* الدكتور عبد الله شلح :
- "إسرائيل" هي من تملك ورقة ضمانات، وهي تهدف من خلال هذه المفاوضات تحويل السلطة موظف امني
- المقاومة لا تعيش مأزقا و أن ما يجري ان المقاومة في الضفة تلاحق من قبل السلطة التي اتخذ من نفسها أمينا على امن "إسرائيل"
- إسرائيل باتت تخشى من معادلة ردع تم إرساءها بعد حرب تموز و هي لا تقبل طرف عربي و مسلم يمكنه ان يدافع عن نفسه
وكالة فلسطين اليوم -أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الدكتور عبد الله شلح على أن المفاوضات غير المباشرة محاولة تبييض صفحة "إسرائيل" و تحريرها من أي عبء أو مسؤولية على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
وعبر الدكتور شلح، خلال مشاركته في برنامج لقاء خاص الذي يبث على قناة الجزيرة الفضائية، عن تخوفات الحركة فيما يتعلق باستئناف المفاوضات غير المباشرة، لعدة أسباب أهمها كما قال.
وأضاف شلح:" أن هذه المفاوضات من شأنها قطع الطريق التضامن العربي و العالمي لما يتعرض له الشعب الفلسطيني، ويفتح شهية الاحتلال للعودة إلى التطبيع المجاني مع الدول العربية".
المفاوض الفلسطيني "ضعيف"
إلى جانب ذلك، قال الدكتور شلح أن هذه المفاوضات ستضع المفاوض الفلسطيني بموقف "الضعيف"، وانه على استعداد على تقديم تنازلات دائمة، وبالتالي لا تقدم أي نتائج متوقعه منها.
وحول إذا ما كانت الموافقة العربية على استئناف المفاوضات لإعطاء فرصة لأمريكا و ليس لإسرائيل، قال الأمين العام:" إعطاء فرصة للجانب الأمريكي يتطلب ضمانات حقيقية، و لكن ما يجري هنا أن "إسرائيل" هي من تملك ورقة ضمانات، وهي تهدف من خلال هذه المفاوضات تحويل السلطة موظف امني لضمان امن إسرائيل، وشراء المزيد من الوقت لاستكمالات تهويد القدس وبناء المستوطنات".
وطالب شلح السلطة الفلسطينية بتحديد معاير وأهداف وشروطها من عملية التفاوض، ولكن ما هو مؤكد بحسب الأمين العام، ان لا أهداف ولا شروط وان هذه المفاوضات ستفضي إلى ثلاث خيارات فقط.
الخيار الأول أن لا تخرج هذه المفاوضات بشئ و ان يبقى الأمر على ما هو عليه، و الثاني التمديد لعملية التسوية بشروط أوسلو و التي لم يجني منها الشعب الفلسطيني شئ، و الثالث أن يذهب الرئيس محمود عباس إلى المفاوضات للحل النهائي و دولة فلسطينية، دون أي إمكانية عملية لذلك.
واعتبر شلح ان الموقف الفلسطيني بات يتراجع أكثر و أكثر بالمفاوضات، محملا الدول العربية المسؤولية عن هذا التراجع، والذين رفعوا شعار المفاوضات و كأنه ممر إجباري.يجب السير فيه، في حين ان إسرائيل لا تقدم سوى الفتات و الفائض عن حاجتها في المفاوضات.
المقاومة لا تعيش مأزق...
وفي سؤال حول مأزق المقاومة، قال شلح أن المقاومة لا تعيش مأزقا و أن ما يجري ان المقاومة في الضفة تلاحق من قبل السلطة التي اتخذ من نفسها أمينا على امن "إسرائيل"، في حين كان لا بد للمقاومة في غزة و بعد الحرب على القطاع من إدارة الصراع حفاظا على الشعب الفلسطيني المحاصر.
وتابع:" كان لدينا تقدير أن الشعب الفلسطيني يلتقط أنفاسه في القطاع، فكان لا بد من ممارسة إدارة الصراع " ومؤكدا ان لا " مشكلة بيننا وبين حماس فيما يتعلق بالمقاومة و نحن نعيد قوتنا في استعداد لمواجهة جديدة".
وشدد الدكتور شلح على رفض المقارنة ما تقوم به سلطة غزة بمنع الصواريخ، و مهاجمة الصواريخ من قبل محمود عباس و السلطة برام الله أمر مرفوض "هناك فرق بين من يقول أن الصواريخ عبثية وغير شرعية من الأصل، ومن يمنع إطلاق الصواريخ في إطار ما قلنا عنه إدارة للصراع".
وعن الخلاف بين حماس و الجهاد الإسلامي في القطاع حول إطلاق الصواري قال شلح:" نحن نرفض تجريم السلطة في غزة إعمال المقاومة الغير مدروسة، فهذا الكلام لا يجوز و نحن هنا نعترض، و لكن حماس بالأساس هي شريك و حركة مقاومة".
وشدد شلح على ان المقاومة حافظت على القضية الفلسطينية من الضياع و الاندثار و وقف مسلسل التنازلات التي كانت مطروحة، كما أنها كحالة و مشروع بثقافتها و روحها حررت ارض بقوة السلاح، وكسرت مقولة أن "إسرائيل" دولة لا تهزم، و خلقت "ميزان ردع جديد" في المنطقة.
"إسرائيل" تخشى الحرب
وفي إجابة الأمين العام عن سبب قرع "إسرائيل" لطبول الحرب، قال شلح أن هناك سبب تكتيكي، و آخر استراتيجي وراء الحديث عن الحرب.
فالتكتيكي هدفه الحديث عن قوى إقليمية و لفت الأنظار الأمريكية بعيدا عن القضية الفلسطينية ومحاولة خلق أعداء مزعومين لها مثل إيران و سوريا و المقاومة في لبنان و غزة، و محاولة قطع الطريق بين أي تقارب سوري أوروبي و أمريكي.
و الجانب الاستراتيجي في الإعلان الإسرائيلي عن حرب قادمة كما قال الأمين العام،أن إسرائيل باتت تخشى من معادلة ردع تم إرساءها بعد حرب تموز وهي لا تقبل طرف عربي و مسلم يمكنه ان يدافع عن نفسه. ولذا تعلن انها لا تسمح بالمعادلة,و من هنا فهي تخشى الدخول الحرب و في نفس الوقت لا ترغب في العيش ظل خوف .