بركان ثأر هو العار وحرارة جماره تقضي على أكوان ولا يستطيع منع أضراره أي إنسان ولكن كن يجلب العار ويهدم الديار؟
في المجتمع العربي الجواب من المؤكد سيكون هي الأنثى ومن غيرها فهي ناقصة عقل ودين ،إذن هنيئا لك يا من أمك وأختك، جدتك وعمتك، زوجتك وخالتك قليلات عقل ودين أليس هن إناث أيضا أم هنالك لناقصات عقل ودين معنى أخر بما أن البلل قد وصل إلى ذقنك
وهذا غير أن حواء ليست سوى ضلع من أدم فجميع ما تنعتون النساء به هو جزء لا يتجزأ من صفاتكم أليست من ضلعكم أعز الله أصلكم
ربما تسألون كيف وبسببها قدمنا إلى الأرض أليست هي من جعلت أدم يأكل التفاحة؟ الجواب نعم هي ولكنها لم تضربه على يده حتى يأكلها وهذا سبب غير كافي لنضع جميع كوارث الأرض برقبتها وتظهرون على أنكم الحمل الوضيع الذي سقط مرغما تحت براثن الذئب تحت ادعاء أنها من تجلب العار وتهدم الديار وتزرع الفتن لتحصد الانهيار
ولكن يوم الحساب ماذا ستفعلون مصيبة إذ بقيتم لأكاذيبكم مصدقون ومن قعر جهنم تهتفون لقد أصبحنا وقوداً لنار بسبب النساء الملاعين معتبرون أن هنالك أيضا بإمكانهم التهرب من أفعالهم ورمي المسؤولية عن أعناقهم
كل إنسان خطاء وحواء وأدم قبل تصنيفهما هما بشر أنثى و ذكر بالعقل والحكمة يتميزان عن الحيوان والأنثى هي نصف القالب السيئ ونصف الوعاء الحسن ولكن هو الجهل والتهرب من الاعتراف بالحق وتجاهل النصف الأخر وتعمد عدم إعراب وظيفته
تقولون سقطت الأنثى إلى الحضيض وهي بالأصل قدمت مباشره إليه بترعرعها في بيئة فاسدة وذاته البيت الذي ينجب الذكور الشرفاء ينجب الإناث الشريفات فهل لبيت الكواسر أن يجلب خلنداً مثلاً
فإذا تعاطت المخدرات وتناولت الكحول وأصبحت فتاة ليل أو تزوجت زاجا عرفيا ًأو اتخذت من الرقص المبتذل والغناء بالجسد مهنة لها ، فهنالك من الذكور من شاركها وفعل كما فعلت ربما لأنه مثلها نمى في بيت الهوان ، و إذا ارتقى القمم العالية وحاز على الرتب والألقاب فهي عادلته في هذه الكفة أو ربما تفوقت عليه فمنهن من خضن المجالات العملية والعلمية وأشتركن في ميادين العمل كافة
خاصة تلك الفتاه التي لديها أصحاب وعي كافي وثقافة عاليه أصحاب بيت الشرف من قاموا بتعليمها الأصول والسير ضمن نظام الشرق وليس القيام بشرق أوسط جديد
بأيدكم جعل بناتكم نجمه في السماء العالية تنير الكون بنور أخلاقها وضوء سمعتها وبريق ثقافتها كما وبأيديكم تحويلها إلى تراب على الأرض مداس لكل الناس ،قشه في مهاب الريح تسخر بها كما ومتى تشاء الحياة، كره بين المضارب في لعبة تنس،حشره تدوسها بقسوة الأقدام وتحول لضحية من ضحايا الأيام
ومن بين النساء اللواتي يشهد لهم التاريخ زنوبيا ملكة تدمر التي حكمت وقادت جيوشاً واحتلت بلدانا وانتصرت وعندما وقعت أسيره لدى الروم قيدوها بالذهب –لقدرها- ومنحوها حياة جديدة وقصراً وراتباً إلا أنها عز عليها أن تعيش ذليلة ففضلت الموت بامتناعها عن تناول الطعام
والدكتورة سعاد الصباح،والشاعرة فدوى طوقان،والبر فسوره كلثوم عودة الحائزة على وسام الشرف من الدولة السوفياتيه مرتين، والكاتبة سميرة عزام التي لم يتيسر لها إكمال دراستها فزادت ثقافتها بجهودها الخاصة ، والأديبة مي زيادة ، وقمر الصراحة وشمس الحقيقة مريم نور، والإعلامية صاحبة القلم الحر نضال الأحمدية والإعلامية مي شدياق التي فقدت ساقها ويدها في محاولة اغتيال كلمة حق ، والشهيدة التي خسرت حياتها في ربيع شبابها في سبيل نشر الحقيقة المصورة ليال نجيب،وأمي وأمك وأمهات الشهداء والأسيرات في سجون الاحتلال
والكثيرات من النساء هن فخر لنا ووسام على صدورنا وبالمقابل هنالك رجال مر على وعودهم وأحد وستون عام والى الآن لم ينفذ آلا تقولون أن وعد الحر دين فيا الله ما هذه الحرية التي يتنعم بها هؤلاء الرجال
وهنالك رجال قامت ببيع أرضها وعرضها لأجل مبلغ من المال مما جعلنا على يقين أنه على كل سطوح هنالك خائن،وهنالك رجال لا تسأل عن مقدسات ولا عن إنتهاك الحرمات لأنهم أصحاب مزاج أو ربما غايات، وهنالك رجال رقابهم مداس ويعتقدون أنهم أسياد على الناس وهنالك
وهنالك وفي النهاية هنالك إناث ذات رائحة نتنه ورجال ،كما هنالك رجال ونساء هم أسباب وجود الخير بهذه الحياة هم رواد المجتمع ، نور بعتمة الظلام، مصباح بسواد الليل
ولكن نبقى نسأل أنفسنا
لماذا هذا التقليل من شأن الأنثى التي دون وجودها لما وجدنا
لماذا ندوس على نصف مجتمعنا –ربما أكثر- و معاملتهن على أنهن كائن حي أبله لا قيمة له
فإلى متى سيبقى الجهل قائدنا ولا يمكننا التميز بين الحق والباطل ، وبين الخطأ والصواب؟
إلى متى سنبقى نرمي الأنثى بحجارة العار متجاهلين أساس الدمار؟