* يا معشر سليمي الاجسام ,لا سلطة لنا على الاعاقة الجسمانية ولم تكتسب او تشترى باختيار فلكل منا اعاقته
* اخي اختي المعاق والمعاقة لكل انسان اعاقته جسمانية كانت او اعاقة اخرى هيا ننظر للاعاقة بانها مفيدة في جوانب اخرى من الحياة
* توزيع هذه القصة على الحضور في حفل الزواج هذا كان لها الوقع الكبير في نفسي ولسوف اتذكر حفل الزفاف هذا لسنين طويلة بسبب تأثير هذه القصة ووقعها في نفسي
بعد انتهاء موسم الاعراس وبعد موسم صاخب من الحفلات ,وبعد ان كنت قد شاركت بمعظم الدعوات التي وجهت الي وبالرغم من صعوبة تحركي في ظل اعاقتي الجسمانية ,الا اني كنت اشارك في هذه الاعراس بسرور في معظمها , وفي بعضها كنت اعد الدقائق متمنيا ان يمضي الوقت بسرعة ليس بسبب اهل العرس او عدم رغبتي مشاركتهم في فرحهم بل بسبب انزعاجي الشديد ورغبتي في عدم ايذاء اذني فتكفيني اعاقة واحدة اما "كرساح وطرش" فهذا امر لا يطاق
حيث يصم الاذن مؤدي وليس مطربا يزعجك ليس بصوته فحسب بل ونشاز في تأدية اغاني وادوار فتراه يسعى مسبقا , وعن سابق اصرار وترصد , جاهدا في تغطية اخفاقه في تأدية هذه الاغاني فيرفع صوت مكبرات الصوت , فترقص امعائي بدل ان ترقص اطرافي طربا
وفي بعضها كنت اطرب جدا وافرح مرتين مرة لفرح المحتفى بهما ومرة لسماعي مطرب قد اجاد وتجلى واطرب الحضور بل واتحفهم بباقات من احلى واعظم ما جادت علينا الموسيقى العربية الاصيلة
بعد الهدوء النسبي وقد ظننت ان موسم الاعراس قد انتهى ,الا انني دعيت لحضور حفل زفاف احد الاقارب في الناصرة ,وقد لفت نظري ان وزعت على الحضور وبعد الاكليل بطاقة مزينة بشريط جميل فتحتها وقرأت ما كتب بداخلها ,كانت قد كتبت بداخلها قصة قصيرة لجبران خليل جبران هي عنوان مقالتي لهذا اليوم , ولا ادري كيف غصت في اعماق القصة ناسيا الحفل وصوت مطربنا لتلك الليلة وذهبت بمخيلتي مطبقا قصة الجرة المتصدعة على جمهور المعاقين وهذا ما جاء في القصة
يروى ان عجوزا كانت قد سكنت في كوخ لها ,وكانت تقصد جدول ماء قريب من كوخها يوميا لتملأ جرتين صغيرتين بالماء لاحتياجاتها اليومية
كنت احدى الجرتين التي تحملهما العجوز على كتفيها متصدعة ولا تحافظ على الماء الذي تملأه العجوز بداخلها بل يسيل معظمه على جانبي الطريق ولا يتبقى بداخلها الا القليل منه
وفي احد الايام خاطبت الجرة المتصدعة العجوز قائلة:اني باشد الخجل منك كيف لا استطيع المحافظة على الماء الذي تودعينه في داخلي ويسيل معظمه على جانبي الطريق
وان اختي الجرة الاخرى تحافظ على كل الماء"
اجابتها العجوز قائلة"لقد انتبهت منذ بداية تصدعك بأنك لا تستطيعين المحافظة على الماء الذي اودعه فيك ويسيل جزء منه على جانبي الطريق
فما كان مني الا ان بذرت بذور ازهار ملونة جميلة على جانبي الطريق وقد رويتيها بما سال منك من ماء دون ان تدري ولولا تصدعك ما نبتت هذه الازهار وما زينت جانبي طريقي ومائدتي في بيتي,فانظري لكل تلك الازهار الجميلة فهي ثمرة تصدعك وسيلان ماؤك
وها اختك صحيح انها تحافظ على كل ما اودعه بداخلها من ماء
فكل واحدة منكما ادت وتؤدي دورا معينا فلا تنظري لتصدعك بأنه اعاقة بل اعاقتك تساهم في عمل اخر في الحياة اليومية
لذا اخي اختي المعاق والمعاقة , لكل انسان اعاقته جسمانية كانت او اعاقة اخرى , هيا ننظر للاعاقة بانها مفيدة في جوانب اخرى من الحياة
ويا معشر سليمي الاجسام ,لا سلطة لنا على الاعاقة الجسمانية ولم تكتسب او تشترى باختيار ,فلكل منا اعاقته , وهيا ننظر لها بمنظار العجوز التي نظرت لجرتها المتصدعة نظرة ايجابية نظرة تفاؤل ومحبة ونتعلم ان نتقبل الاخر كما هو دون تمييزه سلبيا بسبب اعاقته , فربما اعاقته كانت او هي فعليا سببا في اسعاد اخرين
ان توزيع هذه القصة على الحضور في حفل الزواج هذا كان لها الوقع الكبير في نفسي ولسوف اتذكر حفل الزفاف هذا لسنين طويلة بسبب تأثير هذه القصة ووقعها في نفسي , ويا حبذا ان نستغل مناسباتنا وافراحنا بامور كهذه توقع على النفس محبة الاخرين والتسامح ونبذ العنف الذي استشرى في مجتمعنا وبين شبابنا ,فان التربية الحسنه ليست في البيت والمدرسة فحسب بل في كل زمان ومكان