* احتفال كبير ومميز امتزجت فيه المشاعر والأحاسيس

احتفلت ثانوية عمال 1 الطيرة مساء يوم الإثنين 21/6/2010 بتخريج الفوج السابع والخمسون من طلاب الثاني عشر وسط أجواء سادها فرح الانتهاء من مرحلة مهمة في حياتهم وحزنٍ لفراق الأصدقاء والرفاق. وقد حضر حشدٌ كبير من الأهالي والضيوف بالإضافة للطلاب الخريجين، كما كان في مقدمة الحاضرين رئيس بلدية الطيرة المحامي مأمون عبد الحي ونائبا الرئيس المحامي سامح عراقي ود. وليد ناصر، والمحامي فؤاد سلطاني رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب المركزية والسيد مدير المدرسة الثانوية المربي مُزهر فضيلي، والقائم بأعمال مدير المدرسة المربية غدير عراقي، والسيد دانيئل بيرك مُمثل شبكة عمال، بالإضافة إلى أعضاء من بلدية الطيرة والمربين والمربيات في الثانوية.

بدأ الاحتفال بتلاوة للقرآن الكريم، ثم بدأت أفواج الخريجين بالدخول مع مربييهم وسط أجواء احتفالية وتصفيق الحاضرين. بعدها بدأ عريفي الحفل الطالب شادي أبو خيط والطالبة أسماء فضيلي بتقديم السادة المتحدثين حيثُ ألقى الكلمات مُدير المدرسة ورئيس بلدية الطيرة ورئيس لجنة أولياء الأمور ونائب رئيس البلدية وممثل شبكة عمال ورئيس مجلس الطلاب الذين عبّروا جميعاً عن سعادتهم الغامرة بهذه المناسبة وعن تأكيدهم ودعمهم للتغيير الذي طرأ على الثانوية في الفترة الأخيرة.
مُزهر فضيلي مدير الثانوية هنّأ في كلمته الطلاب وأهاليهم، وأشار إلى الحالة التي سادت الطيرة سابقاً بالنسبة للثانوية بحيثُ كانت تستقبل الطلاب من مختلف المدن والقرى العربية وحالة اليوم التي وصلت إليها هذه الثانوية، مُتمنياً أن تعود البلد لسابق عهدها من التميّز والنجاح ودعا الأهالي للتعاون من أجل إصلاح المدرسة، وناشد جميع القياديين والمسؤولين في الطيرة بإبعاد المدارس عن التجاذب السياسي والإضغان المختلفة التي أثرت عليها بشكل دائم.
مأمون عبد الحي رئيس بلدية الطيرة هنّأ بدوره الطلاب بهذا اليوم المميز في حياتهم، وانطلاقهم نحو مرحلة جديدة لتحديد مستقبلهم، ودعا الطلاب للسير في الاتجاه الصحيح من أجل خدمة مجتمعهم وتطوير بلدهم، وقد تطرق أيضاً رئيس البلدية إلى النقاش الشديد الذي كان يدور عن الثانوية مؤكداً على الطريق الذي تنتهجهُ إدارته والذي لن يحيد عنه وهو عدم السماح بإقحام السياسة في أمور المدارس وخاصة الثانوية، وطالب الأهالي بدعم المدرسة ودعم المعلمين منوهاً إلى محاربة تدخل البعض منهم في الشؤون التعليمية ونتائج الامتحانات من أجل بناء مجتمع واع متطور يسمو بالطيرة إلى مراتب عليا.
المحامي سامح عراقي نائب رئيس البلدية ورئيس اللجنة الإدارية للمدرسة ألقى كلمة أشاد بها بهذا اليوم التاريخي للمدرسة، مشدداً على استخلاص العبر من تلك الأزمة التي مرت على المدرسة وذلك لتحقيق نجاحات جديدة، وقال أنّ هذه التغييرات التي طرأت على المدرسة بعد استلام الإدارة الجديدة لتُعتبر مؤشراً مُبشّراً على أنّ المدرسة تسترد عافيتها وتُصحح مسارها، ووجه تحية احترام للإدارة الجديدة وللهيئة التدريسية بقيادة المربيين السيد مزهر فضيلي والسيدة غدير عراقي على الجهد الكبير الذي بذلوه، مؤكداً على شعار جديد يجب أن يسود في المدرسة ينتهي فيه مرحلة كونها مصنع لتفريخ الشهادات والدخول إلى مرحلة تحويل المؤسسة التربوية لتخريج أجيال تنتمي لشعبها ولقضاياه، بنيته الانتماء والعطاء.

المحامي فؤاد سلطاني رئيس لجنة أمور الطلاب المركزية أشار إلى تلك المرحلة السابقة التي كانت تتمتع بها الطيرة بمكانة متميزة، حيثُ كانت عنواناً للنجاح والحصول على تعليم قوي لجميع طلاب القرى والمدن المجاورة والبعيدة، وقد روى عن خريجي المدرسة من تلك المرحلة قبل ثلاثين أو أربعين عام الذين أصبحوا أطباء ومهندسين ومعلمين، وفي المقابل تحدث السيد سلطاني عن حالة خروج طلاب الطيرة لإكمال الدراسة إلى المدن القريبة بسبب تردي الوضع في الثانوية في الفترة السابقة، مؤكداً على حالة التهميش التي مورست ضد لجنة أولياء الأمور في تلك الفترة، والانقلاب الذي حدث بقدوم الإدارة الجديدة وطريقة تعاملها الحضارية معهم من أجل رفع المستوى التعليمي وتوفير كل أسباب النجاح لهم، وقد نوه إلى عملهم الدؤوب لمحاربة العنف والتسيب في المدرسة ومحاربة الغش التي كانت سائدة داعياً الأهل للتعاون من أجل تحقيق هذا الهدف.
كرم عبد الحي رئيس مجلس الطلاب في الثانوية كانت له كلمة قوية استعرض من خلالها التغيير الذي طرأ على دور مجلس الطلاب الذي سطع وفُعّل دوره بشكل مُكثف وبرز ذلك من خلال الفعاليات والمسابقات التي اشترك فيها، وقد قدّم تلخيصاً للأعمال التي قاموا بها وأحرزوا من خلالها مراكز هامة ومُتقدمة، ونوّه إلى المجلس البلدي الأول الذي شُكّل للمرة الأولى في الطيرة وللفعاليات التي قام بها.
بعد ذلك ألقى دانيئيل بيرك مُمثل شبكة عمال كلمة شكر بها الجميع ودعا الطيرة للعودة إلى سابق عهدها لتكون في المقدمة، مُشيداً بالدور الكبير والتغيير المهم الذي أحدثه رئيس البلدية مأمون عبد الحي في الثانوية. وبعد هذه الكلمة تتالت فقرات الاحتفال فقدمت الطالبة مريم عبد الحي مقطوعة موسيقية، وقدّم ساري قشوع فقرة "راب" تفاعل معها الجميع ونالت الاستحسان والرضا.
الفنانة المًلتزمة سلام أبو آمنة وفرقتها الموسيقية قدموا وصلات غنائية جميلة أسعدت الحاضرين ونالت التصفيق الحار من قبلهم. وتمّ بعد ذلك استئناف البرنامج حيثُ كرّم مدير المدرسة بمرافقة رئيس البلدية العديد من المعلمين والمعلمات وعدد من الطلاب بالإضافة لعدد آخر كانوا قد شاركوا وتفوقوا في مسابقات عديدة خلال السنة الدراسية. وفي نهاية الاحتفال قدمت فرقة الدبكة فقرة ألهبت فيها الحضور وتفاعل معهم الطلاب، وبعدها تمّ تقديم عروض على الشاشة للطلاب الخريجين وانتهت بتوزيع الشهادات عليهم وسط جوٍ من السعادة والفرح.