الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 23:02

توأم سيامي هدية لضمير الملك، بقلم: شوقية عروق منصور

كل العرب
نُشر: 09/04/10 20:10,  حُتلن: 15:05

* في قطاع غزة أكدوا أنها حالة نادرة وهي الأولى من نوعها في الأراضي الفلسطينية

*  التوأم السياسي هدية لضمير الملك ، لعله يصحو ويرى هو وغيره من الملوك والقادة العرب

* محمود عباس بدلا ان يحل مشاكل الجميع يتوجه اليه البعض ويناشدونه لحل مشاكلهم واصبحنا نرى رسائل الشكر تنهال عليه


عندما كنت صغيرة كانت قصة الأميرة المسجونة في غرفة في أعلى القصر تدهشني وتجرني الى صور وخيالات تبرز السؤال الخفي كيف وهي أميرة تسجن ولا تجد من ينقذها ؟ ثم يأتي الشاب الجميل ، الفارس النبيل وينقذها عبر شعرها الطويل الذي تدلى من النافذة فقام الفارس بتسلق شعرها الأشقر الذي أوصله إلى غرفتها "السجن" وهناك نسجت قصة الحب الرومانسية التي أشعلت خيال القراء واستطاع أن يخلصها ويتزوجها


لا نكتب عن الفتاة والشعر الذي تحول إلى مصعد إنقاذ في ذهنية المؤلف ولكن عندما يتحول الحكم وكرسي العرش إلى شعر طويل يمده الملوك والحكام من طاقات قصورهم إلى الفقراء والعامة والمحتاجين ، ويتحول جزء من أموالهم التي سرقت من الشعب إلى بضع قطرات من الماء في فم عطشان أو كسرة خبز تلقى لمواطن جائع

هنا لا تكون معجزة إنسانية الحاكم بقدر ما تكون فضيحة لمواقف تكشف نهج حكم لا يملك حس العدالة الاجتماعية


الحاجة المادية أكثر المواقف الإنسانية ذلا والمرض الذي يرافقه الفقر هو قمة الذل الذي تتعرى فيه مشاعر الرفض لكن الخضوع للحاجة يدفع القامة إلى الانحناء


مناشدة الفقراء للأغنياء أمر طبيعي ، لكن تخرج المناشدة عن طبيعتها حين يستنجد مواطن بالملك أو الحاكم ،و لا تكون المناشدة سياسية بل مطالبة مادية "توسلية "عندها يقع الحاكم في فخ المساعدة التي تفتح جيوبه وخزائنه وفي ذات الوقت تفتح جروح الفقر الذي غالباً ترسم خرائطه أصابع هذا الحاكم أو الملك


(توأم سيامي في قطاع غزة )، خبر تناقلته وسائل الإعلام ، والد التوأم ياسر أبو عاصي من خان يونس أصيب بالصدمة والأطباء في قطاع غزة أكدوا أنها حالة نادرة وهي الأولى من نوعها في الأراضي الفلسطينية


ولم يجد الأب مخرجاً لحالة ابنتيه الملتصقتين بعضهما ببعض الا دغدغة المشاعر الانسانية للملك السعودي ومناشدته لكي يكون صاحب الخير الذي يمنح السعادة للآخرين


ويهب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ملبياً النداء فارسا في عصر الفقر ويعلن انه سيتكفل بمصاريف عملية(فصل التوام )، وتهبط الشهامة المادية من اعالي القصور الى اكواخ الفقراء ويحصد الملك عبارات الشكر والثناء والعرفان ، وتتسع ابتسامة الملك لانه قام بالواجب


قد يختلف البعض هنا، منهم من يقول انه سلك سلوك العظماء ومنهم من يقول الامرعادي فلماذا نحمل الخبر اكثر من معناه ، فحاجة الفقراء دائما للاغنياء ، لكن لو تاملنا هذه المكرمة الملكية لوجدنا ان فيها طعنة سياسية ترتد الى صدورهم لانهم يشاركون في صمتهم واستسلامهم للقرارات الامريكية في حصار وتجويع وافقار قطاع غزة ، ان اهالي القطاع الذين يواجهون اشرس حالات التجويع تحت بصر وسمع العالم الحر الديمقراطي ، وقد واجهوا لعنات قنابل الفسفور التي قذفتها اسرائيل والتي خلفت مئات المشوهين الذين لا يجدون من يصغي لصراخهم


ان تحقيق العدل السياسي والعدالة الاجتماعية هو المطلب الذي يريدونه اهالي قطاع غزة وباقي الفلسطينين وليس عمليه عابرة يربح مقابلها الملك توهجا اعلاميا


ان هذا التوأم السياسي هدية لضمير الملك ، لعله يصحو ويرى هو وغيره من الملوك والقادة العرب ليعرفوا ان الشعوب بحاجة لمؤازرة والى وقوف قامات وهمم وليس الى تسول يقتنصه البعض عبر بكاء ومناشدة في الصحف – كثرت في الآونة الاخيرة المناشدات لمحمود عباس- ابو مازن – فبدلا ان يحل مشاكل الجميع يتوجه اليه البعض ويناشدونه لحل مشاكلهم واصبحنا نرى رسائل الشكر تنهال عليه

مقالات متعلقة

.