من المعروف أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل وسيلة للطفل لبدء الحياة بشكل صحي آمن، ولكن قد يكون للرضاعة فائدة أخرى غير متوقعة، حيث كشفت دراسة عن أن الروائح المرتبطة بعلمية الرضاعة الطبيعية هي مثير طبيعي للرغبة الجنسية في النساء الأخريات، واكتشف الباحثون أن التعرض للرائحة الخفيفة التي تنتج من الأمهات المرضعات وأطفالهن يمكنها أن تثير الرغبة الجنسية لدى ما يقرب من 50 في المئة من النساء الأخريات، وخلال التحدث في المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لطب الإنجاب في واشنطن ذكر العلماء الذين قاموا بالدراسة أنهم يعتقدون أن الروائح، والمعروفة بالروائح الجنسية، تجعل المرأة تشعر أن الوقت قد حان لكي يكون لديها طفل
وهم يأملون في استخدام تلك المركبات الكيميائية لتطوير أدوية تساعد النساء اللواتي يعانين من ضعف الدافعية الجنسية، وقام الباحثون من جامعة شيكاغو بالبحث في كيف أن رائحة العرق المأخوذة من ثدي وإبط النساء المرضعات تؤثر في مجموعة من النساء الشابات
حيث طلب من نصف تلك المجموعة من النساء أن يقمن بمسح فوطة صغيرة منقوعة في عرق نساء مرضعات على شفاههن العليا كل صباح ومساء لمدة ثلاثة شهور
وقد طلب منهن أيضًا أن يقمن باستخدام الفوطة بعد الحمام أو ممارسة التمارين الرياضية، كما يقمن بمسح أفواههن بها بعد تناولهن للطعام
وقد أعطي النصف الآخر من تلك المجموعة فوط مشابهة منقوعة في سائل وهمي، ولم تكن أي من المجموعتين تعلم ماذا على الفوط
وفي نهاية الدراسة كانت النتيجة مذهلة حيث وجدت النساء اللواتي أعطين الفوط المنقوعة في العرق أن رغباتهن لممارسة الجنس مع شركائهن قد ارتفعت بمعدل 42 في المئة
وقد استغرقت النساء العازبات منهن في أحلام يقظة جنسية أكثر من المعتاد
وكانت النتائج شديدة بخاصة في الوقت الذي تكون فيه النساء في أدني مستوى من الخصوبة والرغبة في الجنس خلال الشهر
وعلى العكس فقد انخفضت الرغبة الجنسية بين النساء اللواتي أعطين فوط عليها سائل مبهم
ويعتقد أن النساء اللواتي أعطين الفوط المنقوعة في العرق تأثرن بالروائح الجنسية والتي يفرزها الجسم لكي تؤثر على السلوك الجنسي بما فيه الجاذبية الجنسية بشكل لا واعي
وفي تلك الحالة، فإنه يعتقد أن تلك الروائح تعمل كمؤشر بالنسبة إلى النساء الأخريات بأن الظروف ملائمة كي ينجبن أطفالاً والحصول على طفل في الوقت نفسه الذي تبحث فيه نساء أخريات عمن يشاركهن مسؤولية رعاية الأطفال
وإذا كان السر يكمن في العرق وفي لبن الثدي وفي لعاب الطفل فإنه يمكن تحديده وتعبئته في زجاجات يمكن أن تتحول إلى روائح مثيرة للنساء
وتقول الباحث البروفيسور "مارثا ماكلينتوك"
: " لقد وجدنا أن التعرض لتلك المواد الكيميائية يدعم الرغبة الجنسية أثناء فترات الدورة عندما تكون الرغبة عادة أقل من مستوياتها العليا الأخرى ويمكن استخدامها لعلاج حالات اضطراب الرغبة الجنسية
ولكن ما زالت هناك حاجة إلى الكثير من البحث لتحديد العناصر المكونة لتلك الروائح"
فمشكلة الرجال الرئيسة هي عدم القدرة على الانتصاب والتي حلها هو حبوب الفياغرا، ولكن مشكلة النساء هي اضطراب الرغبة الجنسية ولا يوجد دواء فعالاً لها، وهي عملية معقدة للغاية في أسبابها وفي طرق معالجتها، حيث يظل علاج الضعف الجنسي أسهل كثيرًا لدى الرجل عنه لدى المرأة
ويعتقد العلماء أيضًا أن رائحة هذا العرق ربما تشكل دورًا فعالاً في عملية التوافق الجنسي بين الرجل والمرأة لأننا نبحث عن رفقاء تختلف رائحة أجسامهم عن رائحة أجسامنا، وبعد فترة من العلاقة الجنسية قد يحدث إدمان بين الرجل والمرأة لهذه الرائحة التي تصبح وبشكل تلقائي محفز جنسي لا شعوري
!
والأكثر تعقيدًا وغرابة في الأمر أن هذه الظاهرة أي (الرائحة الطبيعية المحفزة جنسيًا) قد تمنعنا بشكل غير متعمد أو لا شعوريًا من اللقاء الجنسي مع الأقارب أو من البحث عن رفيق مشابه لنا في الجينات
!