- خالد منصور:
* المس كل يوم ان حريات شعبنا وحقوقه وكافة مكتسباته الديمقراطية التي حققها بنضال عنيد استغرق اعوام
* حماس ستصبح في وضع تضطر فيه الى الجلوس مباشرة مع الرئيس، وتبحث معه جديا في سبل انهاء الانقسام
* الانقسام لم يعد يهدد مشروعنا الوطني التحرري بخطر التصفية .. بل انه الحق اشد الضرر بمشروعنا وترك اثارا ستؤخر حتما لحظة خلاصنا وتحررنا من الاحتلال
لانني اختنق كل يوم ويقتلني الالم مع اطلالة كل صباح لا يحمل لي خبرا طال انتظاري له يعلن عن توقيع اتفاق مصالحة وينهي حالة الانقسام التي ادمت جسدنا وارهقته واساءت لسمعتنا في كل بقاع الارض وسمحت لعدونا ان يتمادى اكثر في عدوانه ويتخذها ذريعة امام العالم للفكاك من اي ضغوط دولية تطالبه بالشروع بمفاوضات جدية مع الفلسطينيين..
ولان الانقسام لم يعد يهدد مشروعنا الوطني التحرري بخطر التصفية .. بل انه الحق اشد الضرر بمشروعنا وترك اثارا ستؤخر حتما لحظة خلاصنا وتحررنا من الاحتلال.. ولان نسيجنا المجتمعي اخذ بالتفكك اكثر فاكثر وتحتقن القلوب والصدور وتتمزق العائلات والمؤسسات ويتراجع العمل العام.
لانني ومثلي كل ابناء شعبي لم استوعب ان يطول امد الانقسام الى هذا الحد وبدلا من العمل على انهائه يسعى البعض ويبذل جهودا محمومة من اجل تابيده وجعله امرا واقعا مطلوب الاعتراف به تحقيقا لمصالحه الفئوية والانانية الضيقة وخدمة لاهداف تخدم مصالح معسكرات اقليمية حولت قضيتنا الى ورقة يجري استخدامها في لعبة المصالح الاقليمية..
ولانني المس كل يوم ان حريات شعبنا وحقوقه وكافة مكتسباته الديمقراطية التي حققها بنضال عنيد استغرق اعوام.. ان هذه الحقوق تداس احيانا وتنتهك على ايدي اجهزة الامن التي تنفذ قرارات المراجع السياسية فتغلق المؤسسات وتصادر ممتلكاتها وتحل هيئات ادارية ومجالس.. وتمتلئ سجوننا الفلسطينية بمعتقلين لم يكونوا ليدخلوا السجون لولا حالة الانقسام..
لانني ارى كم نحن بأمس الحاجة الى الوحدة وتنظيم الصفوف لنواجه اخطر التحديات التي تفرضها علينا دولة الاحتلال من تسعير لسياسة مصادرة الاراضي وتهويدها ومن تطهير عرقي حميم يجري تنفيذه في مدينة القدس وفي مناطق الاغوار.. ومن جرائم شنيعة يرتكبها المستوطنون ضد ابناء شعبنا..
ولانني اعتقد ان انهاء الانقسام كان يمكن ان يتم بعملية قد لا تستغرق ساعات بدل سنين فيما لو توفرت الارادة السياسية لدى القيادات وفيما لو احتكم الجميع الى المصالح الوطنية العليا للشعب بدل مصالحهم الفئوية الملعونة... ولان الرئيس ابو مازن وهو الزعيم رقم واحد، والمسئول الاول امام الشعب، والحامل امانة قيادة سفينة هذا الشعب وايصالها الى بر الامان-- لان ابو مازن لم يفلح لغاية الان في طي ملف الانقسام ولم يحقق الوحدة الوطنية المطلوبة.. ولانني اعتقد ان بامكان الرئيس ان يفعل اكثر وتطالبه الجماهير بان يفعل اكثر...
بسبب كل ذلك اقول :" لو كنت مكان عباس لنهضت من فوري وركبت سيارتي واخذت معي كل قيادة المنظمة واتجهت مباشرة الى قطاع غزة ولدخلت الى هناك واقمت في مقر الرئاسة واذا تعذر ذلك اقمت في اي منزل.. لأحرج حماس وافرض عليها امرا واقعا.. فما الذي سيحدث.. وهنا لا اظن ان حماس سترتكب حماقة وتقوم باعتقال الرئيس لانها ستخسر بذلك كثيرا، فلسطينيا وعربيا ودوليا، وقد يؤدي فعلها الى هبة جماهيرية واسعة ضدها، ليس في الضفة الغربية وحدها بل وبالاساس في قطاع غزة.
الذي سيحدث ان الجماهير كلها ستاتي لإستقبال الرئيس.. وان حماس ستصبح في وضع تضطر فيه الى الجلوس مباشرة مع الرئيس، وتبحث معه جديا في سبل انهاء الانقسام.. وبوجود قيادات المنظمة، فان انتعاشا واضحا وكبيرا سيحصل للروح المعنوية للجماهير الشعبية.. الامر الذي حتما سيغير القواعد ويضع الجميع امام مسؤولية اعادة اللحمة للوطن.