جرى يوم الثلاثاء الماضي، بمبادرة المكتبة العامة في مجلس محلي يافة الناصرة ومؤسسة توفيق زياد للثقافة الوطنية للإبداع، أمسية مميزة إحياء لذكرى لفنان الفلسطيني الكبير، ناجي العلي في الذكري العشرين لاستشهاده، وذلك في إطار برنامج "ضيف البلد"
وبالتزامن مع الأمسية أقيم معرض في قاعة المجلس المحلي، يحوي عدد كبير من اللوحات والرسومات الكاريكاتيرية وكذلك صور للفنان الكبير في مناسبات مختلفة، ويستمر المعرض مفتوحاً أمام الزائرين لثلاثة أيام
افتتح اللقاء علي علي الصالح مدير المكتبة العامة في يافة الناصرة، فرحب بالحضور وقال: "ليس صدفة انه ولد في قرية اسمها السجرة وليس صدفة أنه مات واقفا كالشجرة فالأشجار تموت واقفة
إنه يحدثكم عن حنظله ابن الـ 10 سنوات وهو العمر الذي نزح به ناجي العلي من قريته إلى رحلته التي لم تنته بعد، حيث يبدو حنظله في لوحات ناجي العلي مرة بصفة طفل أو صعلوك أو عربي يراقب ما يحدث، رث الثياب، حافي القدمين، ضئيل القامة ويبدو رأسه كالشمس دليلا على بزوغ فجر الحرية أو قنفذا يستخدم شوكه كسلاح"
وتحدث أديب أبو رحمون رئيس مؤسسة توفيق زياد فقال: "شهر تموز بالنسبة للأجيال العربية التي ولدت في أواسط الأربعينات، وما قبل، هو شهر الثورات، ففي 23 تموز 1952 انتصرت الثورة المصرية بقيادة الضباط الأحرار وبرعاية القائد الخالد جمال عبد الناصر, وفي 14 تموز 1958 انتصرت الثورة العراقية، متأثرة بثورة مصر, واستمر المد الثوري لسنوات قليلة، حيث تحولت الثورات، للأسف، إلى نكسات تلاحقنا حتى اليوم
وأضاف أبو رحمون: "شهر تموز، هذا الشهر الحار، هو شهر اكتوينا بناره امن جهة أخرى، حيث استشهد فيه وفقدنا عددا من مثقفينا الوطنيين البارزين في الحركة الوطنية الثقافية الفلسطينية، وهم: عبد الرحيم محمود، غسان كنفاني، توفيق زياد وإسماعيل شموط، واسمحوا لي أن نحيى ذكراهم في هذه الأمسية المكرسة لإحياء ذكرى الشهيد الفنان ناجي العلي، الذي امتدت يد الغدر لتغتاله أيضاً، في شهر تموز (يوم 22 تموز 1987), وصارع الموت حتى صرعه يوم 28/8/2007"
ثم قدم الفنان زاهد حرش استعراضاً عميقًا وموسعًا لأعمال الفنان ناجي العلي، وقال إن لوحات ناجي العلي بعد عشرين عامًا على وفاته ما زالت تحمل قيمة آنية، وكأنها رسمت لتعالج مشاكل اليوم، وهذا الأمر هو ما يميز ناجي العلي وهو استشفافه للمستقبل من خلال الصدق اللامتناهي مع إبداعه وفنه
وقال زاهد حرش إن أعمال الفنان الشهيد هي لوحات فنية، وليست مجرد كاريكاتير، ففيها كل مواصفات العمل الفني الرفيع، وقال حرش، عن لوحات ناجي العلي، وبدون مبالغات فنية، تظهر الفلسطيني الطيب، وتظهر الرجعية البغيضة، وهذه الرسومات تدل على قدرته الفنية العالية
وفي بداية الاحتفال قرأت سيرين علي الصالح قطعة أدبية كتبها الفنان ناجي العلي عن حياته وما يؤمن به
وبرز من بين الحضور النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الدمقراطية للسلام والمساواة، والكاتب الصحفي حماد فراعنة، عضو البرلمان الأردني السابق