تتهادى على العشبِ كالظبية والعينُ ليلٌ داكن، فتمشي طروباً تتناثرُ في الألوان وتنعزلُ عن الماء الذي ينهالُ على جسدها يلاطفه يداعبه ينظفه بورد الزعفران، تترنمُ بايقاع الصبا تنسمُ مع مهباتِ الرمانِ فشعرها حناءٌ مثير للجدل، ووجها اشراق الشمس ِ للأمل ، يداها حالة الحريرِ المرتمي على صدرها وحالة البني في اثر البيلسان.
منديلها الاحمرُ يترامى يبعثره الهواء فيطيرُ عاليا ً ويدبُ ارضاً بخفة يبرح على كتفيها فيرسمُ بمخيلتي خريطة الحب الأولى في بادئ العصر ِ، تتناغمُ في ترداد قلبي كذبذباتٍ خفيفة تهمسُ لي نظراتها اللطيفة بحبها لي ولا احد سواي...!
هي عزفُ ناي في سهل المرجانِ، هي ثورة امرأة وانتصار الاناث على الرجال، هي قيثارةٌ حزينة على وترها يفيض الجمال بغزارة فيصبح دلال، والخجلُ على وجنتيها قمرين احمرين مرسوم عليهما كلام الحبِ والغزل، انفها الصغير جمرةٌ تؤرقني، تذبحني، تطردني من بين الرجال... انا لها انا منها ولدتُ واليها اعود طفلاً وخيال.
مشت تدفعُ الشعرَ من قريحتي في كل خطوة خفيفةٍ على الأرض، مشت تبعثر الاشياء في الأماكنِ الساكنة وتمطرُ العبير من ريحِ جسدها المخملي وعطرها الذي كاد ان يكونَ اعصار، ودقت على بابِ قلبي ففتحته وغمرته بحنانها ولطفها وسحرها.. فالقلبُ عاد حياً بعد موتٍ دام ألف عام، عاد من رحلة السفر ِ الشتائية مثل شطر الحمام بل عاد من رقصة الغزل السمائية في دورات اليمام.
هي موسيقى يتلاعبُ بها الهواءُ فيرميها على كفي اخالها حوريةٌ ظهرت في صفحاتي وقصائدي بل جنيةٌ هوائية تذيبني برقتها وتلملمني بعد تهشمي وانكساري، هي انثى ليلية سرها انها من تلةِ بني عامر واصلها من ليلى العامرية وفرعها اغصان الزنزلخت، شذاها امتزاج الريحان ِ بليلة ِ القدر ِ، صوتها انغامٌ وألحان تشرقُ على سنا برقٍ خطفة، خفطة، وتخفت مع الظلِ فجاءة فاخاف اني اموت ساعتها فتعود بسنا خطفها فاعيش على الفورِ ورديا انسان...