* الدول الاوروبية والولايات المتحدة كانت على اطلاع بالجرائم التي ارتكبها النظام بحق الاكراد والايرانيين

تهتم الصحافة البريطانية في الاونة الاخيرة بتغطية ازحام قادة الدبلوماسيين في مطبخ بلير السياسي امام لجنة شيلكوت للنظر والتحقيق في حرب العراق والدور الذي لعبته حكومة بلير انذاك في دفع البلاد الى الاحتذاء حذو الولايات المتحدة وخوض حملة عسكرية للاطاحة بصدام حسين. ويحتدم الصراع الاعلامي في المملكة المتحدة عقب اقتراب مثول بلير نفسه امام اللجنة والمزمع لنهاية الاسبوع المقبل تحديدا في ٢٩ من الشهر الجاري. يتمثل اهتمام الشارع البريطاني بتداعيات التحقيقات وخصوصا مسائلة رئيس الوزراء السابق بلير بالسباق على التذاكر لحضور جلسة استجوابه.

بلير

 انسوا ذلك
في خضم هذه الضوضاء الاعلامية يكتب, نيك كوهين في الاوبزيرفر مقالة تحت عنوان: "انسوا ذلك.. بلير لن يصنف كمجرم حرب". قال من خلالها ان اللعبة التي يقودها الضالعين في حرب العراق من سياسيين مقربين من بلير ممن ساهموا في عملية صقل واتخاذ القرار بالقاء الملامة وتذنيب بلير وتحميله مسئولية جر البلاد الى الغوص في وحل العراق بادعاءهم انه استقطب الرأي العام ومساندة البرلمان من خلال التلاعب بالحقائق والمعلومات, لن تكون كفيلة او كافية لتجريم بلير بارتكاب جريمة حرب في العراق.

تاريخ مشوه وغير مشرف
يضيف كوهين ان التاريخ المشوه وغير المشرف الذي كان يتسم به حكم البعث العراقي منذ توليه الحكم معروف على المستوى العالمي. وان الدول الاوروبية والولايات المتحدة كانت على اطلاع بالجرائم التي ارتكبها النظام بحق الاكراد والايرانيين والاسلحة ورؤوس الصواريخ التي استخدمت في المجازر التي هدرت دماءهم. ففي ظل هذه المظلة التاريخية اضافة الى المعلومات الاستخبراتية التي سترتكز شهادة بلير عليها والتي تفيد بحيازة صدام حسين على اسلحة دمار شامل وفي الخلفية احداث سبتمبر التي حتى وكالات الاستخبارات الرائدة بالعالم لم تكن قادرى على توقعها او التصدي لها او مجرد كشفها ستكون حجة دامغة تدعم موقف بلير امام لجنة شيلكوت. فباستطاعته ان يزعم انه ما كان بوسعه ان يراهن بامن بلاده اكثر في اعقاب ما جاء اعلاه.
 

حرب العراق
كما وان الشكوك في صلاحية لحنة التحقيق في حرب العراق شائعة في ارجاء البلاد وان كثيرا من المحللين السياسيين لا يتوقعون ان تثمر قرارات مصيرية تكون مفتاحا لادانة بلي راو حزب العمال. وانها في احسن الاحوال ستكتفي بمجرد استناد قرار بلير شن الحملة العسكرية على ادلة هشة وغير موثقة. كما وقد تعالت اصوات الناقدين الذين يرون ان مجرد ان يكون اثنين من لجنة شيلكوت يهوديين بعني ان ذلك سيعمل لصالح بلير ويضمن تقليص الاضرار التي قد تلحق به الى الصفر.