"لقد تظاهرت بالموت، فتحت عيناي ولم أقّم بأية حركة حتى يظنوا بأني قد مُت؛ أماّ بالنسبة للألم فقد توقفت عن الشعور به من شدة الضرب
أخي جلال الذي رقد إلى جانبي لم يكن بحاجة إلى التظاهر، فقد كان فعلاً على حافة الموت"؛ هكذا وصف محمد طويل، إبن ال-21 من قرية طمرة اللحظات التي مرّ بها هو وأخيه الجندي أثناء إنتظارهم في سيارتهم عندما قامت مجموعة من الشبان بالإعتداء عليهم ضرباً في أحد أحياء كريات يام
في يوم الجمعة الموافق 10
03
06، خرج محمد مع أخيه جلال إبن العشرين المتجند في صفوف الجيش الإسرائيلي برفقة صديقين آخرين من قرية طمرة للسهر في منطقة "همفراتس" في حيفا، أحد هؤلاء الأصدقاء إتصّل بصديقته اليهودية من كريات يام لتشاركهم سهرتهم، وبالفعل خرجوا معاً وبعد إنتهاء السهرة قاموا بإرجاعها إلى حيّها حيث أنزلوها ونزل صديقها معها لمرافقتها حتى البيت، في هذه الأثناء إنتظر الأخوان طويل في السيارة عودة صديقهما وإستمعوا إلى موسيقى عربية حين توجه إليهم أحد الشبان من سكان الحي وطلب منهم إطفاء تلك الموسيقى لأنّه "هنا لا يتكلمون العربية"، عندها نزل الأخوان من السيارة وإذ بمجموعة كبيرة من شبان قادمين جدد (روسيين) مع عصي وسلاسل حديدية تهجم عليهم، في هذه الأثناء إستطاع الصديق الثالث والذي بقي في السيارة الهروب بسيارته بينما أخذ الأخوة بالهرب ركضاً إلاّ أنهم فوجئوا بهم من الجهة الأخرى، وأنقّضوا عليهم ضرابين أياهم ضرباً مبّرحاً، ولم يتركوهم وشأنهم إلا بعد ظنوا بإنهم قد ماتوا حسب أقوال محمد
ظلّ الأخوة ينزفون في موقف السيارات إلى أن وصلت المساعد الطبية والتي إستدعتها إحدى ساكنات الحي والتي شاهدت ما حدث وبهذا إنتهى اللينش
ألقت شرطة الكريوت القبض على 3 مشتبهين، إلاّ أن محمد الذي توجه البارحة إلى محطة الشرطة لم يستطع التعرف إليهم والجزم بإشتراكهم في الهجوم الذي تعرضوا له، وبهذا تمّ إطلاق سراحهم حالياً
تفضّل الشرطة النظر إلى المسألة على أساس فتوّات وليس على أساس عنصري، إنّه ليدعو إلى الخجل موقف الشرطة من هذه القضية، فعندما يتعلق الأمر بيهودي يكون هذا لينشاً أمّا إذا كان المُعتدى عليه عربياً فإنه مجرد شجار!
عندما تمّ الإعتداء على الشاب اليهودي في فرنسا وتعذيبه قبل قتله قبل عدة أيام من هذه الحادثة، قامت الدنيا وقعدت وخرجت الحشود إلى الشوارع في مظاهرات إحتجاجية، والتي إشترك بها يهود، إسلام وفرنسيون إصليون على حّد سواء، ولكن أين نحن في بلادنا من الوصول إلى هذه المرحلة التي يخرج بها يهود للتعبير عن إستنكارهم لهذه الإعمال الرعناء!