غُربتي شعبي،
ورحلة ُ الموت ِ
رصاصة ُبندقية ٍ
تُسيّل الدم َ من
جرح ِ الكلمات...
غربتي شعبي،
والسلام ُ الذي ذاب َ
كالملح ِ في جوف
البحر ِ
والماء ُ الشفاف ُ
يعكس ُ الشموخ َ
في سمائي لنسر ِ
اللحظة الأخيرة
رمي الرياح للقصب
رمي الدموع ِ للغضب
وغيابنا عن الفكر ِ
نغيب ُ وعشبنا
الوطن...
يصير ُ رملا ً، يصير ُ
حجرا ً محجلا ً
غربتي شعبي،
وساحل ُ الأرض ِ
الميتة،
وساحل ُ البلد ِ
الراحلة في دمعة
طفل ِ
غربتي مع جحودي،
وحَجري وصمودي،
وزندي وحديدي
غربتي مقتل ُ الأمل ِ
في بلسم ِ الصباح
في لوحة ٍ مائية
ترحل ُ في ورقة
الشعر ِ
التي ألون ُ عليها
بالدم ِ الأحمر
انتصاري ، انصهاري
احتضاري... في
حضرة الموت ِ
أنا وليلة ُ القدر ِ
زهرة مسمومة ٌ
تنسم ُ عبر الشذى
ومعها تطير أحلامنا
من حيز السكون
الى الفضاء
تطير ُ قصة ُ
الفلاح ِ وبذور القمح ِ
على أرضنا الجرداء
غربتي شعبي
وحلم قديم ٌ بالعودة ِ
الى حيث الرحيل ُ
بلا عودة
الي حيث ُ يصير ُ
بيدي مفتاح ُ بيت ِ
جدي
حالة ٌ من الآخر ِ
تغيب ُ مع المطر ِ
أو تطير ُ مع الهبوب
غربتي وطني
الذي رحل من قاقون َ
فامتطى جواد الوداع
وامتطى الايقاع ُ
ومعزوفة َ السلام
دهاليز ُ العجائز ِ
قبل ساعة الفجر ِ
غربتي وطني
وبائع ُ اللبن ِ
والنار ُ تتقد ُ
على جبهة ِ السكونْ
تبث عبق َ مدللة ٍ
تحمل بين اوتار ِ
اصابعها
زهرة ً لوزية ..
خلت ُ اني بعيدا ً
عن العالم ِ
امرح ُ،
اسرح ُ،
اشطح ُ،
ولا أجد نفسي
الا راحلا ً
عن وطني ..
رحلت ُ غريبا ً في الوطن
فصرت ُ من صاحب الهوية
الى مجرد سائحٍ مؤقتْ،
فالمكان ُ ليس لي،
والزمان ُ ليس َ لي،
صرت ُ هرما ً
أحمل الشؤم َ على
كاهل ِ الزمانْ
صرت ُ الرجل المهزوم
في أول ِ مبارزة للقصائد
صرت ُ من بلادي
نافخ ُ البوق
ومعلن ُ الموت .. في بلادي
أنا غريب ُ الدار ِ والشجن
فأغاني الطفولة ُ تغيب
من ذاكرتي
وشميم ُ الزعتر ِ يغيب ُ
للنسيان
ورقة ُ الزيتون ِ
تخضر ُ تارة ً
تصفر ُ تارة ً
وتسقط ُ ارضا ً
معلنة ً سقوط َ الشجرة
في أول معاركها مع
الخوف ِ
لا أقدر ُ على الغد
أنا لست ُ لي
أنا من الأمس ِ
صرت ُ تاريخاً
صرت ُ ملحمة ً
سطرها الشعراء ُ
بحبر ِ الدماء
رحلت ُ كالورد ِ
مذبلا ً
هرمت ُ ومعي
قلمي ...
انطويت ُ كورقة
الصفصاف ِ
وانسكبت ُ من رحم الحياة ِ
الى حياة ِ ما بعد الحياة ..
مشكلتي أني لا أجيد ُ
اللعب َ بالزناد ِ
ولا أجيد ُ لعبة القتل ِ
لا أجيد ُ هجر البلاد ِ
فانا فيها وهي سئل ِ
لا أقوى على البعاد
في بلدي انا كلي
أنا سيد ُ العباد
أنا ملئي
انا واحد ٌ وستون
أنا اثنان ِ وستون
عاما ً من الحصار ِ
أنا حالة ُ انتصار ٍ
لأني احيا بعد
اغترابي
عن الجمل ِ
لاني ابن الفاء ِ
في فلسطين
وسيد السين ِ
والسنين ..
لي حاضر هنا تسطره
اشجار ُ الزيتون ِ
لي ذكرى مع النون
لي أني لها ..وهي
لي ...
غربتي اني حاضر ٌ
لا يغيب ُ
وماض ٍ معطر بالكستناء
واني في المستقبل ِ
سيد الشعراء ِ
كباقي من سبقوني
من الدراويش ...
الوقت ُ هنا يتذكر
اني وضعت ُ بصمتي
في ساحة الفن ِ
وضعتُ الطريقة للعب ِ
على طاولة الموت ِ
وصرت ُ غريبا ً
في الكلمات
صرت ُ الرقم الصعب
فانا واحد والباقي
شتات ....