الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

أحمد صرصور: وأخيرًا نطقت الأحذية قصة لكاتب فلسطيني متمرد وثائر

كل العرب
نُشر: 16/01/10 11:36,  حُتلن: 08:00

صلاة الجمعه، نعم

وعلى أبواب ألمساجد هنالك تحتشد ألاف ألأزواج من ألأحذية ، أحذية ألمصلين التي تخلع من ارجلهم وتترك في مداخل المساجد

وكعادتي عندما تكون أقوال ألخطيب مملة وصراخاته رنانة خاوية ترسل ذهني الى عالم ألغيبوبة والسرحان فتقفل ألأذان أمام صوت ألخطيب ألنعسان لتفتح أبواب الخيال وهذه المرة سرح حيث تحتشد ألنعال


منظر جميل ، احذية , أشكال وألوان , وأحجام ، منها ألجديد والمجدد، ألأبيض والأسود، ألمفروط والمقدد، ومنها بألأنقراض مهدد

ذريتها تتكاثر وتزداد , فالأب بصطار , والزوجة جزمه ,أطفالهم شبشب وحفايه, وخالتهم مشايه, حازت على كل ألالوان , بيضاء، سوداء، حمراء ، غبراء


هاهي افترشت الارض كالجراد , واعتلت الرفوف كراكبي الجياد , وكل حسب قيمة صاحبها من الاسياد

فهذه اشتريت في الاعياد , وتلك سار صاحبها في طريق الفساد , ومنها من قطع صحراء وواد , واجتيزت بها بلاد وغيرها مخصص للجنود والقواد


استطاع خيالي أن يشعر بما يدور في هذه الاجتماعات الشعبيه

الغير عاديه

فبادىء ذي بدء , لاحظت أن الاحذيه مخلوقات بعضها لبعض

لا تسير الا ازواج , وتنام ازواج , موحدة المكياج

فإذا شاءت الاقدار , واهترأت احداهما , فالثانيه تختفي عن الانظار

لكل منها مالك , يسير بها في المسالك , وان تراها ساكنه , ففي هذه الاجتماعات لم تعد كذلك

تروح

تغدوا

تتحرك

تتكلم

تتاوه

تتعجب

يحركها خيالي كما يريد , يديرها فكري من بعيد


إني أرى الشباب من البصاطير , تبصبص نحو احذيه الفتيات

حيث الدلوعه ,الشخلوعه ام كعب قصير

فالوصول اليها في المساجد عسير

وفقط في الحفلات الماجنه يكون يسير

أكثر ما يعجبني , تلك المتعجرفه , صاحبه الكعب العالي , التي تظهر في الليالي , تتباهى بلونها الزاهي , وسعرها الغالي , افنت حياتها في الملاهي، حيث الرقص والمجون، يتمتاها كل وحيد وزبون، تزوغ من النظر اليها العيون، يهيم بها عاقل ومجنون، وخاصة البصطار الملعون، إنه فلاح يصرخ بأعلى صوته كلام غير مباح ، أين الخمره أين الأقداح ؟ أين الشباشب الملاح ؟

يبحث عنها الغني والفقير

فكم هي جميله تحت التنانير

الطويل منها والقصير

والبوت جالس حيران ، فهو حقيقه لا يعرف العنصريه، ولكنه يلعن اليوم الذي ولد فيه صناعه صهيونية 

كم أراد إن يكون صناعه إيطاليه أو حتى صينيه

فقط ليست إسرائيلية


عالم كله انبساط رغم انه يعيش في انحطاط

يعتب علينا في بعض الاحيان , عندما نقول احدنا للآخر, اقبل قندرتك يا انسان , لبّي لي الطلب الفلان

فهذا اللفظ الصريح , للنعال غير مريح , لانها لا تريد إن ينعت بعضنا البعض "يا قندره ", فهذه ضربة لها في العنترة

وتعتز بقول الشابي
شعب اذا ضرب الحذاء بوجهه

 صرخ الحذاء باي ذنب اضرب

فيا معشر البشر : نحن نحملكم بالمشي والسفر , نحمي ارجلكم من كل خطر

فإذا اراد احدكم قتل حشره او صرصار

اوحتى فار

يدعس عليه بالبصطار

واذا ضرب احدكم ابنه شلوط

قام باستعمال ساقه الممغوط , وضربه بنعله المضغوط

فلا ترى من المسكين الا السكوت

وحتى عندما تموت

لا جنازه لها ولا تابوت

فانظر ايها الانسان في الحال والتو ألان

الى حذائك المهان واطلب منه الصفح والاستئذان


وفجاة فتحت ابواب الاذان ,على صوت الآذان يقيم الصلاة

فاغلقت ابواب الخيال , لأسأ ل جاري هل انتهت الخطبه يا خال

فهز راسه بايماء

فسالته عن موضوع الخطبه , وما جاء بها من اقوال

فقال : يا مشغول الفكر والبال , عن الوحدة العربية


* هذه القصه من نسج الخيال واذا حدث تشابه قي الاسماء او الاحداث انما هو من محض الصدفه

"

ولمن لم يفهمها"فهذه القصه تدعو الى الوحده

إذ إن النعال موحده بدون دستور ولا قانون فهل رايتم يوما إن فردة حذاء نامت امام باب والثانيه امام باب آخر

او فرده لونها ابيض والثانيه اسود او واحده قيطان والثانيه سكوتش

عكس الامه العربية فنحن نملك سيد الانبياء"صلعم"وقرآن كريم

وخطب ودروس دينية يومية

حركات بلا نهايه

ولا يغتب بعضكم بعضا ولا تجسسوا واعتصموا وو

وكان الكلام موجه للجيران

نخرج من المساجد بدون فائدة وللاسف الشديد , الاحذية استوعبت الموضوع اكثر منا

كلي أسف على ضياع هذه الامة وارجو المعذرة اذ انجرف قلمي امام طوفان غضبي

مقالات متعلقة

.