف فذكر ان هذه هي الندوة السادسة عشر في البلاد عن الكتاب. ومن المخطط عقد 7 ندوات اضافية في شهر كانون اول الحالي, الامر الذي يعكس تعطش الناس العرب على اختلاف طوائفهم ودياناتهم لهذا الموضوع وتقبلهم للافكار التي وردت في الكتاب.