- حنا سويد:
* المشكلة تكمن في تضييق هامش الحريات والمس بحرية التعبير، وحرية البحث الأكاديمي، وحرية التفكير، والنتيجة هي ادخال الجامعات الى خندق الظلمات
قال النائب حنا سويد رئيس كتلة الجبهة البرلمانية امس الاثنين، خلال مناقشة اقتراحات حجب الثقة عن الحكومة التي قدمتها كتل الجبهة والقائمة الموحد والتجمع، ان الهجمة الشرسة التي تقودها بعض المجموعات اليمينية ضد المحاضرين التقدميين في الجامعات، هي يجب ان تضيء ضوء احمر، حيث تقاوم احدى المجموعات العنصرية الهزيلة التي تطلق على نفسها "ام ترتسوا"، بملاحقة ومتابعة العديد من المحاضرين الجامعيين، بحجة انهم تناسوا القيم الصهيونية. وقال سويد ان هذه المجموعة تدعي ان هؤولاء المحاضرين يدّرسون مواد ضد النهج الصهيوني، وقد وصلت بهم الجرأة الى ارسال رسالة تهديد لأحد المحاضرين في جامعة بئر السبع، تحمل اسم هذه المجموعة. واضاف سويد، ان هذا التهديد المباشر ينذر بخطورة هذه الأجواء التي تحاول هذه المجموعات تأزيمها، وعلى الرغم من عدم التأكد من ان احد القائمين او المنتسبين لهذه المجموعة قام بالفعل بارسال هذه الرسالة، الا ان الأجواء التي تحاول هذه المجموعة ومثيلاتها خلقها واظهارها على أنها خطر داهم، ادت الى هذه النتيجة، وهناك من يستمع وينصت الى هذه الأقوال والترويجات، ومن ثم ينفذ، وهذه الرسالة هي بداية خطيرة، لا يحمد عقباها.
وقال النائب سويد، ان هذه الممارسات العنصرية لا تتوقف عند المواطنين العرب، وانها تتفشى لتطال المجموعات الأخرى، ويجب ان يعي الجميع خطورة هذه الممارسات، وضرورة لجمها ومنعها، منذ طورها الأول. الحجج بأن هناك ظواهر مناهضة للصهيونية، هي غير واقعية، فما نشهده اليوم هو في الحقيقة هو نيو- صهيونية، تمامًا كالنيو- ليبرالية، التي تعبر عن عدم الرضى من الليبرالية الاقتصادية، وتتطالب بالمزيد من الخطوات الاقتصادية الليبرالية، حتى انها تعتبر ان الليبرالية فشلت في العديد من الأمور في امريكا واوروبا، ويجب فرض قيم ومعايير ليبرالية جديدة تكون اكثر شدة وحزمًا من سابقاتها. هذا ما نراه وما نلمسه اليوم من انبعاث الصهيونية الجديدة، في اروقة واوكار اليمين، الذين يبثون هذه السموم. المشكلة الحقيقية ليست البوست- صهيونية (ما بعد الصهيونية)، ومن يؤمن بها، المشكلة تكمن في تضييق هامش الحريات والمس بحرية التعبير، وحرية البحث الأكاديمي، وحرية التفكير، والنتيجة هي ادخال الجامعات الى خندق الظلمات. الاسهم موجهة الى العديد من محاضري العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ماذا يريدون منهم ان يدّرسوا؟! لا يعقل ان تتعالى هذه الأصوات المضادة ضد النظريات العلمية والمناهج التعليمية التي تتطور وتبحث في كافة القضايا، بحجة عدم ملائمتها للمبادئ الصهيونية، يجب على وزير المعارف التنبه لهذه الأخطار، التي تتعاظم بشكل تدريجي، ولجمها بشكل لا يدع اي مجال للتعرض لحرية التفكير والتعبير، وحرية البحث الأكاديمي، فهذه المرة الجهد البسيط كان ارسال رسالة تهديد، لكن لا احد يضمن ما مدى انفلات هذه المجموعات العنصرية في المرة القادمة.