الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:02

مقارعة ساخنة بين التجمع والجبهة حول زيارة النائب بركة لاوشفيتس

كل العرب-الناصرة
نُشر: 14/01/10 08:33,  حُتلن: 13:05

* واصل طه يرد على النائب محمد بركة حول زيارة اوشفيتس ضمن وفد اسرائيلي رسمي :

- " ليس من الضروري أن أقتل ستة ملايين لأصبح قاتلاً "المؤرخ توينبي"

- بركة ينسى أو يتناسى أنه جزء من وفد يمثل قادة أحزاب ارتكبوا المجازر بحق شعبنا

- التبريرات التي تقال في هذا السياق، هي قبيحة بل ومساوية لعملية الاشتراك نفسها

- كنت أتفهم النائب بركة لو قام بزيارة أوشفيتس ضمن وفد شيوعي عالمي أوعربي فلسطيني

-  كيف ومع من يا بركة تشارك! مع وفد برلماني مكوّن من أحزاب صهيونية أوغل قادتها في ارتكاب المجازر ضد أبناء شعبنا منذ 1948 

 
-  لماذا نصنع من أنفسنا موضع سخرية وورقة توت نغطي بها عورة قتلة أبناء شعبنا وصانعي نكبتنا..؟؟؟؟

-  ما زالت دماء أطفال غزة ومدنييها تنزف فوق كثباتها ورمالها وتحت ركام بيوتها التي تعرضت لنيران هؤلاء الحكام !!

* تعقيب سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أيمن عودة على واصل طه :

- واصل طه يخرج عن حدود اللياقة والمتعارف عليه في التعامل بين الاحزاب

-  موقفنا المبدئي الواضح والتاريخي من العنصرية واضح وواحد لا يتجزأ

- لم نتفاجأ إطلاقا بالهجوم العلني غير المباشر والمباشر الذي شنته الماكنة الإعلامية التابعة لحزب التجمع

- يؤسفنا أن يلتقي من اختاروا لغة التهجم والاسفاف من ابناء شعبنا مع هذه القوى في هجومهم على النائب بركة

-  أننا معنيون بنقاش ثري يحترم عقل الناس، والاحترام المتبادل، في هذه القضية أيضا ولا بإثارة النعرات والخلافات التي تؤدي فقط إلى اشتعال الحلبة الداخلية

- نعي حقيقة الأزمة الداخلية التي يعيشها التجمع، وبطبيعة الحال لا شأن لنا بها، إلا أنه كما يبدو فإن السباق بين شخصيات التجمع بدأ تصديره إلى الخارج

وصل لموقع العرب المقال التالي للنائب السابق واصل طه رئيس التجمع الوطني الديمقراطي ردا ومعاتبة للنائب محمد بركة عن الجبهة الديمقراطية حول مشاركته هذا العام في مسيرة أوشفيتس ضمن وفد برلماني اسرائيلي.
ويكتب واصل طه في مقاله: " اعتادت أذرع الحركة الصهيونية بتشكيلاتها المختلفة أن تقيم الندوات والفعاليات والمسيرات في ذكرى المحرقة أو كما أطلقوا عليها "مسيرة أوشفتس" ، وذلك بغرض إعادة تثبيت رسالتين: الأولى موجهة للعالم الخارجي لتذكيرهم أن اليهود كانوا ضحية وما زالوا الضحية، وذلك لاستدرار عطفهم وتعاطفهم مع دولة إسرائيل وغض النظر عن جرائمها، والثانية تثقيفية وموجهة أساسا للداخل لتجذير عقدة المطاردة وتعميقها في نفوس الأجيال الشابة".
وأضاف واصل طه:"غير أنه بعد أن توطدت أركانها واستكان الأمر لدولة إسرائيل بدأنا نسمع أصواتا من داخل المجتمع اليهودي، وخاصة تلك الأوساط التي أفلتت من قبضة العنصرية الصهيونية المطلقة وتبنوا رؤية أكثر عقلانية, ترى في هذه المسيرات قيودا عبودية لماض استنكرته الإنسانية جمعاء، سواء أكان ذلك موجها ضد اليهود أو سواهم من ضحايا النازية, وأن تكرارها المزمن يخفي وراءه غايات مدروسة تزيد من عنصرية الإسرائيليين، وتستفيد منها قوى اليمين، وتترجم لدى هذه المجموعات بالمزيد من كراهية الآخر كما عللت ذلك الوزيرة السابقة شولاميت ألوني والتي عارضت هذه المسيرات ورفضت الاشتراك فيها لهذه الأسباب تحديدا. وبالتوازي مع هذه الرؤية, فقد تطرق من كان رئيس الوكالة اليهودية "ابرهام بورغ" في كتابه "للانتصار على هتلر" إلى هاجس هتلر الذي ما زال يطارد اليهود بقوله: " أنه يجب أن نهزم هتلر من داخلنا أولاً، حتى تفتح أبواب السلام مع الفلسطينيين والعرب, وكذلك من أجل الانطلاق نحو غدٍ سعيد بعيد عن هذه الهواجس التي ما زالت تسيطر على نفوس اليهود الإسرائيليين، وتسيطر على تفكيرهم وحياتهم".


النائب السابق واصل طه

وتطرق واصل طه الى النائب محمد بركة بقوله:"أما المفاجأة الجديدة التي فجرها النائب محمد بركة بإعلانه أنه سيشارك هذا العام في مسيرة أوشفيتس, فقد جاءت صادمة لقطاع كبير في مجتمعنا ومحرجة للتيار الذي يمثله, خاصة وانه لا يكف, على الأقل لفظيا, عن مزاحمة التيار الوطني في خطابه السياسي. كيف ومع من!! مع وفد برلماني مكوّن من أحزاب صهيونية أوغل قادتها في ارتكاب المجازر ضد أبناء شعبنا منذ 1948 وعلى رأسها مجزرة دير ياسين وغيرها، والتي ما زالت صيحات شهدائها وأولهم الشهيدة المناضلة "حلوة زيدان" – تخترق مؤسسة "ياد وشيم" المقامة أصلا على أرض دير ياسين. نعم إنها مفارقة أن تبنى هذه المؤسسة هناك، لتبقى تذكر اليهود بما حصل لهم في أوشفتس وغيرها، وكذلك تذكرنا بدير ياسين الشهيدة رمزا للنكبة التي نفذها أولاد الناجين من الوحش النازي، وكأنما يد العادل جعلتهم يختارون ذات المكان لتنبيه, من نسي منا, بضحايا شعبنا وبنكبته المستمرة والتي كانت "محرقة غزة", كما أسماها "متان فالنائي" نائب وزير الدفاع, حلقة من حلقاتها".
وواصل طه في الهجوم على بركة قائلا:"إن اشتراك النائب محمد بركة لأمر مستهجن خاصة أن أولئك الذين ينضم ليتضامن معهم، يعملون بشتى الوسائل لمنع إحياء ذكرى نكبتنا، ويعتبرون إحياء النكبة في صفورية وغيرها عمل يجب أن يمنع!! إن لم يكن بالقانون فبالقوة!
وفي هذا المقام أستذكر ما قاله توينبي المؤرخ الإنجليزي المشهور في مناظرته مع " يعقوب هرتسوغ" سفير إسرائيل في كندا ، (كانون الثاني 1961): "إن ما نكرهه فيما فعله النازيون "الألمان" هو أن جرائمهم كانت تدرس وتخطط سابقًا.. ثم يجري تنفيذها بدم بارد، وقسوة شنيعة، وهدف لعين، وأنا موقن أن جميع هذه الصفات تنطبق على المذابح الثانية (يعني ما قامت به المنظمات الصهيونية) التي لا تعدل المذابح الأولى من حيث الأرقام، وإن كانت في نوعيتها تعدل كل ما فعله النازيون".
وأضاف أرنولد توينبي: "لا يمكن الدفاع عن معاملة اليهود لعرب فلسطين، كما لا يمكن الدفاع عن قتل النازيين لليهود، ولا زال ثابتًا أن القوات الإسرائيلية النظامية قتلت المدنيين العرب بلا مبالاة، وعن قصد. أن اقتل فهو القتل إذ يكفي أن أقتل رجلاً واحدًا لأصبح قاتلاً، وليس من الضروري أن أقتل ستة ملايين أو حتى ألفًا لأصبح قاتلاً".
وتابع واصل طه:"كنت أتفهم النائب بركة لو قام بزيارة أوشفيتس ضمن وفد شيوعي عالمي أوعربي فلسطيني، ليبعث برسالة يبين فيها حجم مأساتنا، ولكنه ينسى أو يتناسى أنه جزء من وفد يمثل قادة أحزاب ارتكبوا المجازر بحق شعبنا حيث ما زالت دماء أطفال غزة ومدنييها تنزف فوق كثباتها ورمالها وتحت ركام بيوتها التي تعرضت لنيران هؤلاء الحكام !!.
أما التبريرات التي تقال في هذا السياق، فهي قبيحة بل ومساوية لعملية الاشتراك نفسها، فقد رفضت قيادة "راكاح" التاريخية الاشتراك في هذه المسيرات, معتبرين ذلك يمس بمبادئ وشعارات شكلت قناعتها في تلك المرحلة, فأقامت لوحدها "مهرجانات النصر على النازية" في الغابة الحمراء, وبذاك تميزت بمواقفها تلك عن اليسار الصهيوني عندها, فما معنى إذن اشتراكك, أيها النائب الكريم يا ابن صفورية, في مثل هكذا مسيرات!!؟
إن رفضنا, نحن أبناء فلسطين, للمجازر النازية هو قاطع ولا يحتاج إلى شهادة حسن سلوك من أحد, بل هم من بحاجة لذلك منا, فعلام نصنع من أنفسنا موضع سخرية وورقة توت نغطي بها عورة قتلة أبناء شعبنا وصانعي نكبتنا..؟؟؟؟


النائب محمد بركة

عودة: واصل طه يخرج عن حدود اللياقة والمتعارف عليه في التعامل بين الاحزاب
في ما يلي تعقيب سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أيمن عودة ردا على مقال واصل طه، وجاء فيه:
وصلنا مقال رئيس حزب التجمع واصل طه، الذي تضمن عبارات نابية خارجة عن اللياقة والمتعارف عليه بين الأحزاب في هجومه على النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ولهذا نوضح ما يلي:
1- من الواضح أنه كان لدى النائب بركة منذ البداية علم بأن قضية مشاركته في الوفد البرلماني لأحياء اليوم العالمي للمحرقة في معسكر أوشفيتس سيثير نقاشا في اطار الخلاف الذي يمكن حصره في إطار حرية الاجتهاد المبني على الاحترام المتبادل، ليس فقط بين القوى السياسية المختلفة، وإنما حتى في داخل صفوف الجبهة والحزب الشيوعي، وإننا نشير بإيجاب إلى أن ما توخيناه من الغالبية الساحقة من القوى السياسية، هو الحاصل، إذ أن الإطار بقي في إطار اللياقة والاحترام.
2- لم نتفاجأ إطلاقا بالهجوم العلني غير المباشر والمباشر الذي شنته الماكنة الإعلامية التابعة لحزب التجمع، بما فيها نشر خبر انتقائي مشوه للحقيقة، وحتى مشوّه لمصدره العبري، والعمل بشكل مكثف لنشر هذا التزييف، وطبعا ما لحق هذا من مقالين، حتى الآن، في موقعهم عرب 48، والثاني منهما كان لواصل طه.
3- إننا نعي حقيقة الأزمة الداخلية التي يعيشها التجمع، وبطبيعة الحال لا شأن لنا بها، إلا أنه كما يبدو فإن السباق بين شخصيات التجمع بدأ تصديره إلى الخارج والبحث عن أزمات خارجية لغض النظر عما يجري في داخل الحزب.
4- في الحقيقة وكمن عرفنا واصل طه على مدى سنوات، وأسلوبه المختلف سابقا في التعاطي مع القوى السياسية المختلفة، فقد لفت نظرنا سعيه الظاهر في الأشهر الأخيرة لتصعيد اللهجة في أكثر من مرّة، حتى أنه نشر في شهر أيلول الماضي مقالا يهاجم فيه موقف الجبهة الداعي والمبادر للإضراب العام في ذكرى "يوم القدس والأقصى"، رغم انهم وافقوا في لجنة المتابعة على اقتراح الجبهة، وكما يبدو فإن هذا التصعيد متعلقا أيضا بوضعية طه الحزبية، التي لا شأن لنا بها.
5- موقفنا المبدئي الواضح والتاريخي من العنصرية واضح وواحد لا يتجزأ، بما فيها العنصرية التي انتهجت في الماضي ضد من يرتكب الجرائم ضد شعبنا اليوم.
6- بطبيعة الحال لم نتفاجأ من هجوم أوساط متطرفة في أوساط اليمين المتطرف في إسرائيل، التي أحرجها موقفنا الانساني، ولكن ما يؤسفنا أن يلتقي من اختاروا لغة التهجم والاسفاف من ابناء شعبنا مع هذه القوى في هجومهم على النائب بركة.
7- نؤكد ختاما، أننا معنيون بنقاش ثري يحترم عقل الناس، والاحترام المتبادل، في هذه القضية أيضا ولا بإثارة النعرات والخلافات التي تؤدي فقط إلى اشتعال الحلبة الداخلية، وحجب النظر عن معاركنا الأساسية، ولهذا فإننا ندعو العقلاء في التجمع إلى الانتباه لخطورة ما يجري عندهم، ولجم المتهورين الذين يريدون السعي لإشعال خلافات جانبية لا مكان لها في ظل معركتنا الشاملة، من أجل الحياة الكريمة والصمود والبقاء في الوطن الذي لا وطن لنا سواه.

مقالات متعلقة

.