* د رياض كامل: المكان في أدبه يتجاوز الجغرافيا إلى الانتماء والهُوية
* د يوسف جبارين: لا يعقل ألا يتذّوق طلابنا شعر جهشان وأعلامنا الثقافية
* د حسين حمزة: شعر شكيب جهشان نقل الرواية الفلسطينية وجسّد الذاكرة التاريخية
عُقدت يوم الجمعة الماضي في مكتبة أبو سلمى في مدينة الناصرة وبالتعاون مع مركز "دراسات"، ندوة أدبية ثقافية حول الموروث الأدبي والوطني للشاعر والمربي الراحل شكيب جهشان، وذلك بمناسبة صدور كتابه "كلام قليل"
إفتتح الندوة الأستاذ شفيق جهشان فرحب بالحضور وأثنى على المبادرة لعقد مثل هذه الندوات الأدبية والوطنية، وخاصة حين يتم مناقشة أدباء ومربيين مثل الشاعر والمربي الراحل شكيب جهشان
توتّر درامي عميق
وقدّم د
حسين حمزة، المحاضر في كلية التربية العربية في حيفا، مداخلة تحت عنوان "مفهوم الحكاية عند الشاعر جهشان"، قال فيها إنّ مفهوم الحكاية في شعر شكيب جهشان يتجلّى في أنّه يعتبر ناقلا للرواية الفلسطينية
ولم يكن هذا النقل سوى تجسيد للذاكرة التاريخية داخل النص الأدبي
وأضاف د
حمزة: "إن المتتبع لشعر جهشان يقف على بنية الحكاية متجسّدة في الدراما القصصية التي تشكّل ميزة أساسية في مسيرته الشعريّة
وقد جاء رصده لتفاصيل الرواية الفلسطينيّة بما يشبه اللوحة الفسيفسائيّة، فلم يغلّب الكليّات على التفاصيل، مما منح شعره سمة التوتّر الدرامي العميق
وقد توسلّ في سبيل ذلك آليات أسلوبية عديدة منها: اللغة الواقعية التي تماسّ الواقع، التناصّ التاريخي والشعبي والديني، الإيقاع القصير، والبنية القصيرة للجملة الشعرية
كلّ هذه الأساليب ساهمت في تلاحم الشكل والمضمون من جهة، وفي تحصين الوعي بالرواية الفلسطينية عند المتلقي، من جهة أخرى"
أسلوب قصصي حميمي
وقدّم د
رياض كامل، مدير مدرسة مار يوسف في الناصرة والمحاضر في كلية "أورانيم" مداخلة تحت عنوان "خصوصيات المكان في شعر شكيب جهشان"، قال فيها إنّ المكان في الأدب لا يتحدد من خلال الموقع الجغرافي بل هو أوسع من ذلك بكثير، إنه انتماء عاطفي وهُوية
واعتبر د
كامل أن المكان مركب هام من مركبات البناء الأدبي القصصي أكثر منه في الشعر، "لكن شعر جهشان تميّز بالأسلوب القصصي، وقد برز بشكل واضح من خلال تصوير البيت والقرية والمخيم والعلاقات الحميمة التي تميّز المجتمع القروي في منتصف القرن العشرين، نرى من خلاله صورة للعائلة العربية في ظل القرية عاداتها وتقاليدها وطريقة حياتها مأكلها ومشربها
ودفاعها عن المكان نابع من الدفاع عن الكيان والوجود"
زرع حب اللغة والثقافة
أما المداخلة الثالثة فقدّمها د
يوسف جبارين، مدير "دراسات" المركز العربي للحقوق والسياسات والمحاضر في جامعة حيفا، تحت عنوان "الموروث التربوي-الوطني للشاعر جهشان"، فاستذكر أن تعلـّم اللغة العربية على يد الشاعر والمربي جهشان كان بمثابة حلم لدى طلاب المدرسة، "فقد زرع فينا حب اللغة العربية والثقافة العربية الفلسطينية والإنسانية، وكان يخصص الكثير من وقته، تطوعًا، لكي يلتقي بالطلاب بعد الدوام الدراسي لمناقشة أشعاره وكتاباته ومدلولاتها التربية والوطنية، كما وخص طلابه بقصائد رائعة كانوا أول من سمعها وقرأها في مناسبات اجتماعية ووطنية، وأذكر قصيدته "ولد على كتف الطريق" التي كتبها مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى"
وأضاف د
جبارين: التحدي أمامنا الآن أن نشحذ الهمم من أجل إدخال شعر وأدب جهشان، وغيره من الأدباء الوطنيين، إلى مناهج التعليم الرسمية؛ فمن غير المعقول أن يتخرّج طلابنا اليوم دون أن يتذوقوا أدب جهشان وتوفيق زياد وسميح القاسم وإميل حبيبي ومحمود درويش وغيرهم من أعلام ثقافتنا الوطنية
أدبهم هو جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية وذاكرتنا الجماعية وعلينا تكثيف الجهود لشمل هذا الأدب في مناهج التعليم"
شكيب جهشان في سطور
ولد الشاعر والمربي شكيب جهشان في قرية المغار الجليلية في 21 تموز 1936 وتلقى فيها تعليمه الابتدائي، ثم انتقل إلى الناصرة ليلتحق بمدرستها الثانوية البلدية
عمل مدرسًا للغة العربية في كل من دير الأسد والرامة والناصرة منذ عام 1957
أحد مؤسسي الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين في إسرائيل ونائب رئيسه لدورتين متتاليتين
رحل يوم 14 شباط 2003 عن 66 عامًا
له عشرة دواوين وعمل نثري واحد، بينها مطوّلة "أذكر" التي مسرحها وأنتجها مسرح "الميدان" وعُرضت لسنوات طويلة
ومؤخرًا أصدرت عائلته كتابًا جديدًا حمل عنوان "كلام قليل" ويضمّ أعمالاً غير منشورة