أرسل مركز إعلام رسالة إلى رافي جينات محرر "يديعوت أحرونوت" ردا على مقاله الصادر في يوم 28 تموز 2006، عنونه بـ "الصحافة ونظرية الأخلاق" وجاء فيها ما معناه:
لم يكن في تاريخ الإنسانية نظرية في الأخلاقيات بررت قتل الأبرياء
مكانتك كرئيس تحرير كبرى الصحف، كانت تحتم عليك المساهمة في خلق فهم سياسي لما يدور حولنا، الأمر الذي فقط عن طريقه نصل لسلام عادل وشامل
لكنك اخترت بقصد وبسبب أفكار وقناعات تتغذى من إجماع حربي صلب أن تتنكر لخيارات أخرى تحمل في طياتها رفض قاطع وواضح لقتل الأبرياء
أمر يدعو لبالغ القلق والغضب أن يبحث رئيس تحرير عن سبب لكي " يشعر بالراحة" أثناء قتل أبرياء، هدم بيوت، قصفهم وهم يبحثون عن ملاذ، هدم جسورهم ومدارسهم ومستشفياتهم
أمر يدعو لأكثر من الغضب أن يبحث الإعلام الإسرائيلي عن أسباب لراحته وهو يصمت، ويبرر، بل ويجهز الأرضية للقتل والدمار
للتذكير، الخسائر البشرية في أوساط الجنود أثناء الحرب هي جزء من الحرب، اختارأن يدفع ثمنها من اختار الدخول في الحرب
لكن في المقابل، علينا ألا نبرر أي عملية اختيار لقتل المدنيين، لأنه لا يوجد مثل هذا المبرر
ولا تستطيع أي نظرية في الأخلاق أو حتى في المنطق الإنساني أن تبرر ذلك
أمر يدعو للعمل السريع، أن يقوم رئيس تحرير بسد آفاق التفكير السياسي السليم، وباختيار ليس فقط تجاهل ارتكاب الجرائم، بل الاحتكام لها
يستطيع الإعلام أن يأخذ موقفا، لكنه لا يستطيع أن يأخذ موقفا معاديا لحقوق الإنسان وللقيم الإنسانية الكونية
يستيطع الإعلام أن يأخذ موقفا، لكنه لا يستطيع أن يأخذ موقفا متجاهلا لوقائع ترتكب في الميدان
في مقالك، كما في أداء صحيفتك منذ اليوم الأول للحرب، عملية إنتاج بنية ذهنية رهينة لكل إدعاء عسكري، حكومي، رسمي، سياسي يصدر عن المؤسستين السياسية والعسكرية
لقد سلبت من الرأي العام كل قدرة على التفكير النقدي والمستقل، لقد سلبت من الرأي العام كل قدرة على التفكير الحر والمبدع، لقد سلبت من المواطنين القدرة على المحاسبة الأخلاقية، قوتهم الوحيدة الحقيقة في هذه الأوقات
نلفت نظرك أخيرا، بأن الأسئلة الأخلاقية لن تكون أبدا "بيننا وبين أنفسنا"
للأسئلة الأخلاقية دائما أبعادها على الآخرين
لا تتأكد من أن "تدني" السقف الأخلاقي سيحيمك، هو بالذات الذي يعرضك للخطر، هو بالذات الذي عليك أن تحمي نفسك منه