* لم يعد يكفي تندر جارنا ليلبي حاجة الجيش ,ولم يعد يصلح دهان مصابيح السيارة لتمويه الغارات
* لم تطلب وقتها الجبهة الداخلية من الناس سوى إطفاء النور في الليل ودهان أضواء السيارات بالدهان
اذكر جيدا كيف تم مصادرة تندر البيجو الذي يخص جارنا عام 1973 استعدادا للحرب وكان قد اشتراه لتوه من وكالة بيجو , ولكن الجيش اعاده لجارنا بعد الحرب حطاما , واذكر جيدا كيف بدت الحرب وقتها وكيف استعد الناس آنذاك. كنا نستمع لمجريات الحرب عبر المذياع , نعرف من وسائل الحرب بعض الطائرات من نوع ميراج ,فانتوم , وسكاي هوك ,وكانت الحرب آنذاك بجبهة فتال واحدة بين جيشين إما قتالا بريا أو جويا أو بحريا ولم تكن آنذاك الجبهة الداخلية تتعرض للضرب لانعدام الوسائل القتالية البعيدة المدى كصواريخ جو ارض ,وصواريخ ارض ارض ,والصواريخ عابرة القارات.
دمار كامل
لم تطلب وقتها الجبهة الداخلية من الناس سوى إطفاء النور في الليل ودهان أضواء السيارات بالدهان كي لا تميز الطائرات البيوت والسيارات وتلقي قذائفها عليها,وقد استعد الناس وقتها جيدا والتزموا بتعليمات الجيش . والذي حرص أكثر واستعد للحرب قام بتخزين بعض المواد التموينية كالزيت والطحين والسكر .
بعد حرب الخليج ,حروب لبنان ,حرب غزة اختلفت الموازين ,لم يعد يكفي تندر جارنا ليلبي حاجة الجيش ,ولم يعد يصلح دهان مصابيح السيارة لتمويه الغارات,ولم يعد إطفاء الأنوار يحمينا من غارات الطائرات ,واختلفت الموازين في تكنولوجية الحرب ,صواريخ بعيدة المدى يصل مداها إلى آلاف الكيلومترات ,انعدام جبهة القتال ,قتال جوي وإسقاط أطنان القنابل من الطائرات على الأحياء السكنية, واشتراك الجبهة الداخلية في تلقي ضربات الحرب , صواريخ ,هدم ,قتل ,تشريد ,قلة حيلة , ودمار كامل.
نعم ستكون الحرب القادمة
وعليه تكون الجبهة الداخلية شريكة في الحرب وفي تلقي الضربات بسبب حرب الأزرار الالكترونية.
المتتبع للأخبار والمتتبع لمجريات الأمور يحتار في تقييم الوضع ويحتار في الإجابة على السؤال التالي متى ستكون الحرب القادمة؟؟ كيف؟!! وأين !!!هل سأتضرر منها؟
الجواب هو نعم ستكون الحرب القادمة-----------------------.
فعوامل الحرب تكاد تكون واضحة في الأفق ,كيف وأين ومتى يترك هذا للسياسيين
سأدع التحليل السياسي جانبا ,وليحلل كل حسب ما يرى......وسأتطرق للسؤال التالي:
ماذا أعددتم للحرب القادمة ؟أيها الأب,أيتها الأم,أيتها المدرسة,أيتها السلطة المحلية أيها الجميع !!!!!!!هل لديكم الجاهزية للحرب القادمة".؟
دعيت إلى يوم دراسي في احد الكيبوتسات بعد حرب صيف 2006 لاستخلاص عبر الحرب .
استمعت واستمتعت جدا بمحاضرات وبتحليلات المحاضرين والتي استخلصوها من حرب صيف 2006 والتي اختصت بالتغذية وبالشؤون الاجتماعية.وعلق المصطلح "كل مشطه في ذقنه" في ذهني , وحيث قال احدهم بأن الدولة لن تكون مسئولة عن كل شيء أثناء الحرب القادمة ,ارجعوا إلى الجذور.....للحياة البسيطة المتواضعة كلو من الأرض,احضنوا الوالدين المقعدين,تساعدوا مع بعضكم البعض كي نهون الصعاب في المراحل القادمة.
لفت انتباهي كذلك تواجد مندوبي شبكات التغذية الكبيرة في ألدوله"سوبر زول-ميغا-شوبر سال" في قاعة المحاضرات حيث تم الشرح عن إمكانية تعاقد البلديات والمجالس المحلية مع هذه الشركات كي تزود الناس بالمؤن والمواد الغذائية أثناء الحرب.وهنا أريد أن أشير بأن هذه الشركات لا يوجد لها فروع في الوسط العربي ,ويوجد عندنا حوانيت كبيرة وشبكات خاصة بنا, فهل ستهتم سلطاتنا المحلية في هذا المجال.
لفت انتباهي كذلك تواجد مسئول الأفران في الدولة في هذا اليوم الدراسي,مسئول شركة تنوفا,المياه المعدنية,شركة طيرا,---وكان لهم دورا كبيرا في إلقاء المحاضرات والإرشادات وذلك لتوفير الحليب والخبز لكافة الناس أثناء الحرب.
تحدث كذلك مسئول الرفاه الاجتماعي في ألدوله عن كيفية التعامل مع شريحته أثناء الحرب ومسئول ضريبة الأملاك وضريبة الدخل,ممثل عن التأمين الوطني------والخ ----- والخ.
ماذا مع الوسط العربي
جلست صامتا طوال فترة إلقاء المحاضرات وفكرت ولم أتكلم ولم اسأل أي سؤال,حيث كانت هنالك بعض الأصوات الباهتة من الإخوة العرب الذين حضروا الاجتماع تعلو وتنخفض ....ماذا مع الوسط العربي؟؟؟؟؟؟والمحاضر يتجاهل ويجيب إجابات مختلفة وغريبة حتى سمعت الإجابة الصادقة من احدهم:
لا تنتظروا من الدولة كل شيء!!!تحضروا للحرب ما استطعتم كل مشطه بلحيته!.
لا اخفي ولا أنكر بأن الطاقم المشارك باليوم الدراسي من الوسط العربي تلقى إرشادا كاملا,عاما,وشاملا حول كيفية التعامل مع كل الشرائح أثناء الحرب عن كيفية تحضير الغرف الامنه, الملجأ, تخزين الأغذية ,تحضير المياه المعدنية,التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة تجهيز المدارس,تجهيز طواقم مختصة في السلطة المحلية, تعلم كيفية التعامل مع الصواريخ , كيفية التعامل مع الأطفال ,كيفية تفريغ المدرسة وإرسال الطلاب إلى البيوت.
بعبارة أخرى تم إدخال المندوبين لجو الحرب,وطلب منهم تحضير وتدريب الطاقم لمجابهة الحرب كتحضير قوائم بأسماء الطواقم الطبية, العاملين الاجتماعيين, أصحاب الصيدليات العيادات , المخابز,الدكاكين,المناحر ,وحتى أسماء بأصحاب المعدات الثقيلة للحفريات. بناء عليه تم تخصيص ميزانية لكل سلطة محلية للتجهيزات للحدث القادم.
نحن في الوسط العربي عامة وفي الشمال خاصة سوف نكون معرضين مباشرة
للصواريخ فالصاروخ لن يستثني أحدا, ولو حدثت الحرب لا قدر الله,"نسأل الله أن يقينا وأهلنا شر الحرب". ولا احد يعلم حتى الآن متى,كيف ,مدة الحرب ,أنواع الصواريخ,والجميع يتكهن ويتكهن , وقد أخرجت الجبهة الداخلية نشرة إرشادية متواضعة قبل سنتين وصلت لكل بيت عبرصناديق البريد عن بعض التحضيرات للحرب وها هي قد بدأت بتوزيع الكمامات ثانية للناس.
كيف ستوفر مصدر طاقة للأسرة؟؟
نحن نؤمن بأنه لن يصيبنا إلا ما قد كتبه الله وقدره لنا .وللمسلم الفطن الكيس أن يقدر خطورة الوضع الراهن دون الدخول إلى أي ضغط,فلا مانع لو كانت هنالك بعض التحضيرات في الأسرة والتي تكون قليلة التكلفة وحاجتها إليها كبيرة .
فعلى سبيل المثال:
لو قدر الله وحدثت الحرب وتوقف تزويد الكهرباء للبلدة التي تسكنها!!!!
كيف ستوفر مصدر طاقة للأسرة؟؟
فحبذا لو رجعنا للماضي ,للجذور واقتنى كل منا فانوسا يضاء بالزيت أو الكاز أو اقتنينا بابورا للطبخ يعمل على الكاز,حبذا لو جهزنا مخزونا بسيطا من الكاز يبلغ 20 لترا ووضعناه في المخزن بعيدا عن متناول يد الأطفال لنستعمله عند انقطاع الكهرباء, لو جهزنا بطارية يدوية ,راديو يعمل على البطاريات,لو تفقدنا غرفة الملجأ أو المماد وجهزناها,لو اقتنينا بعض المؤن المعلبة,عدة وجبات من السميدة والفريك بعض السكر والطحين,علبة إسعاف أولي,بعض الحاجيات الخاصة التي نستخدمها في حياتنا اليومية ,حاجيات بسيطة التكلفة ولها حاجة كبيرة,لا مانع من أجراء بعض التمرينات مع الأسرة, الأبناء, الآباء المقعدين,طلاب المدرسة,الروضة في كيفية النزول او الدخول الى الغرف الآمنة والملجأ,مشاهدة إرشادات الجبهة الداخلية على مواقع الانترنت في كيفية التعامل مع الحرب ,قراءة بعض النشرات على الأسرة ,رفع معنويات الأطفال قبل الحرب,ولن ينفع تندر البيجو الخاص بجارنا هذه المرة.
اسأل الله ثانية أن يقينا شر الحرب ...فمن اعتز بالله فلن يذل
ومن اهتدى بالله فلن يضل
ومن استقوى بالله فلن يضعف
ومن استنصر بالله فلن يخذل
اللهم كن لنا معينا ووليا ونصيرا ومجيرا .