الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 15 / نوفمبر 03:02

أيها الألم ما أحقرك أنظر ثقيل الظل ما أحقرك- رجا جريس غنطوس

كل العرب
نُشر: 09/02/10 19:47,  حُتلن: 09:33

أيها الألم ..... ما أحقرك,,,أنظر ثقيل الظل ما أحقرك....

لستُ بحاسدٍ على نعمةٍ أو خيرٍ ينعمُ به الغير ...
ولست بناقمٍ على مخلوقٍ من سكانِ الأرضِ او أي كوكبٍ آخر
كما أني أرفضُ العنف بأشكالِه...أرفضُ التٌعدي ومناصبة العداء
ولكن أستَميحكم عُذراً أيُها القراء,
إن كان باستطاعةِ نفسي أن تَفدي البشرية.... فاني عازمٌ على تقديمِها قرباناً في ساحةِ الوغى وعلى مذبحِ الألم وفي قدسِ اقداسِِه هذا إذا كان الألم مِنَة من الله عزَّ وعلا ويعرفُ التَّقديس ,فإما أن أسلم وأكون قد ارتحت وأرحت البشرية عامة من معاناة تحمل ثقيل الظل هذا المسمى "الألم". وإما أن أقضي وفي الحالتين أكون قد ارتحت.
فانظر ثقيل الظِّل ما أحقرك....
أكتب كلماتي هذه وقد أبت علي مُقلتيَّ الهجوع, بل استكثَرَها علي ثقيلُ الظلِّ أن أهجعَ. ولو لسُوَيعاتٍ قليلةٍ لراحةِ جسدٍ أوما تبقى من جسد. جسدي الذي هوجِم بمَباضِعِ الأطباء لأبقى مع بعض أعضائه والتي تسمح لي بأن أُشاركَكُم اخوتي القراء إحساسي ولواعِج صدري وما يُخالج فكري وظنِّي . فأُداعب أَزرار حاسوبي بها. ولا أدري لأي زمن سوف استطيع .... مع العلم بأن الكثيرون لا يستطيعون مشاركتكم واستكثرها الألم عليهم.
فانظر ثقيل الظل ما أحقرك....
لم يتبق لي إلا أن أتًزر بمئزََرِ الصَّبر وأتَّشِح بوشاحٍ بهيجٍ وأبتسم أمام كل من يحيط بي لأن منظري أرزحُ تحت الألم أصابَهم واقتربَ منهم وكَلَمَ نفوسَهم, فالإبتسامة التي أغتصِبُها مرة تلو المرة, من شفتي أرسمها مربعة دونما أقل إحساس. توهِمهم بأنني بخير, معنوياتي عالية, وقد نلتُ من الألم وقسوة الإعاقة..
فانظر ثقيل الظل ما أحقرك....
ها هي ساعاتُ الليل قد أزَفتْ وقد بدأََ الظلام يُلملم قصاصاته السوداء الحالكة التى غطى بها قبة السماء وقد مزقها له نور الصباح وها هي حُشاشتَه بدأت بالمقابل تعلو رُويدا رُويدا, وتفَجّر فجر يوم جديد.
بدأ نسيم الصبح يداعب جفوني, جفوني التي كان النوم قد هجرها منذ زمن بعيد لأجلٍ غير معلوم. وأظنها لساعةِ او للحظةِ الغفوةِ الاخيرةِ والتى سنغفُوها جميعا يوما ما.
فانظر ثقيل الظل ما أحقرك....
قابعا في سرير المرض,أُنازِل الالم. ساعة يصرعُني وأصرَعه تارة اخرى بمساعدة المسكنات التى تأْخذ مني كل مأخذ فأدخُل في سباتٍ قسريٍ قصير يوقظني منه ثقيلُ الظل لجولة عراك ثانية يكون قد امتلكَ طاقة وقوة جديدة لاتُحتمل فأَبدأ بالصراخ وطلب النجدة وما من مجير غير إبرة قاسية القلب تحمل مصلا مسكرا ومذهبا للحواس فأغيب عن الوعي بعد أن يكون الألم قد سجل فوزا آخر على بقايا جسدٍ ضعيف .
فانظر ثقيل الظل ما أحقرك....
أٌُحاول الإحتجاج على عدم التكافؤ بين بقايا جسدي والألم , فلا أجدُ هيئة محكمين تُنصفني, إلا بِقولها هذا نصيبك بالقرعة فاصبِرْ .
أتذكر عندها القول القائل" سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري وساصبر حتى يعلم الصبر أني صابر على امر أشد من الصبر"
هذا ما كُتب علي وقدري هو, وهذه هي حياتي وما أمّرها من حياة فانها من العلقم أمر وأصعب. كون الألم في ديمومة وليس لمدة زمن محدودة.....
أنظر ثقيل الظل..ما أحقرك.... أيّها المكروه من البشرية جمعاء.
أفلا تكفيني إعاقتي وخسارتي لأعضاء جسدي الغالية,افلا يكفيني ما غرز في جسمي من إبر؟؟ أفلا يكفيني ما جرحتني مباضع الأطباء؟؟.أفلا يكفيني ما يعاني جسدي من علل وامراض اخرى؟؟؟ فارحل عني بلا عودة, فإلى جهنم وبئس المصير ,هذا ان كانت دعوتي نافذة وصرختي مسموعة.
إنها صرخة متألم واحد. وأظنها صرخة العديد العديد وبكل لغات بقاع الأرض وأهلها, أنِ ارحل عنا فإنك ضيف غير مرغوب وإنك لمحتل مستعمر مكروه وجميع من زرتهم وتركتهم أو ما زلت, يكرهونك بل البعض يفضل أن يغفو الغفوة الاخيرة في سبيل فراقك والبعد عنك.
إسمع ..أيها الالم !!!
لو كان البعد عنك بالنزوح لتركت وطني وما أغلاه, في سبيل الا أحس بوجودك .....
لو كنت جبارا لنازلتك بتشى أنواع السلاح علّي أفوز بقتلك بالرغم من أني أرفض القتل ولو للحيوان....
اما أنت فحقير أيها الألم وما أحقرك
تهاجم الطفل الرضيع ولا خجل,تهاجم الشيخ العجوز بلا وجل تقض المضاجع بلا كلل آه ما أحقرك....
لو كان البعد عن مرافقتك والبعدعن مقاربتك لجسدي يشترى بمال فما ادخرت وما بخلت.....
ولكنك جبان وحقير,فقد اخترتَ أن تكون محسوساً غير ملموس. وقد تجلّيت بل تمرغتَ في قعرِ الحقارة وليس على قمتها, لأن للحقارة قاعٌ وأنت في القاع ودياجير ظلمتِه قابع.
وبلا منازعٍ حصلتَ على صفة الحقير ,,,,فما أحقرك... ايها الالم ..سخنين

مقالات متعلقة

.