الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 04:01

موسى حصادية: قرار النائب محمد بركة كان صائبا والنكبة ولدت من رحم المحرقة النازية

بقلم: موسى حصادية
نُشر: 16/01/10 13:27,  حُتلن: 13:43

- موسى حصادية في مقاله:

* الهتلرية كانت قد صنفت اليهود في اسفل درجة في سلم التصنيف العرقي النازي البائس والحقير

* بركة لا يحتاج لمن يدافع عن مواقفه السياسية والنضالية المعروفة والمواظبة بل والسباقة ضد العدوان الإسرائيلي

* الشعب الفلسطيني المنكوب ضحية أخرى ثانية وامتداداً لضحايا المحرقة، وكما يصف شاعرنا الكبير محمود درويش هذه الحالة"ضحية قتلت ضحيتها"!

* المحرقة أنتجتها أوروبا النازية بقيادة ألمانيا الهتلرية وكانت نتيجة مباشرة لقيام دولة إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني، وهذا يعني ان النكبة الفلسطينية ولدت من رحم المحرقة ونتيجة ثانية لها

* علينا التضامن مع ضحايا المحرقة والتعرف على ما حدث عن كثب والشعور بألم الآخر، ومن جهة أخرى أن لا نسمح بتفسير تعاطفنا وتفهمنا وكأنه تفهم لممارسات الحكومات الإسرائيلية ضدنا وضد شعبنا، وأن يستغل هذا التعاطف كغطاء لهذه الممارسات الإجرامية!

قرار النائب محمد بركة كان صائبا في مشاركته بوفد لزيارة أحد معسكرات النازية والذي تمت فيه أكبر عملية إبادة جماعية على مر التاريخ، في معتقل أوشفيتس وغيره من المعتقلات النازية حيث أبيد ملايين البشر من قوميات كثيرة ولكن ملايين اليهود أبيدوا فقط لكونهم يهوداً وهذه حقيقة تاريخية ، إذ ان الهتلرية كانت قد صنفت اليهود في اسفل درجة في سلم التصنيف العرقي النازي البائس والحقير، طبعا لم يكن وضع العرب أفضل لأنهم من الجنس السامي الذي وضع كله في أسفل الدرجات،أما الزنوج الأفارقة فلم تعترف النازية أصلا ببشريتهم .

ألمانيا الهتلرية
المحرقة أنتجتها أوروبا النازية بقيادة ألمانيا الهتلرية وكانت نتيجة مباشرة لقيام دولة إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني،وهذا يعني ان النكبة الفلسطينية ولدت من رحم المحرقة ونتيجة ثانية لها.
فبعد نهاية العالمية الثانية وانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية عوضت أوروبا والعالم اليهود بدعمهم في إقامة كيان مستقل لهم وكانت النتيجة تشريد معظم أبناء الشعب الفلسيطني وثمنا باهظا دفعه وما زال يدفعه حتى يومنا هذا! وبهذا يكون الشعب الفلسطيني المنكوب ضحية أخرى ثانية وامتداداً لضحايا المحرقة، وكما يصف شاعرنا الكبير محمود درويش هذه الحالة"ضحية قتلت ضحيتها"!


موسى حصادية

مئات آلاف الضحايا
فقد تشرد الفلسطينيون بملايينهم وما زالوا متشردين وفقدوا قراهم ومدنهم وأراضيهم ولم تنته معاناتهم حتى اليوم ودفعوا مئات آلاف الضحايا ومعهم العرب وما زالوا يدفعون الشهداء ويفقدون المزيد من الأرض ويعانون الحصار والتنكيل وكل هذا نتيجة لإسقاطات المحرقة النازية على التاريخ الأوروبي واليهودي، فالأوربيون الذين شعروا بتأنيب ضمير فادح إزاء اليهود ما زالوا يتعاطفون بمعظمهم وحتى بشكل أعمى مع الحكومات الإسرائيلية التي استغلت وللأسف هذه الكارثة أسوأ استغلال سياسي وأيديولوجي لتبرير جرائمها ضد العرب.

نمشي بين النقاط
والحقيقة أننا كفلسطينيين نمشي بين النقاط فمن جهة يملي ضميرنا الإنساني علينا التضامن مع ضحايا المحرقة والتعرف على ما حدث عن كثب والشعور بألم الآخر، ومن جهة أخرى أن لا نسمح بتفسير تعاطفنا وتفهمنا وكأنه تفهم لممارسات الحكومات الإسرائيلية ضدنا وضد شعبنا، وأن يستغل هذا التعاطف كغطاء لهذه الممارسات الإجرامية!

بركة كان واضحا
النائب محمد بركة كان واضحا في قراره، فمن جهة وافق على المشاركة في الحدث المركزي وهو مسيرة إحياء ذكرى ضحايا المحرقة داخل معسكر أوشفيتس وفي الوقت ذاته أعلم رئيس الكنيست بأنه لن يشترك في محاضرات ولقاءات تعقد على هامش الحدث المركزي تجيّر وتوظف الكارثة في خدمة سياسة حكام إسرائيل العدوانية بل المتمادية والموغلة في عدوانيتها تجاه الفلسطينيين والعرب!


النائب محمد بركة

الإعتراف بالنكبة الفلسطينية
المعادلة واضحة والنائب محمد بركة الذي كانت قريته صفورية المهجرة نموذجا لنكبة شعبنا لا يحتاج لمن يدافع عن مواقفه السياسية والنضالية المعروفة والمواظبة بل والسباقة ضد العدوان الإسرائيلي على شعبنا في الماضي والحاضر،ونرى أن مشاركته تأتي في إطار نضاله لأجل إحقاق حقوق الشعب الفلسطنيي!فنحن نتألم لآلام الآخر ولا ننكرها ونسعى في الوقت ذاته لنقل معاناتنا وآلام شعبنا ونكبتنا للآخر ونطالب الشعب اليهودي بتفهمها والعمل على وضع حد لها وأن يصل إلى النتيجة المنطقية بأنه كضحية مطالب أكثر من غيره بتفهم ما حصل ويحصل لشعبنا والإعتراف بالنكبة الفلسطينية!

دولتان لشعبين
لقد رضي معظم أبناء الشعب الفلسطيني بخيار الدولتين للشعبين، وتنازل شعبنا عن المطالبة بالعدالة المطلقة وبالحق التاريخي كل هذا ليتوصل الى الصلح والسلام، ورضي شعبنا بإقامة دولته على مساحة 20% فقط من مساحة فلسطين التاريخية وهي المناطق التي احتلت عام 1967 وهذا يشمل القدس العربية بطبيعة الحال،وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بشكل عادل بما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية تنفيذا لحق العودة والقرار الأممي 194، لقد بدأ العالم يتفهم حق شعبنا وهناك حراك اوروبي في هذا الإتجاه وعلى حكومات اسرائيل أن تجنح للسلم بدلا من إعادة استنساخ الضحية التي كانت يهودية في حقبة تاريخية ما لتظهر في صورة العربي الفلسطيني، نعم ولأننا بشر ومن البشر نتألم لآلآم الآخرين ونتفهم ما حل بهم على أيدي العنصرية والنازية والفاشية وهذا يقربنا أكثر من قضيتنا ويجعلنا ملتصقين أكثر بحق شعبنا بالسلام والأمن، تفهمنا لمعاناة الآخر يجعلنا نواجه أعداء السلام بعيون مفتوحة، فنحن لا نضمر شراً لأحد ولا نحلم بإبادة، كل مانطلبه هو التوصل إلى مصالحة تاريخية وأوروبا منتجة النازية مطالبة أكثر من غيرها بإنصاف شعبنا "ضحية ضحيتهم"والشعب اليهودي مطالب أكثر من غيره بأن لا يثأر لما أصابه على ايدي النازيين من الفلسيطنيين، ومن خلال تفهمنا للكارثة التي حلت باليهود نطالب حكام اسرائيل وأوروبا وامريكا والعالم بوضع حد لمعاناة شعبنا الذي دفع ما يكفي من ثمن نتيجة لسياسات لم يكن له فيها ناقة ولا بعير.

مقالات متعلقة

.