تعتمد مدينة بيزا الإيطالية الساحلية على زوارها السائحين الذين يتأملون برجها المائل "برج بيزا" منذ ثمانية قرون، والذي يعد أحد عجائب الدنيا

"برج بيزا" وهو منشأة معمارية جميلة وفريدة من نوعها، وهو مبني على طراز معماري روماني ومصنوع من الرخام الأبيض وعلى شكل أسطواني يتكون من ثمانية طوابق

أما سبب شهرة هذا البرج بالإضافة إلى تصميمه الرائع فهو بناء لا يقف بشكل عمودي مثل كل الأبنية، بل هو مائل بشكل ملحوظ، وتوقع الجميع انهياره، إلا أنه بقي شامخاً حتى الآن

وتعود قصة "برج بيزا" في مدينة بيزا بولاية توسكانا، عندما غزا أهل المدينة صقلية في القرن الـ 11 الميلادي وحملوا من كنوزها ما جعلهم يبدئون مشروعهم في بناء هذا البرج بارتفاع 54

5 متر وبه درج مبني داخل الجدران يتألف من 300 درجة, (مجهز حالياً بمصعد كهربائي)

بدأ إنشاء البرج في 9 أغسطس 1173 ولكن بعد أن وصل البناء إلى الطابق الثالث بدأ يميل والسبب أنهم اختاروا منطقة طينية "التربة" رخوة تمر بين نهرين

وتوقف البناء عام 1178 ودام التوقف لمدة قرن آخر، ثم شرعوا في البناء من جديد عام 1278، ولمعالجة مشكلة الميل بدؤوا يطيلون العواميد الحجرية من الطابق الثالث، بالإضافة إلى وضع أجراس منوعة الأثقال في أماكن شتى لمنحه التوازن، وفي عام 1370 اكتمل بناؤه

وقام العالم الفيزيائي جاليلو، في عام 1590، باستخدام البرج لإثبات نظريته في الجاذبية وتسارع سقوط الأشياء

وخلال الحرب العالمية الثانية، دمر الجيش الأمريكي كل الأبراج خوفاً من وجود قناصة في الأبراج وكان تفجير برج "بيزا" مخطط له أيضا؛ ولكن قرارا جاء في اللحظة الأخيرة بالانسحاب أنقذ البرج من التدمير

ويعد "برج بيزا" المائل هو برج جرس كاتدرائية مدينة بيزا الإيطالية، وهو يقع بجانب كاتدرائية بيزا "حقل المعجزات" Campo dei Miracoli

في 27 فبراير 1964، طلبت الحكومة الإيطالية مساعدات لمنع البرج من السقوط، فتم تعيين مجموعة متعددة الأطراف من المهندسين، الرياضيين والمؤرخين واجتمعوا في جزر أزوريس لمناقشة طريقة تثبيته، وينتهوا إلى ما هو عليه

وفي عام 1998 رجعوا إلى فكرة الفيزيائي "فيرناندو دتيراتشينا" التي صممها عام 1962 باستخراج التربة من القاعدة الشمالية وهكذا ربطوا البرج بأسلاك فولاذية بسماكة 5 سم يزن كل 10 أمتار منها 500 كلج وحفروا على بعد 4 أمتار من البرج بـ 12 أنبوباً ما يشفطون به التربة من ناحية الشمال حتى يستوي مع غطسه من ناحية الجنوب

وقد أٌغلق البرج ومنع السائحين من تسلقه في عام 1990، لأنه معرض للانهيار كل لحظة، وحسب قوانين الفيزياء كان من المفروض أن ينهار منذ 50 سنة؛ ولكنه ما زال واقفاً مائلاً أكثر من 5 درجات ضد قوانين الفيزياء

وبعد عقد من جهود التصحيح والتثبيت تم إعادة فتح الأبواب للزوار في 15 ديسمبر 2001

تم اقتراح العديد من الطرق لتثبيت البرج من ضمنها إضافة 800 طن متري من الرصاص كثقل مقابل على الطرف المرتفع أو من قاعدة البرج، الحل النهائي لتصحيح الميلان كان إزالة 38 متر مكعب من التربة من تحت الطرف المرتفع من قاعدة البرج

ويحاول عدد كبير من أشهر المعماريين العالمين في حل مشكلة البرج التي تعتبر من أصعب المشاكل الهندسية للمحافظة على شكل البرج المائل