* لسكان القرية حق ليس فقط في العمل بل أيضا بالعيش الكريم والاستمتاع والتثقف
* هذه الأمسية تهدف إلى تعزيز المشهد الفني والثقافي في القرية من جهة والى خلق أجواء ممتعة وراحة نفسية لدى المواطنين من جهة أخرى
* قرية جسر الزرقاء لا تخلو من مثل هذه القصص الحقيقية، حيث أن هنالك عشرات النساء اللواتي تزوجن من رجال من الضفة الغربية
* تعاني آلاف العائلات العربية بالداخل من تفرقة بين الوالدين حيث ترى الأم تكابد في تربية الأولاد في حين يعجز الوالد من العيش مع أبناءه وزوجته تحت سقف واحد بسبب القانون
نظمت اللجنة الشعبية من اجل جسر الزرقاء وبالتعاون مع المجلس المحلي أمسية فنيه تم خلالها عرض فيلم وثائقي يطرح قضية لم الشمل ويعالجها.
سامي العلي
توافد جماهير الشباب
وشارك في العرض عشرات المواطنين حيث برز حضور أبناء الشبيبة الذين توافدوا لمشاهدة الفيلم الذي عرض في قاعة المركز الجماهيري، وقد ساهم في إنجاح العرض مدير قسم الرياضة، عاطف طواطحة ومحمد حمدان مدير مكتب رئيس المجلس المحلي. واستهلت الأمسية الفنية بكلمات ترحيبية لرئيس اللجنة الشعبية الصحفي سامي العلي ورئيس المجلس المحلي السيد عز الدين عماش اللذين رحبوا بالضيوف وشكروهم على مشاركتهم بالأمسية والعرض .
بعد تسع سنوات ويتحدث الفيلم الذي يحمل عنوان "بعد تسع سنوات" عن قصة امرأة يهودية اسمها دانيال، ترعرعت حتى جيل 20 سنه كمسلمة في المغرب وتزوجت من رجل مسلم وأنجبت ابنها ناصر وفي احدى مراحل حياتها وبعد أن طلقها زوجها الذي اخذ رعاية الابن ناصر، قررت السفر لإسرائيل لزيارة شقيقتها التي تعيش بالبلاد ولكن بعد زيارتها ورؤيتها لمستوى الحياة الجيد استقرت بالبلاد وتزوجت من رجل يهودي وأنجبت طفلة، وخلال عيشها بالبلاد اكتشفت أصلها اليهودي.
إثبات اليهودية ولم الشمل
وفي نفس الفترة توفي طليقها المسلم من اصل مغربي، وبقي ابنها ناصر في رعاية جدته. ابنها الذي لم تحظى برؤيته على مدار 9سنوات منذ أن تركت المغرب . فتقرر أن تسافر للمغرب وتحضر ابنها وهنا تبدأ حبكة الفيلم حيت تواجه صعوبات في أثبات يهوديتها في المحكمة الدينية بإسرائيل ناهيك عن البيروقراطية في الإجراءات التي استمرت أشهر حتى حصلت على إثبات حول يهوديتها، ويستعرض الفيلم التحديات التي تقف أمام الأم دانيال في لم شمل العائلة وجلب ابنها من المغرب للعيش في أحضانها.
طرح القضية وتعزيز المشهد الفني والثقافي
وقال سامي العلي، رئيس اللجنة الشعبية من اجل جسر الزرقاء :" أن هذه الأمسية تهدف إلى تعزيز المشهد الفني والثقافي في القرية من جهة والى خلق أجواء ممتعة وراحة نفسية لدى المواطنين من جهة أخرى . فلسكان القرية حق ليس فقط في العمل بل أيضا بالعيش الكريم والاستمتاع والتثقف".
وأضاف العلي :" هذا الفيلم يطرح وبقوة قضية لم الشمل، فمنذ إصدار أمر الطوارئ لعام 2003 والذي يمنع لم شمل العائلات التي يكون احد الأزواج فيها من الضفة الغربية أو غزة وحتى الأردن، تعاني آلاف العائلات العربية بالداخل من تفرقة بين الوالدين حيث ترى الأم تكابد في تربية الأولاد في حين يعجز الوالد من العيش مع أبناءه وزوجته تحت سقف واحد بسبب القانون".
العائلة التي يمزقها القانون الإسرائيلي
واضاف:" قرية جسر الزرقاء لا تخلو من مثل هذه القصص الحقيقية، حيث أن هنالك عشرات النساء اللواتي تزوجن من رجال من الضفة الغربية، وحتى اليوم يعانون الأمرين وتحاولن جاهدات في لم شمل العائلة التي مزقها وشتتها القانون الإسرائيلي الظالم بدوافع غالبيتها أمنية، حيث تنتظر آلاف الزوجات وأحيانا الأزواج من فلسطينيي الداخل رحمة المؤسسات الإسرائيلية للحصول على تصاريح إقامة ودخول للبلاد لرؤية الزوجة والأولاد لبضع أيام، قانون الطوارئ هذا حوّل العائلات لرهائن ".
طرح الموضوع يحتاج لمعالجة
رئيس المجلس المحلي السيد عز الدين عماش من جهته أكد على ضرورة طرح موضوع لم الشمل لأهميته حيث قال :" يجب علينا أن نطرح الموضوع وان نعالجه. فهنالك نماذج كثيرة في القرية لعائلات تعاني من عدم لم الشمل وجمع أفراد العائلة تحت سقف واحد. وهذه القضية تحمل في طياتها إسقاطات كبيرة على هذه العائلات، اجتماعية، اقتصادية ونفسية . فانا أناشد أبناء الشبيبة أن يأخذوا موضوع لم الشمل على محمل الجد وان يعالجوا هذا الموضوع لان عشرات العائلات بالقرية هي ضحية القانون الذي هدم وفكك عائلات تربطنا بها صلة قرابة ونسب".
وناشد عز الدين عماش سكان القرية بالترفع عن النزاعات السياسية والحمائلية مؤكدا ضرورة توحيد الصف والتعاون والتكاتف معا من اجل الرقي بالقرية، مشيرا أن لم الشمل يجري كذلك على أبناء القرية بعائلاتها وكبارها وصغارها وأطيافها وليس فقط على العائلات التي يكون احد أزواجها مواطن من الضفة الغربية يعيش بعيدا عن زوجته وأولاده خلف الجدار الفاصل.
دعم معنوي لأجل النجاح
هذا وانتهت الأمسية بنقاش حول مضمون الفيلم بمشاركة مخرجات الفيلم، يفعات كيدار وساري عزوز من جمعية " كوبرو "، الناشطه والفاعلة في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية، حيث تتبرع الجمعية بعرض الأفلام التي تنتجها في القرى والبلدات النائية كدعم معنوي متواضع.
يذكر أن الفيلم من إخراج الفنانتين، يفعات كيدار وساري عزوز ومن انتاج عيدنا وإلينور كوبورسكي. مدته 70 دقيقة ومترجم للغة العربية وقد حاز على جائزة المونتاج والتوليف في مهرجان دوك افيف عام 2009.