* ايالون أهان السفير التركي حيث تم تأخير إدخاله إلى مكان الاجتماع ثم إجلاسه على كرسي صغير لا يليق به
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم الثلاثاء أن سفير أنقرة في تل أبيب طلب من الخارجية التركية إنهاء مهام منصبه ، وذلك على خلفية الإهانة التي تعرض لها من قبل نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني أيالون قبل نحو شهر.
ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية على موقعها الالكتروني عن مصادر في وزارة الخارجية الإسرائيلية:"إن السفير التركي سيعين على ما يبدو سفيرا لبلاده لدى ايطاليا". ولم توضح وسائل الإعلام العبرية أن كانت تركيا ترغب في إرسال سفير جديد إلى تل أبيب.
وأكد نائب وزير الخارجية داني ايالون الخبر ، معربا عن اسفه لقرار السفير التركي وقال انه يحترم قرار السفير ويأمل في الا يؤدي ذلك الى المساس بالعلاقات بين البلدين ووصف الخطوة بانها مسألة تركية داخلية.
وكانت الأزمة بدأت يناير/كانون الثاني الماضي عندما استدعى ايالون السفير التركي في تل أبيب في أعقاب عرض مسلسل جديد مناهض لإسرائيل في التلفزيون التركي الحكومي.
وذكر موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني أن ايالون أهان السفير التركي حيث تم تأخير إدخاله إلى مكان الاجتماع ثم إجلاسه على كرسي صغير لا يليق به.
وقال أيالون باللغة العبرية للصحفيين الذين سمح لهم بالتقاط الصور: "لاحظوا أنه يجلس على كرسي منخفض، ونحن على كراسي مرتفعة، وأن هناك علماً إسرائيلياً فقط على الطاولة، وأننا لا نبتسم".
اعتذار اسرائيلي
وفور الواقعة أمهل الرئيس التركي عبدالله جول إسرائيل ساعات محددة لتقديم الاعتذار عن الواقعة أو سحب السفير ، الأمر الذي أجبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتقديم اعتذار رسمي لأنقرة.
وكشف بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن الحكومة الإسرائيلية بعثت برسالة خطية لأنقرة تعتذر فيها رسميا عن الإهانة التي تعرض لها السفير التركي ، فيما أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أن أنقرة تسلمت الرسالة التي كانت تريدها .
ويرى مراقبون أن الإهانة التي تعرض لها السفير التركي لم تكن بسبب مسلسل تليفزيوني ، وإنما تأتي بالأساس في إطار الغضب الإسرائيلي من مواقف أردوجان الداعمة لغزة ، بل وفسرها البعض بأنها قد تكون انتقاما وإن كان متأخرا من واقعة دافوس عندما انسحب أردوجان من المنتدى الاقتصادي العالمي خلال كلمة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز .
وبجانب واقعة دافوس ، فقد زادت حدة الغضب الإسرائيلي أيضا بسبب دفاع أردوجان عن برنامج إيران النووي وتقاربه الشديد مع سوريا .
ولعل تصريحات نتنياهو بعد واقعة إهانة السفير التركي تؤكد أن الأمر له أبعاد أخرى أعمق وأخطر مما هو ظاهر على السطح من الغضب من مسلسل تليفزيوني ، حيث أعرب في 12 يناير عن قلق إسرائيل البالغ من تقارب تركيا مع إيران وسوريا .