الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 22:02

ادم دغش: ابن عمي علي مات جائعا

امين بشير مراسل
نُشر: 25/08/07 19:51

اتشحت دير حنا منذ الايام الثلاث الماضية بالسواد ليطال بهذا الوشاح قرية عرابة البطوف التي ما تزال تلعق جراحها بابنيها بلال قراقرة، وعبد الحميد صح، وأبت سخنين الا بان تلتحف بذلك الوشاح الاسود الذي ادمى القلوب قبل العيون على شبان ذهبوا ضحايا لحوادث طرق قاتلة لا ترحم ولا تبقي املاً





قال الشاب آدم رتيب دغش ( 17 سنة ) من قرية دير حنا وشاهد عيان على الحادث، واحد المصابين قال: "انا كنت نائم عند وقوع الحادث الا انني سمعت صوت انفجار ونظرت الى جانبي وجدت سائق الجيب قد اصيب باصابة قاتلة، ونظرت من ورائي لاجد بركة دم ومصابين من حولي، وكنا سبعة ركاب في السيارة فما كان مني الا ان حاولت فتح الباب الا انه كان محكم، فقفزت من النافذة الى الخارج وبعدها قمت لاساعد من حولي وسط بركة كبيرة من الدم

 وسمعت الآهات والأنين من كل مكان والجميع قد رشق الدم على وجوههم ونظرت من حولي واذ بكثير من الناس من حولي

وكان المضمد جلال ابن عمي، والمضمد عادل ونقلوني من بعدها الى المستشفى وهناك علمت ان الثلاثة قد قتلوا في الحادث "

واضاف آدم ان المرحوم علي هو ابن عمه وقد كان بمثابة الاخ له وقد تميزت علاقته به فكل مكان كان يتواجد به كان الفقيد علي يرافقه وفجر يوم الحادث قال المرحوم علي له بانه تعب ولا يريد الذهاب للعمل الا انه سرعان ما غير رأيه وانضم للمجموعة وطوال الطريق وهو يتحدث مع والدته ويقول انه جائع ويريد ان يأكل وطلب من والدته بان تطهو له الرز لانه يحبها

وحول توجهاته المستقبلية قال آدم ان المرحوم كان يرغب بان ينضم لفريق كرة قدم مشهور وطلب مني ان ادير بالي على اخواته، وانا كلي امل ان اكون عند هذا الحمل والمسؤولية


ادم دغش

اما جلال خليفة المضمد في نجمة داوود الحمراء وقريب المرحوم علي قال:" بانه كان في ذلك اليوم في عطلة وقد وصله النبأ عبر البلاغ من جهاز الاستقبال فتوجه على الفور ليجد ان المصابين والقتلى هم من اقربائه وجيرانه فاجهش بالبكاء، وقدم المساعدة قدر الامكان للمصابين"


وحول وضع المصابين قال ان ام المرحوم علي قد اصيبت بخدوش بسيطة وقد غادرت المستشفى اما ام المصاب آدم فقد اصيبت باصابات متوسطة بحيث لديها كسور في عدد من الاضلاع بالقفص الصدري والحوض ونزيف داخلي تم السيطرة عليهـ واصابة بالغة في الطحال ووضعها مستقر والحمد لله

واكد خليفة ان هذا الحادث قد احدث لديه صدمة قوية وهو الافظع مما شاهده في حياته، وشكر الاهالي الذين حضروا من المدن والقرى العربية لمواساة العائلات الثكلى


جلال خليفه

اما عوني حمود زوج المرحومة سعاد حمود فقال: " رحمها الله كانت نعم الام ونعم الزوجة الصالحة التي سهرت الليالي وواصلت الليل بالنهار من اجل ان تلبي احتياجات العائلة ولم تقصر يوماً من الايام ونحن منذ يومين في دوامة وبالرغم من اننا مؤمنون بالله وبالقضاء والقدر الا ان هول الفاجئة جاء كبيراً ومأساوياً ومن الصعب تحمله

ولذلك فاننا نسأل الله باستمرار ان يلهمنا الصبر ويمكننا من تخطي هذة الايام العصيبة بيسر، وان فاجعتنا بام اولادي الخمسة هي فاجعة كبيرة ولا يمكنني نسيانها بسهولة "

واضاف عوني حمود ان زوجتي الكل يعرفها ويحب ان يسمع كلامه الحلو لانه نابع من طيبة وحنية وبساطة وقد امتازت بخواطرها ونكاتها المضحكة


صورة من الحادث

وقد كان همها ان ترى الابناء ناجحون في دراستهم وحياتهم المستقبلية لدرجة انها قد اسمت ابنتنا الصغيرة بالدكتورة منذ الصغر بهدف ان تعلمها موضوع الطب واليوم بعد وفاتهاـ كلي امل ان استمر بذلك المشروع وان اقوم بمساعدة الابن الكبير وتزويجه كما هي رغبت بذلك


وطالب عوني حمود بان يكف السياسيين عن الاستمرار بسياسة التمييز العنصري بحق المواطنين العرب وان يمنحوا العرب كباقي الاقليات في الدولة وعلى رأس ذلك توسعة الشوارع والتي تحصد الحوادث عليها ارواح شبابنا بشكل يومي



اما مالك حمود خال المرحوم علي فقال انه من الصعب التحث عن المرحوم علي ابن اختي الذي كان كما الوردة المفتحة وصاحب الآمال الكبيرة بمستقبل زاهر فها هو الموت يقطف شبابه ونحن لا نقول الا ما يرضي ربنا

وتحدث صمود عوني حمود ابن الفقيدة سعاد حمود قال:" كانت امي هم الام والاخ والصديق وكانت تعرف كل المي وآمالي وكل اسراري تعرفها لانها على يقين باني صادق معها وقد تحدثت لي ليلة الحادث وقالت منذ سبع سنوات لم نفرح واريد لك الزواج عن قريب ومن طرفي قلت لها انشالله، اما محمد درويش خطيب فقد شهد كل من تواجد في بيت العزاء بانه انسان فيه الخير وقد جد واجتهد بتربية الابناء وقد عرفه الجميع بانه من الاشخاص المحسنين وطالب الغفران من الله



مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.79
GBP
330244.88
BTC
0.52
CNY
.