- سعيد نبواني :
* لقد قمنا بتحويل منزل عمنا المرحوم أبو صالح زيدان نبواني إلى متحف تخليدا لذكراه
* يقوم بزيارتنا طلاب المدارس وطلاب جامعات ومجموعات مختلفة من ديانات أخرى ونقوم بتعريفهم على ما يوجد
* المرحوم كان نجارا وبعد رحيله فكرنا أنا وأخي محمد نبواني أبو وائل قررنا افتتاح رابطة لخدمة جميع الناس تحمل اسم المرحوم
العديد منا يقوم بإحياء ذكرى مقربينا الذين رحلوا عنا بعدة طرق ..البعض منها بشكل خاص والبعض الأخر بشكل مميز.. عائلة نبواني من قرية جولس وفي خطوة غير مسبوقة قامت بإحياء ذكرى عميد العائلة المرحوم الشيخ أبو صالح زيدان نبواني بشكل مميز يحتذى به.
فقد قام أبناء أخوة المرحوم وأفراد عائلته وعلى رأسهم سعيد نبواني (أبو زاهر) بتحويل منزل المرحوم إلى متحف اثري مميز لإحياء ذكرى المرحوم بالإضافة إلى إحياء التراث الدرزي لأبناء الطائفة المعروفية بشكل عام.
المتحف جميع التاريخ من كل جهة
ومن يدخل اليوم إلى منزل المرحوم أبو صالح زيدان نبواني لا بد من أن ينفعل مما يرى هناك من صور وأدوات مميزة ولباس وكتب خاصة بها تاريخ الطائفة المعروفيه منذ مئات السنين. هذا الإرث المميز والخاص لا يقدر.. وقيمته أغلى من أي ثمن.
فقد قام أفراد العائلة بجمع مئات الأدوات الخاصة التي كانت تستعمل منذ سنوات وجمعوها في هذا البيت العامر الذي سيبقى متحفا اثريا لكل من يهمه تراثنا الشعبي ويحفظ على ذكر أبائنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا.
تحويل المنزل الى متحف
وخلال زيارتنا لهذا المكان المميز والخاص كان باستقبالنا سعيد نبواني (أبو زاهر) الذي يقف وراء هذا الإرث الخاص بالإضافة إلى أخوته وأفراد عائلته. وعن الفكرة بإنشاء بيت للتراث الدرزي حدثنا سعيد نبواني الذي يقف اليوم على رأس جمعية التراث العربي الدرزي قائلا:" لقد قمنا بتحويل منزل عمنا المرحوم أبو صالح زيدان نبواني إلى متحف تخليدا لذكراه .. المرحوم لم يكن لديه أولاد.. وكنا نحن بمثابة أولاده.. ولكي نكمل المشوار.. إذ أن المرحوم كان شيخا تقيا ومساعدا للشيخ المرحوم أمين طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في البلاد..".
إنشاء رابطة لخدمة الناس
وأضاف:" والمرحوم كان نجارا وبعد رحيله فكرنا أنا وأخي محمد نبواني أبو وائل قررنا افتتاح رابطة لخدمة جميع الناس تحمل اسم المرحوم تخليدا لذكراه.. وبدلا من أن نقوم بتأجير منزله قمنا بافتتاح هذا المتحف الخاص ليكون مفتوحا لكافة الفئات والشعوب والديانات لكي نعرفهم على عاداتنا وتقاليدنا منذ مئات السنين..".
من ليس له ماض لا يوجد له مستقبل..
وقال:" واليوم والحمد الله يقوم بزيارتنا طلاب المدارس وطلاب جامعات ومجموعات مختلفة من ديانات أخرى ونقوم بتعريفهم على ما يوجد هنا من أدوات ورموز وتحف أثرية إذ ان العديد منهم وحتى من المعلمين لا يعرفون أسماء القطع الأثرية وتسميتها بالشكل الصحيح إذ ان المعظم حتى يجهلها. فمن ليس له ماض لا يوجد له مستقبل، ومن واجبنا توعية أولادنا وأحفادنا واطلاعهم على تراثنا وتاريخنا بدون الصرخات التي استولت علينا وخصوصا في عالم الحاسوب والانترنت والهواتف الخليوية والفضائيات".
نمط حياة الأجداد
وأضاف:" ومن يحضر إلينا نطلعه على نمط حياة أجدادنا وآباءنا البسيطة بدون التقنيات الحديثة. بالإضافة إلى اطلاعهم عن نمط التغذية السليمة والصحيحة من الأكلات الشعبية المميزة من الزيت والزيتون والعدس والرز والخضراوات والإعشاب الصحية التي أعطت أجدادنا الصحة والعافية والمعدومة من الأمراض".
أبو زاهر بنى معظم منازل جولس القديمة
أبو زاهر سعيد نبواني وإخوته قاموا بجمع مئات لا بل آلاف الأدوات والمعدات المميزة من أدوات النجارة الخاصة بالمرحوم أبو صالح زيدان نبواني.. بالإضافة إلى أدوات الحراثة والزراعة، وعدة "الدقاق" في الحجر. وقال سعيد نبواني:" والدي وعمي قاموا ببناء معظم منازل قرية جولس القديمة..". بالإضافة إلى أدوات الكيل والميزان والحصيدة والأسلحة وأدوات المطبخ والأعمال اليدوية المميزة من لباس العرائس التقليدي وجهازها. كذلك يتواجد في بيت التراث الدرزي عدة إنارة مميزة وفريدة من نوعها.. وأدوات موسيقية مميزة .
صالون المنزل أصبح متحف صور
أما صالون المنزل فقد حوله سعيد نبواني وإخوته إلى متحف صور وخاص لقادة الطائفة المعروفية الدينية والاجتماعية .. إذ يوجد هناك صور نادرة لزيارات قاموا بها مشايخ الطائفة ألمعروفيه الذين أتوا من جبل الدروز في سوريا .. إذ تجدون هناك صور نادرة لشخصيات تاريخية دينية بالإضافة إلى مسيرتهم وسيرتهم الذاتية.
تاريخ كامل تحت سقف واحد
كل هذا يتواجد تحت سقف واحد بإمكان الجميع الاطلاع عليه إذ ان التواجد في هذا المكان يعيدنا إلى الوراء مئات السنين.. ويعيد الذاكرة إلى حياة أجدادنا ونمط حياتهم اليومي المميز والصعوبات الجمة التي عانوا منها وللإنجازات العظيمة التي أنجزوها.
وبدون أدنى شك فان بيت التراث الدرزي أصبح عنوان لكل فرد من أبناء الطائفة ألمعروفيه الأصيلة، يتوجب على كل فرد منها زيارته والاطلاع عليه وهذا لا يقتصر فقط على أبناء الطائفة المعروفية بل لجميع الطوائف ويا حبذا لو يتواجد مثل هذا الإرث التاريخي الذي يجسد حياة أبائنا وأجدادنا وتاريخ شعبنا وبلادنا على مر العصور والأجيال.