كتب لنا أحمد نشأت عباس من السادس "أ" من قرية نحف قصة: سيد الوجوه

في منزل صغير متواضع عاش زوجان بمنتهى السعادة, وقد رزقا بطفلين حسنا الشكل.
مرت الأيام وكبر الطفلان فأصبحا شابين قويين وأراد أبوهما أن يعملا ليكسبا المال الوفير.
ولكن لم يرغب الشابان بالعمل بل أراد كل واحد منهم إكمال دراسته.
لكن رفض والدهما فكرة الدراسة وأجبرهم على العمل طيلة الأسبوع لكسب المال ، وقد ساد البيت جوا من الحزن واليأس بعد ذهاب الشابين إلى العمل وهم مجبرون على ذلك.
وأصبح كل واحد منهم يغادر البيت ويعود دون أن يتكلم مع والديه .
وفي يوم من الأيام مر الأب ببائع متجول يقولون له سيد الوجوه فقصده الأب وقال له :هل
صحيح ما يقال؟
سيد الوجوه: وماذا يقال؟
فقال الأب :انك تبيع وجوه تحقق الأمنيات .
فقال البائع :نعم .
فقال الأب :جميل جدا هذا ما أردته ,هل لديك قناع حب المال .
فقال البائع :طبعا هناك قناع للسعادة والمال وكل ما تريد ,فاشترى الأب قناع حب المال,
ليجعل ولديه يحبان المال كثيرا وهكذا يعيشون بسعادة بعد أن يصبح اهتمام الشابين فقط بجمع المال.
ومرت الأيام وأصبح الشابين يحبان المال كثيرا كثيرا وأصبحا يفضلان المال أكثر من أي شئ
حتى والديهم ، بحيث أصبحا يفكران فقط في كيفية الحفاظ على المال، وحمايته من الآخر .
فقرر الشابين الاستمرار في العمل والاحتفاظ بالمال.
وفكر كل واحد منهم الانتقال إلى بيت جديد خاص به لوحده وهكذا بقي الوالدين لوحدهما في
البيت حزينين .فبكى الأب وقال:لم تكن تلك أمنيتي ,فانا تمنيت أن يكون معهم المال
ليصبحوا أغنياء لا ينقصهم شيء ويعيشوا سعداء طيلة حياتهم ,لم أتمنى لهم حب المال دون الأهل والأحباء والعائلة .
ندم الأب على ما فعل واخذ يبحث عن بائع الوجوه في كل مكان حتى وجده على حافة الطريق
,يقف ويعرض الوجوه.
فناداه وقال :يا بائع الوجوه ....هل لديك قناع المحبة؟
قناع يدع الإنسان يحب عائلته وبيته وأقربائه , قناع يجعل الإنسان يحب الحياة بكل ما فيها فأجاب بائع الوجوه:طبعا طبعا يا أخي!
هذا أحلى الأقنعة الموجودة لدي , خذ وتمنى .... وهكذا اشترى الرجل القناع وتمنى أن يحبا
ولديه كل شيء من حولهم وان يحبا الحياة بكل ما فيها.
وهكذا بعد مدة قصيرة عاد الشابين إلى بيت والديهم وطلبوا منهم الرضا والسماح ,وطلبوا
من أباهم أن يكملوا دراستهم ليسعدوا ويقدموا العون للناس.

ففرح الأب كثيرا كثيرا وقال عبارة جميلة:((المال لا يشتري السعادة)).